احتفل الإيرانيون بالاتفاق الإطاري الذي جرى توقيعه في لوزان. نزلوا إلى ميادين طهران وأطلقوا أبواق سياراتهم وهتفوا ورقصوا بغض النظر عن الشرع والقانون الإيراني. هلّل الإيرانيون لمشروع رفع العقوبات الاقتصادية عن بلدهم علّ الدعم الاقتصادي يعود إلى الطحين والخبز الذي ارتفعت أسعاره في الأعوام الأخيرة بين 30 و60 في المئة، بحسب المحافظات الإيرانية. صفّق الإيرانيون تأييداً لاتفاق يعيد الحركة إلى شوارعهم ويحرّر حياتهم اليومية من القيود الرسمية التي تكبّل مشتقات النفط في سياراتهم والكهرباء والماء في منازلهم.
انتهى مشروع إيران كدولة تمتلك السلاح النووي، أو على الأقل جرى تأجيله عشر سنوات، بحسب ما ينص عليه الاتفاق في خفض تخصيب الأورانيوم، إنتاجاً ومخزوناً، إقفال كافة المنشآت النووية وحصر العمل بمنشأة "ناتانز"، بالإضافة إلى منع تطوير الأجهزة الخاصة بالتصنيع. جاء كل هذا على حساب مليارات الدولارات الأميركية التي سيتم الإفراج عنها من الحسابات المصرفية الإيرانية وإعادة فتح أسواق العالم أمام الصناعات الإيرانية، الأمر الذي قد يعيد القيمة إلى العملة الإيرانية ويعيد دورة الاقتصاد إلى طبيعتها بعيداً عن البطالة وركود الأعمال والأموال في إيران.
احتفل الإيرانيون في طهران واستنسخ جزء من اللبنانيين هذه الاحتفالات في منازلهم ومجالسهم وشوارعهم. ففي بيروت، يعتبر قسم لا بأس به من أنصار حزب الله أنفسهم جزءاً من المنظومة الإيرانية. لم يفهم كثيرون من هؤلاء سبب الاحتفال فانقادوا في موجة التهليل لاتفاق صدّق على نووية إيران. ظنّوا أنّ الشعب الإيراني مبتهج للأسلحة المنتظرة التي ستضرب تل أبيب، في حين أنّ الهم الأول بين الإيرانيين كان الحصول على لقمة العيش من دون مذلّة. وحتى قبل تحرير فلسطين، خيّل للمبتهجين في لبنان أنّ السلاح سيضرب في محيط دمشق لينهي الحصار المفروض على نظام البعث ورئيسه.
يحيط هذا الجزء من اللبنانيين التجربة الإيرانية بهالة القداسة. يستمدّون الشعارات السياسية منها وكذلك الأمثلة الاجتماعية التي وصلت إلى حدّ نبذ البيئة الاجتماعية لحزب الله ربطات العنق لدى الرجال. اعتاد الحزب على مخاطبة ناسه وجمهوره بلغة السلاح والقوة والكرامة، حتى بات هذا الجمهور "سكراناً" بمنطق العزّة التي لا تشمل حاجاته الاقتصادية والاجتماعية والمالية. أم أنّ الخبز والطحين وأسعار المحروقات وكلفة الحياة اليومية من الكماليات أمام مشاريع بناء الإمبراطوريات؟ هذا ما نجح أزلام هذه الإمبراطوريات بإقناع الناس به.
انتهى مشروع إيران كدولة تمتلك السلاح النووي، أو على الأقل جرى تأجيله عشر سنوات، بحسب ما ينص عليه الاتفاق في خفض تخصيب الأورانيوم، إنتاجاً ومخزوناً، إقفال كافة المنشآت النووية وحصر العمل بمنشأة "ناتانز"، بالإضافة إلى منع تطوير الأجهزة الخاصة بالتصنيع. جاء كل هذا على حساب مليارات الدولارات الأميركية التي سيتم الإفراج عنها من الحسابات المصرفية الإيرانية وإعادة فتح أسواق العالم أمام الصناعات الإيرانية، الأمر الذي قد يعيد القيمة إلى العملة الإيرانية ويعيد دورة الاقتصاد إلى طبيعتها بعيداً عن البطالة وركود الأعمال والأموال في إيران.
احتفل الإيرانيون في طهران واستنسخ جزء من اللبنانيين هذه الاحتفالات في منازلهم ومجالسهم وشوارعهم. ففي بيروت، يعتبر قسم لا بأس به من أنصار حزب الله أنفسهم جزءاً من المنظومة الإيرانية. لم يفهم كثيرون من هؤلاء سبب الاحتفال فانقادوا في موجة التهليل لاتفاق صدّق على نووية إيران. ظنّوا أنّ الشعب الإيراني مبتهج للأسلحة المنتظرة التي ستضرب تل أبيب، في حين أنّ الهم الأول بين الإيرانيين كان الحصول على لقمة العيش من دون مذلّة. وحتى قبل تحرير فلسطين، خيّل للمبتهجين في لبنان أنّ السلاح سيضرب في محيط دمشق لينهي الحصار المفروض على نظام البعث ورئيسه.
يحيط هذا الجزء من اللبنانيين التجربة الإيرانية بهالة القداسة. يستمدّون الشعارات السياسية منها وكذلك الأمثلة الاجتماعية التي وصلت إلى حدّ نبذ البيئة الاجتماعية لحزب الله ربطات العنق لدى الرجال. اعتاد الحزب على مخاطبة ناسه وجمهوره بلغة السلاح والقوة والكرامة، حتى بات هذا الجمهور "سكراناً" بمنطق العزّة التي لا تشمل حاجاته الاقتصادية والاجتماعية والمالية. أم أنّ الخبز والطحين وأسعار المحروقات وكلفة الحياة اليومية من الكماليات أمام مشاريع بناء الإمبراطوريات؟ هذا ما نجح أزلام هذه الإمبراطوريات بإقناع الناس به.