احتفال التطبيع اليوم: هذا ليس سلاماً

القدس المحتلة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
15 سبتمبر 2020
+ الخط -

يُسجِل تاريخ اليوم 15 سبتمبر/أيلول 2020، توقيع أول الاتفاقات الخليجية الإسرائيلية، مع توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي "سلام" مع الاحتلال تحت رعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في خطوة لا تحظى بمباركة شعبية في البلدان العربية، وتوجّه ضربة قاسية للقضية الفلسطينية مع الاستسلام للفرضية التي تروّجها إسرائيل بسلام مقابل السلام، بما يُسقط عملياً مبادرة السلام العربية التي تمسكت بها مختلف الدول العربية منذ عام 2002، ما يمهد الطريق لتطبيق ما تبقى من بنود الخطة الأميركية الهادفة لتصفية القضية والمعروفة بـ"صفقة القرن".

هذا التوقيع الذي يُخرج إلى العلن علاقات بقيت خلف الأضواء لفترة طويلة، يفتح الباب أمام انضمام دول عربية أخرى لمسار التطبيع، وخصوصاً أن تطبيع أبوظبي والمنامة ما كان ليتم بلا ضوء أخضر سعودي. وبينما تبدو الإمارات والبحرين ساعيتين لاستغلال فرص التعاون الاقتصادي مع إسرائيل وما يتبع ذلك من رضا أميركي، من دون الحصول على أي تنازل من الاحتلال، في ظل عدم الإعلان عن وقف الاستيطان ومخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، أو حتى تحقيق مكاسب لهاتين الدولتين ومنها بيع مقاتلات متطورة من طراز "إف 35" لأبوظبي، ففي المقابل يعدّ الاتفاقان انتصاراً مهماً لترامب قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأيضاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتخبط في مواجهة أزمة كورونا ويواجه تظاهرات مناهضة له ويُحاكم بقضايا فساد. في المقابل فإن الحضور الأوروبي لمراسيم توقيع الاتفاقين سيكون باهتاً، مع مشاركة وحيدة ممثلة في وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، على الرغم من ترحيب معظم دول القارة بالتطبيع الجديد، علماً أن حكومة المجر اليمينية المتطرفة حليف وطيد لتل أبيب.

أما على الضفة الفلسطينية، وفيما تتكثف المحاولات لتوحيد الجهود الداخلية في مواجهة الاحتلال، ولا سيما مع إطلاق المقاومة الشعبية بعد اجتماع الأمناء العامين للفصائل قبل بضعة أيام، فيُنتظر استجابة الشارع للدعوة إلى احتجاجات اليوم ضد "الصفقات المخزية" في الداخل الفلسطيني ومختلف أنحاء العالم. وفي الخليج، كان الرد على الاتفاقين متحفظاً. وبينما رُفع العلم الإماراتي على مبنى بلدية تل أبيب، لم يظهر العلم الإسرائيلي حتى عصر أمس على برج خليفة في دبي. كما كشف عن خلاف حول رغبة الإمارات في شراء طائرات مقاتلة أميركية من طراز "أف 35"، إذ قال نتنياهو إنه يعارض هذه الخطوة على اعتبار أنها يمكن أن تقوّض التفوّق الاستراتيجي لإسرائيل. وفي المنامة، أعرب بحرينيون معارضون للاتفاق عن رفضهم التطبيع، وتداول مستخدمو تطبيق "تويتر" وسم "بحرينيون ضد التطبيع" و"التطبيع خيانة" على نطاق واسع.

