وأخطأت دار الكتب، في بيانها الإعلامي، حين ربطت احتفالها بذكرى مئوية وفاة سيد درويش وموافقة الذكرى لثورة 1919، حيث إن ذكرى مرور مائة سنة على وفاته سوف تحل بعد أربع سنوات! فقد كانت وفاة سيد درويش المفاجئة وهو في الثلاثين من عمره، متزامنة مع عودة سعد زغلول من منفاه سنة 1923.
ويبدأ الاحتفال في الحادية عشرة صباحاً بقاعة "علي مبارك" بدار الكتب، ويتضمن ندوة فنية تشارك فيها مجموعة من الأكاديميين، والموسيقيين، والإعلاميين.
ويلي الندوة فيلم وثائقي حول حياة سيد درويش وفنه. بعد ذلك، تحيي فرقة تراث سيد درويش، بقيادة حفيده محمد سيد درويش البحر حفلاً فنياً، يتخلل فقراته إلقاء لمقطوعات من زجل بديع خيري وتلحين سيد درويش.
أما مفاجأة الاحتفال فتتمثل في ما تقدمه دار الكتب المصرية للمرة الأولى من مقطوعات بصوت سيد درويش من مقتنياتها الموسيقية النادرة.
وسيد درويش (1892-1923) واحد من أهم الموسيقيين العرب. ولد بالإسكندرية وعاش يتيماً بعد وفاة والده 1899.
بدأ حياته الفنية بغناء الموشحات قبل أن يتعرف إلى الأخوين الموسيقيين أمين وسليم عطا الله اللذين اصطحباه معهما إلى الشام عام 1908 في رحلة فنية تعرف فيها إلى الملا عثمان الموصلي، وتعلم منه كثيراً من الموشحات وفنون الموسيقى. وكان أول ألحانه أغنية "يا فؤادي ليه بتعشق".
انتقل إلى القاهرة، وتعاون مع الفرق المسرحية الكبرى في تلحين أغنياتها مثل فرقة "نجيب الريحاني" وفرقة "جورج أبيض" وفرقة "علي الكسار".
بلغ إنتاج درويش في حياته القصيرة من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار وأربعين موشحاً ومائة طقطوقة وثلاثين رواية مسرحية وأوبريت.
وترك بصمة خاصة في تاريخ الغناء السياسي والاجتماعي، ومن أشهر أعماله أغنية "قوم يا مصري" التي قدمها أثناء ثورة 1919، ونشيد "بلادي بلادي" الذي اقتبس فيه كلمات الزعيم مصطفى كامل، وأغنية "الحلوة دي" تضامنا مع الحرفيين والفئات العاملة.
أدخل سيد درويش في الموسيقى للمرة الأولى في مصر الغناء البوليفوني في أوبريت العشرة الطيبة وأوبريت شهرزاد والبروكة.
بعد رحيله، تناول عدد من الأعمال الدرامية شخصية سيد درويش مثل مسرحية "سيد درويش" (1965) إخراج محمد توفيق وقام بدور سيد درويش المطرب محمد نوح، وفيلم "سيد درويش" (1966) من إخراج أحمد بدرخان وأدى دوره الفنان كرم مطاوع، ومسلسل "أهل الهوى" (2013) من إخراج أحمد عبد العزيز، وأدى دوره حفيده الفنان "إيمان البحر درويش".