اختتم اليوم الخميس في تونس المنتدى الدولي لتغذية الطفل في دورته العشرين، بـ "إعلان تونس" الذي ينص على أهمية الدور الاستراتيجي للتغذية المدرسية في دعم التعليم والتنمية الشاملة، والاستقرار في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد الوزراء والممثلون السامون ورؤساء وأعضاء الوفود المشاركة، أهمية الالتزام ببرامج التغذية المدرسية، وإيلاءها ما تستحقه من عناية، ومتابعة نسب التمدرس، وتدعيم مكتسبات التلاميذ، وخاصة أولئك المنحدرين من أوساط اجتماعية هشة.
وأكدت مسؤولة عن برنامج الصحة المدرسية في وزارة التربية اللبنانية، سنية نجم لـ"العربي الجديد"، أنّ المنتدى له أهمية بالغة، وخاصة أنه يتعلق بالتغذية المدرسية، مبينة أنهم يعملون في لبنان ضمن برنامج الصحة المدرسية إلى جانب التغذية المدرسية التي تتضمن عدة مستويات من حيث التوعية
والتثقيف الصحي والبيئة المدرسية، مع التركيز أيضاً على منع بيع الأغذية غير الصحية قرب المدارس، مثل المشروبات الغازية، ولذلك يحاولون توعية الأهل بكفية اختيار وجبات صحية لأبنائهم تمكّنهم من النمو.
وقالت نجم في كلمتها، إن "المنتدى مكّنهم من الاطلاع على العديد من التجارب، وتبادل الخبرات، لكنهم سيسعون إلى مزيد من العمل لتطوير الوجبة المدرسية، ما قد يشكل نقلة نوعية في لبنان، مبينة أنهم يوزعون منذ 3 سنوات، وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، الأكل على 39 مدرسة في لبنان، وأن الأطفال الذين هم من مستوى اجتماعي محدود في حاجة ماسّة إليها ويستحقون الدعم". وأشارت إلى أنهم اطلعوا على تجارب جديدة أكثر تنوعاً، تشمل كل المدارس.
من جهتها، أوضحت مسؤولة من الوفد الليبي في وزارة التعليم العالي أسماء الدقازي، لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه المشاركة تعد الأولى لديهم في مثل هذا المنتدى، وقد تساءلوا عن سبب تغيبهم طيلة هذه السنوات "نظراً لأهمية المنتدى وموضوع التغذية المدرسية"، مضيفة أن "مثل هذه البرامج ضرورية في المجتمع الليبي وخاصة أنها تقوم على التوعية الصحية".
وبينت أنّ الهدف من هذا الملتقى هو الحماية من الجوع وتدعيم الغذاء المدرسي، ويأملون أن تكون هناك رؤية مشتركة للإفادة من بقية التجارب، مضيفة أنهم سيعملون على تنفيذ برنامج الغذاء المدرسي داخل المدارس الليبية، لكن بمقاربة تتلاءم وإمكاناتهم المادية وبيئتهم، وهو ما سيتحقق بحسب مدى اهتمام المسؤولين وحرصهم على إنجاح البرنامج ووضعه ضمن استراتيجيات الدولة الليبية.
وأضافت المتحدثة: "نأمل أن يتمتع الطفل الليبي بغذاء سليم، ما يحقق أمناً غذائياً يمكن أطفال المدارس من تعليم سليم"، بالإضافة إلى أنّ الأسرة الليبية عندما يتوفر الأمن الغذائي لطفلها، فإن ذلك سيجنبها العديد من الإشكاليات والمشاكل في ظل التدهور الاقتصادي والمتغيرات الحاصلة في المجتمع الليبي، التي أثرت على مستوى المعيشة داخل الأسر الليبية وأدّت إلى انخفاض الوجبات المقدمة.
وأكدت مسؤولة عن جمعية تونسية تدعى"المدنية" لمياء مليان، أنهم يهتمون بتوفير النقل الريفي لأطفال المدارس بالشراكة مع وزارة التربية، لكنهم اليوم يأملون تطوير التجربة لتشمل الغذاء المدرسي والغذاء الصحي للتلميذ، وخاصة عندما تكون المدرسة بعيدة عن البيت، ولذلك هم يسعون إلى البحث عن مشاريع وتجارب ناجحة في هذا المجال، يمكن الاستئناس بها ليتمكن التلميذ من العثور على وجبة صحية داخل مدرسته.
وأشارت إلى أن تجربة جمعتهم بالتنسيق مع سفارة اليابان، إذ تمت إعادة تهيئة مدرسة بسليانة شمال غرب تونس، وبالتوازي مع ذلك سيتم العمل على توفير مطعم مدرسي أيضاً، مبينة أن هناك العديد من المقترحات التي قدمها المنتدى، خاصة في ظل وجود نحو 60 بلداً والعديد من المنظمات المشاركة، فتضافر الجهود هو الذي سيمكن من تحقيق نتائج أفضل على مستوى الغذاء المدرسي.
وقال نائب رئيس نيجيريا، يمي أوسينباجو، خلال كلمة ألقاها في اختتام المنتدى، إن لقاء المجتمع المدني لتدارس موضوع التغذية المدرسية هو اعتراف دولي بأهمية الغذاء، وهو ما يجعله استثماراً في الرأسمال البشري، فالكائن البشري هو الضمان لديمومة المجتمع.
وبين أن نيجيريا تمكنت من تحقيق نتائج طيبة، لكنها تحاول أيضاً إصلاح أخطاء الماضي، وخاصة بعد فشل تجارب في التغذية المدرسية كانت قد أقيمت في 2014، وذلك بسبب غياب الحوكمة الرشيدة ونقص التنسيق، ومن ثم تم العمل على تجنب الأخطاء التي أدت إلى فشل التجربة ومحاولة إنجاحها من جديد، فالتغذية المدرسية ضرورية في تحسين التنمية وفي تطور الأداء والرفع من نسب التمدرس.
وتمت الدعوة في البيان الختامي للمنتدى الدولي لتغذية الطفل، إلى تكثيف التعاون بين البلدان العربية في مجال التغذية المدرسية، وتكريس التعاون جنوب جنوب قصد تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، وبعث آليات وإطار مؤسساتي لتنظيم هذا التعاون، والمزيد من التنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية لإيلاء برامج التغذية المدرسية ما تستحقه من دعم ومساندة.