وزير الخارجية المجري يحضر وحيداً من الدول الأوروبية
 

ويشرف ترامب خلال احتفال في البيت الأبيض اليوم، على توقيع مسؤولين إماراتيين وبحرينيين مع نتنياهو على ما يطلق عليها الأميركيون اسم "اتفاقات أبراهام". وسيقود الوفدان العربيان وزيرا خارجية البلدين، الإماراتي عبدالله بن زايد والبحريني عبد اللطيف الزياني، وذلك تمهيداً لإطلاق مسار متسارع من التعاون في مجالات عدّة اقتصادية وعلمية وطبية من دون استثناء. وأعلن ماتي باتشولاي، المتحدث باسم وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، أن الوزير سيكون الوحيد من بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذي سيحضر حفل التوقيع. وكان زيجارتو قد قال السبت: "منذ إعداد البيت الأبيض أجندة استقرار المنطقة كان هذا التطور الثاني الذي يثبت أن هذه أفضل خطة سلام حتى الآن وتبشر بتحقيق السلام في الشرق الأوسط أخيراً". وأضاف "الرئيس الأميركي يستحق الإشادة".

وقبيل توقيع الاتفاق، بحث وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في اتصال هاتفي مع الزياني "المستجدات في المنطقة وبالأخص ما يتعلق بالشأن اليمني"، وفق وكالة الأنباء السعودية. كما بحث وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زايد بن راشد الزياني في اتصال هاتفي مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس التعاون بين البلدين في مجالات التجارة والصناعة والسياحة. وبحسب وكالة الأنباء البحرينية "تم خلال الاتصال مناقشة العديد من جوانب التعاون بين البلدين تحت مظلة السلام مما سينعكس إيجابياً على اقتصاديات البلدين". وكان نتنياهو قد استبق التوقيع، معلناً مساء الأحد أنّ اتفاقي التطبيع مع الإمارات والبحرين في واشنطن "سيضخان المليارات إلى اقتصاد إسرائيل". وفي تصريحات صحافية قبيل ركوبه الطائرة التي أقلعت من مدينة تل أبيب إلى واشنطن، قال نتنياهو، بحسب بيان صدر عن مكتبه: "هذه الاتفاقيات ستوحد السلام الدبلوماسي مع السلام الاقتصادي وستضخ المليارات إلى اقتصادنا من خلال الاستثمارات والتعاون والمشاريع المشتركة". وأضاف: "أسافر لتحقيق السلام مقابل السلام وتوصلنا إلى اتفاقيتي سلام خلال شهر واحد فقط، هذا عصر جديد". ومساء الأحد، تظاهر عشرات الإسرائيليين عند مدخل مطار بن غوريون في تل أبيب، احتجاجاً على سفر نتنياهو.

وعلى الرغم من إعلان نتنياهو أنه ذاهب لتوقيع سلام مقابل السلام، سلام مبني على القوة، إلا أن ذلك لم يمنع الانتقادات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، للسرية التي يضفيها نتنياهو على الاتفاقين. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه قبل يوم واحد من توقيع الاتفاقين، لا تزال غير واضحة نوعية الاتفاقين، اتفاق سلام أم اتفاق تطبيع. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة على موقعها، أن الانتقادات ترتفع داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ضد "التفاصيل والبنود" السرية في الاتفاقين، خصوصاً في ظل إصرار نتنياهو على الانفراد بالمفاوضات والقرار وعدم إشراك شركائه في الحكومة لا سيما وزيري الأمن بني غانتس والخارجية غابي أشكنازي، وحتى عدم ضمهما للوفد الإسرائيلي الرسمي الذي اتجه إلى واشنطن، فيما يضم الوفد الرسمي كلا من رئيس "الموساد" يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات والمستشار القانوني لوزارة الخارجية. ولفت موقع الإذاعة إلى أن عضو الكنيست موشيه أربيل، من حركة "شاس" الحريدية، وجّه استجواباً رسمياً لنتنياهو حول هذا الموضوع، وضمّن ذلك سؤالاً لنتنياهو حول إذا كان قد وافق فعلاً على تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة مقابل اتفاقي التطبيع، وهل وافق على إقامة دولة فلسطينية؟

