أدى تقدم القوات العراقية في الأحياء الواقعة بالجانب الأيمن للموصل، إلى ارتفاع حدة المعارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما يبقى مصير آلاف المدنيين المحاصرين في هذه الأحياء مجهولا.
وقال مصدر في قيادة عمليات الجيش في نينوى، اليوم الأربعاء، إن القوات العراقية تواجه مقاومة عنيفة من عناصر تنظيم "داعش" الذين يقاتلون بشراسة للحفاظ على ما تبقى تحت سيطرتهم من أحياء. وبيّن خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المعركة أصبحت أكثر صعوبة مع انحسار نفوذ التنظيم في الساحل الأيمن للموصل.
وأشار أيضاً إلى محاولة قوات جهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، كسر دفاعات "داعش" التي نصبها في محيط الأحياء غير المحررة، موضحاً أن المعارك تتركز على مشارف حي الزنجيلي.
كما لفت إلى أن "تقدم القوات العراقية وإطباق الحصار على مناطق داعش، أغلق جميع منافذ الهروب أمام السكان المحليين"، مؤكداً وجود خطر كبير على حياة آلاف المدنيين المحاصرين.
بدورها، حذرت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، من احتمال تحول القتال في الموصل القديمة، التي يتعرض فيها مئات الآلاف من المدنيين للحصار، إلى أسوأ كارثة خلال الحرب على تنظيم "الدولة الاسلامية". وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، ليز غراندي "قد نواجه كارثة إنسانية ربما ستكون الأسوأ في الصراع بأسره" .
وفي سياق متصل، قال محافظ الموصل السابق، أثيل النجيفي، إن سكان الموصل غير متحمسين كثيراً لنتائج المعركة التي تجري منذ عدة أشهر في مدينتهم، مشيراً في مقابلة تلفزيونية، إلى أن سكان الموصل ما بين نازحين وآخرين دفنت جثث ذويهم تحت الأنقاض بسبب المعارك.
ولفت النجيفي إلى تغير وضع المعارك في الساحل الأيمن للموصل عما كانت عليه في الجانب الأيسر، مبرزا أن موضوع تحرير الموصل وما حدث في المدينة ستكون له أبعاد دولية.
وأضاف أن "الجميع يأمل أن لا يتكرر ما حدث في الموصل عام 2014 مرة أخرى"، مشددا على ضرورة إزالة عوامل التطرف من المناطق المحررة.
وأشارت بيانات للقوات العراقية إلى مقتل عدد من قيادات وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي السياق، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية مقتل مسؤول شؤون العشائر بالتنظيم، المدعو أبو عبدالله السبكي، أمس الثلاثاء، مع عدد من أقاربه بقصف جوي في منطقة الزنجيلي بالساحل الأيمن للموصل.