شهدت محافظة المثنى جنوبي العراق، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية هي الثانية من نوعها في غضون أقل من أسبوع، نظمها عشرات العمال الذين تم تسريحهم من مصفاة للنفط وتم استبدالهم بعمال من إيران.
وقالت مصادر محلية في مدينة السماوة عاصمة محافظة المثنى جنوب العراق، إن المتظاهرين طالبوا مسؤولين محليين بالتدخل لوقف عمليات تسريح العمالة العراقية واستبدالهم بآخرين من جنسيات آسيوية أو إيرانية كان آخرها مشروع مصفاة نفط السماوة، موضحة لـ"العربي الجديد" أن المحتجين أكدوا أنهم سيواصلون مظاهر الاحتجاج حتى تستجيب هذه الشركات لمطالبهم.
ورفع المحتجون الذين تجمعوا أمام بوابة مصفاة السماوة النفطية، لافتات منددة بسياسات الشركات التي استغنت عن العمالة العراقية واستبدلتها بإيرانية، مؤكدين أنهم سينقلون مطالبهم الى الحكومة المحلية في المثنى، والاتحادية في بغداد.
وفي الآونة الأخيرة، استغنت مصفاة السماوة وسط محافظة المثنى عن نحو 50 عاملاً عراقياً واستبدلتهم بعمالة إيرانية، ما أثار موجة اعتراضات واسعة بالمحافظة اعتبرت أنه مخالف لقانون العمل العراقي، وذلك بعد قرار مماثل لشركة محلية للإسفلت تتبع وزارة الصناعة.
ويعزو مسؤولون في المحافظة ذلك إلى أن الشركات التي أقدمت على تسريح العراقيين خاضعة لقانون الاستثمار، وأن مصفاة السماوة على سبيل المثال تقع تحت تصرف مستثمر إيراني، إلا أن اتحاد العمال يؤكد أن ذلك لا يعفيهم من أن يكونوا تحت طائلة قانون العمل العراقي.
في السياق، قال رئيس اتحاد عمال المثنى رياض الشمري، إن الاحتجاج الذي شهدته المحافظة يهدف للضغط على الشركات التي استغنت عن العمال العراقيين من أجل إعادتهم للعمل من جديد، وضمان حقوقهم، والالتزام بدفع الضمان الاجتماعي، مبيناً في تصريح صحافي أن جميع العمال الذين أقيلوا مسجلون لدى الاتحاد ويحملون صفة العامل.
وأشار إلى أن اتحاد عمال المثنى سيتجه إلى الحكومة المحلية من أجل تنفيذ المطالب بأسرع وقت ممكن، موضحاً أن الاحتجاجات ستتواصل حتى تحقيق المطالب.
من جهته، اعتبر سعد رشيد، وهو أحد العمال الذين تم الاستغناء عنهم، أنه صُدم من قسوة الإجراء الذي قطع أرزاق عراقيين، من أجل تشغيل عمال إيرانيين، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن الأجور التي كان يتلقاها من إحدى الشركات العاملة في المثنى رمزية، إلا أنها كانت تفي بجزء من متطلبات العيش.
وبين أنه شارك في احتجاج اليوم الثلاثاء، وسيكون جزءاً من أي تظاهرة جديدة مطالبة بحقوق العمال المقالين، مشيراً إلى الإصرار على ممارسة حق الاحتجاج بجميع أشكاله لثني الشركات "التي ظلمتنا" عن قراراتها.
وتأتي هذه التظاهرة ضمن موجة احتجاجات واسعة تشهدها مناطق جنوب العراق منذ أكثر من ستة أشهر.
وانطلقت شرارة الاحتجاج من محافظة البصرة (590 كيلومتراً جنوب بغداد) التي بدأت بالتظاهر في يوليو/تموز من العام الماضي مطالبة بتحسين واقع المحافظة، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين، وقوبلت بعض مظاهر الاحتجاج بالقوة من قبل القوات العراقية، وآخرها احتجاج يوم الأحد الماضي الذي استخدمت فيه قوى الأمن الرصاص، ودعا المتظاهرون إلى توفير فرص عمل وتحسين مستوى الخدمات، بينما حذّرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية من تداعيات ذلك، رافضة استخدام الرصاص الحي ضد المحتجين.