احتدام المعارك بتعز.. والصليب الأحمر يحذّر من مأساوية الوضع

22 نوفمبر 2016
قوات الشرعية أعلنت بعض الجبهات مناطق عسكرية (أحمد الباشا/AFP)
+ الخط -
أعلن الجيش الوطني في محافظة تعز، جنوبي اليمن، اليوم الثلاثاء، عدداً من المواقع في شرق وغرب المدينة مناطقَ عسكرية، بالتزامن مع تواصل المواجهات التي يخوضها في تلك المناطق ضد مليشيات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والقوات المتحالفة معها، الموالية للمخلوع، علي عبد الله صالح.

وأوضح القائد الميداني في الجيش الوطني، فؤاد الصبري، لـ "العربي الجديد"، أن مناطق مفرق شرعب، غربي مدينة تعز، ومناطق جولة القصر والحوبان، شرقي المدينة، أصبحت مناطق عسكرية، محذراً المدنيين من الاقتراب منها أو البقاء فيها.

يأتي ذلك في وقتٍ تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة بين الجيش الوطني ومليشيات الانقلابيين في الجبهة الشرقية والغربية، بالتزامن مع قصف مدفعي من الجانبين.

وقال الصبري إن 4 عناصر في قوات الجيش قتلوا، إضافة إلى إصابة 5 في صفوف المدنيين، نتيجة قصف طاول المناطق السكنية، فيما قتل 15 عنصراً في صفوف الانقلابيين في مواجهات شرق وغرب المدينة.

وأشار إلى أن قوات الجيش الوطني أحرزت تقدماً جديداً، عصر اليوم، في جبهة العسكري (شرقاً)، وكذلك في جبهة الكمب، ووصلت إلى جولة الكندي، بعد سيطرة الجيش على عمارة التوفير، التي كانت المليشيات تستخدمها وكراً للقناصة في شرق المدينة.

وفي الجبهة الغربية لتعز، ارتفعت وتيرة المواجهات العنيفة بين الجانبين في منطقة حذران، القريبة من مفرق شرعب غربي المدينة، إضافة إلى مواجهات عنيفة تدور في محيط التلة السوداء، غرب المدينة، حيث يحاول الحوثيون انتشال جثث قتلاهم الذين سقطوا اليوم أثناء محاولة اقتحام جبل هان الاستراتيجي غربي المدينة، كما تمكنت قوات الجيش الوطني من السيطرة على موقع تلة البرادة، المطلة على مناطق الربيعي، غربي المدينة، بعد معارك أسفرت عن مقتل 9 في صفوف الانقلابيين.



وقالت مصادر في الجيش الوطني، لـ "العربي الجديد"، إن مليشيات الانقلاب دفعت، عصر اليوم، بتعزيزات كبيرة اتجاه منطقة الربيعي غرب مدينة تعز، وهي تتوزع في عدة أماكن لمعاودة الهجوم على مواقع الدفاع الجوي وجبل هان وجبهة الضباب.

من جانب آخر، كُلف مدير شرطة أمن تعز، العميد محمود المغبشي، وبالتنسيق مع قائد محور تعز، المساعد أول سمير عبده محمد غالب، بالقيام بمهام مدير أمن مديرية صالة (شرقي المدينة)، والتي تم تحريرها مؤخراً، وذلك لحفظ الأمن في المديرية بالتنسيق مع الجيش الوطني.

في أثناء ذلك، تمكّنت وحدات خاصة من الجيش الوطني في الجبهة الشرقية بمدينة تعز من قتل أحد خبراء صناعة المتفجرات والألغام في ميليشيات جماعة الحوثيين وحلفائهم.

وقال القيادي الميداني في الجبهة الشرقية، عبد الرحمن عبده صالح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "العمليّة تمّت بعد اقتحام أحد المنازل في شارع الكمب شرقي المدينة، حيث كان الخبير يقوم بتثبيت المتفجرات، وقد تم اغتنام أدواته الهندسية".

وأوضح أن الألغام تمثل عائقاً كبيراً أمام تقدم الجيش الوطني، نتيجة انتشارها بكثافة، وخاصة في منطقة الجحملية (شرقاً)، مبيّناً أن العديد من بيوت المواطنين قد تم تفخيخها من قبل المليشيات الانقلابية. 

إلى ذلك، قالت مصادر محلّية في مناطق الأحكوم جنوبي تعز، بأن قرى السجعة، والعنين النجيد في الأحكوم (جنوباً)، شهدت موجة نزوح جماعي للسكان، بعد أن حددت المليشيات الانقلابية للمواطنين مهلة 24 ساعة، لمغادرة مساكنهم وهددتهم بتفجير المنازل.

في الأثناء، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "قلقها البالغ" إزاء الوضع في مدينة تعز جنوبي اليمن مع تصاعد القتال منذ أيام، مشيرة إلى أن المدنيين عالقون في مناطق المواجهات، فيما هناك جثث ملقاة في الشوارع. 

وأوضح رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، ألكسندر فيت، في بيان اليوم، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أن "المدنيين عالقون بين نيران القناصة والقصف العشوائي"، مضيفاً أن "الجثث ملقاة في الشوارع، ولا يستطيع الناس قضاء حوائجهم الأساسية، الوضع مأساوي للغاية".

وتابع فيت: "أصبحت محافظة تعز معزولة تماماً عن العالم الخارجي لما يزيد عن عام كامل. وطوال هذه المدة هناك أناس يعيشون دون كهرباء أو مياه في أجزاء من المحافظة".

وذكرت اللجنة في بيانها أن المستشفيات الرئيسية في تعز "استقبلت حوالى 200 جريح على مدار الـ72 ساعة الماضية"، ويعاني "الكثير من الجرحى إصابات ناجمة عن انفجارات، واستدعت حالات الكثيرين منهم بتر أطرافهم".

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه "في وقت بلغت فيه المعاناة في تعز ذروتها، فإنها تناشد جميع أطراف النزاع مراعاة حرمة الحياة الإنسانية وصون كرامتها". كما دعت كذلك "جميع الأطراف على الأرض في تعز إلى إبداء حسن النوايا في النهوض بمسؤولياتهم في ما يتعلق بانتشال الجثث ونقل الجرحى، وحماية المدارس والمستشفيات والأحياء السكنية". 

وتأتي موجة المعاناة التي تسبب فيها القتال الذي نشب مؤخراً، لتفاقِم معاناة مستمرة منذ أشهر، فُرضت خلالها قيود خانقة على جوانب الحياة اليومية للناس، بما في ذلك حريتهم في التنقل، والحصول على السلع الأساسية، كالغذاء والمياه، حسب اللجنة. ​


المساهمون