انتقادات داخل الائتلاف الحكومي لانفراد نتنياهو بالمفاوضات
 

وتأتي هذه الانتقادات أيضاً بعد أن رفض نتنياهو طرح تفاصيل الاتفاقين للمداولة في الكنيست أو حتى في لجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست. وقال أربيل إنه لم يتلق أجوبة على أسئلته لكنه يتوقع شفافية كاملة، فهناك "تجميد مستمر للبناء في المستوطنات وعلينا أن نعرف ما هو الثمن الذي ندفعه مقابل هذا الاتفاق". وأشار موقع الإذاعة الإسرائيلية إلى أنه حتى لحظة إقلاع طائرة نتنياهو متوجهة إلى واشنطن لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق. في المقابل قال رئيس "الموساد" يوسي كوهين قبل صعوده الصحافيين إلى الطائرة إنه يأمل بأن تنضم دول أخرى "فنحن نعمل على ذلك". ووفق تصريحات إسرائيلية وأميركية مختلفة، فإن الإدارة الأميركية تواصل ممارسة الضغوط على دول خليجية ولا سيما سلطنة عمان والسعودية، إضافة إلى دول عربية أخرى كالسودان والمغرب للانضمام لاتفاقيات سلام وتطبيع مع دولة الاحتلال.

مقابل ذلك، سارت هند العتيبة، مديرة الاتصالات الاستراتيجية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، على خطى شقيقها السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، ونشرت صباح أمس مقالاً في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مؤكدة فيه أن الإمارات تريد سلاماً دافئاً وحميمياً مع إسرائيل لدرجة التحاق طلبة إسرائيليين للدراسة في جامعة بن زايد وسفر طلبة إماراتيين للدراسة في الجامعات الإسرائيلية، سلام تقوم الشعوب ببنائه بعد أن يحصل على شرعيته الرسمية في مراسم التوقيع المقررة اليوم في واشنطن. وادعت العتيبة في مقالها أن الاتفاق هو نصر دبلوماسي حظي بتجاوب كبير وترحيب من "مسلمين ومسيحيين ويهود، وأتباع الديانات غير التوحيدية... مواطنو الإمارات وإسرائيل وموظفون في البيت الأبيض ومواطنون عاديون أعربوا كلهم عن أملهم بتعايش على أساس حوار للتهدئة والالتزام. في المقابل صمت صوت المعارضين القلائل". وزعمت أن "السلام الحقيقي بين الدول ممكن فقط إذا تطلع سكان هذه الدول لتغيير كبير. هذا يتطلب مواطنين يريدون أن ينعم أحفادهم بمستقبل مليء بالأمل أكثر مما عايشوه هم"، مضيفة أن "موقف الإمارات قاطع: نحن نتطلع إلى سلام دافئ مع إسرائيل، نتطلع لعلاقات متبادلة وتواصل مستمر يفيد الجانبين. منذ تأسيس الإمارات عام 1971 بنينا مجتمعاً متنوعاً ومتسامحاً يتطلع للمستقبل، ونحن متحمسون لجني ثمار السلام".

تقارير عربية
التحديثات الحية

ذات صلة

الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة

منوعات

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة صحافيين لبنانيين، وأصابت آخرين، بغارة استهدفت مقر إقامتهم في حاصبيا جنوبي البلاد، فجر الجمعة
الصورة
	 استهدفت طائرات الاحتلال منزلها شمالي غزة (محاسن الخطيب/ فيسبوك)

منوعات

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل الجمعة-السبت، الفنانة التشكيلية الشابة محاسن الخطيب، شمالي قطاع غزة، حيث تتواصل المجازر الإسرائيلية
الصورة
الحرب تضرب موسم الزراعة في إسرئيل، 19 يونيو 2024(ديفيد سيلفر/Getty)

اقتصاد

من المتوقع أن تستفحل أزمة الغذاء في إسرائيل بسبب توسع الحرب ومحدودية الوصول إلى الأراضي الزراعية ونقص العمال، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي.