احتياطات لسكان إدلب من هجوم كيميائي جديد واستنفار طبي

25 اغسطس 2018
القلق سيّد الموقف (جورج أورفاليان/ فرانس برس)
+ الخط -


في وقت تروّج روسيا لهجوم كيميائي محتمل على ريف محافظة إدلب، بالتزامن مع وصول تعزيزات من قوات النظام السوري، يعتبر ناشطون هذه التصريحات بمثابة تهديد روسي واضح لاستهداف المحافظة التي بدأ سكانها باتخاذ احتياطاتهم بما توفر لهم من إسعافات أولية استعداداً لأي هجوم.

يقول المتحدث باسم الدفاع المدني في إدلب، أحمد شيخو، لـ"العربي الجديد"، إنّ "فرقنا على أهبة الاستعداد لأيّ هجوم قد يشنّه النظام في إدلب، لكنّ المعدات اللازمة والتجهيزات غير كافية لأنّ عدد السكان في إدلب يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة". يضيف أنّ "الفرق تملك عدداً كافياً من الكمامات وعبوات الأكسجين، بالإضافة إلى وجود فرق متخصصة للتحرّك خلال عمليات مماثلة". ويتابع شيخو أنّ "الفرق أعدّت في وقت سابق دورات للمدنيين والقائمين على الشأن العام، للتهيؤ من أجل اتخاذ الإجراءات السليمة في حال وقوع أيّ هجوم".



من جهته، يقول نائب مدير صحة إدلب الحرة، مصطفى العيدو، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المديرية خزّنت كمية جيدة من الأدوية التي تستخدم عادة في حال تنشق الغازات"، لكنّه يؤكد أنّها "غير كافية بسبب عدد السكان الكبير". يضيف أنّ "المديرية أوعزت إلى المراكز الفرعية بالاستنفار والتهيؤ لأيّ طارئ، كذلك ضاعفت ساعات عمل الموظفين".

في السياق، تقول بشرى سمان وهي من سكّان مدينة إدلب لـ"العربي الجديد"، إنّه "لا يوجد شعور أسوأ من أن تسمع تصريحات لدول كبرى تفيد بأنّها سوف تقصفك بالأسلحة الكيميائية قريباً. وأنا أخاف على أسرتي في حال وقوع هجوم". أمّا أبو نزار، وهو من مدينة خان شيخون التي شهدت العام الماضي هجوماً كيميائياً يُعَدّ من الأشرس، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّه "ليس غريباً على النظام السوري أو روسيا أن يقوما بهجوم كيميائي ضدّ منطقة يحاولون استرجاعها بالقوة العسكرية"، مشيراً إلى أنّ "من استهدف خان شيخون سابقاً وقتل وجرح مئات المدنيين لن يتردّد في تكرار الهجوم".

تجدر الإشارة إلى أنّ خان شيخون تعرّضت في شهر إبريل/ نيسان من عام 2017، إلى قصف جوي بصواريخ تحتوي على مواد كيميائية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني وجرح العشرات. وكان ردّ فعل الولايات المتحدة الأميركية حينها أن استهدفت مطار الشعيرات العسكري الذي انطلقت منه الطائرة المسؤولة عن القصف الكيميائي، غير أنّ النظام السوري سيّر أولى الطلعات الجوية من المطار بعد 48 ساعة من الضربة.



أما عصام وهو ربّ أسرة يعمل في مستودع للأدوات المنزلية بمدينة سراقب، فيقول إنهّ "نتيجة تكرار الهجمات الكيميائية علينا كمدنيين، بتنا قادرين على إجراء الإسعافات الأولية إذا تمكّنا من العيش ولم نمت بالهجوم". يضيف لـ"العربي الجديد": "سمعت خلال هجوم خان شيخون أنّه من الضروري أن يتوجّه المدنيون إلى الطبقات العلوية، لأنّ المواد الكيميائية أثقل من الهواء وتتكدس بالأسفل. كذلك، يجب رشّ المصابين بالمياه ووضع كمامات مع بصل ومخللات في حال لم تتوفّر الكمامات الخاصة بالأسلحة الكيميائية".