احتجاجات ودعاية انتخابية بمصر... و"شيخ" الأسد يهاجم "المؤامرة"

04 أكتوبر 2014
مطالبات بالإفراج عن المعتقلين بمصر ( سترينجر/الأناضول)
+ الخط -
لم تغب الأوضاع الأمنية التي يعيشها العالم العربي عن خطب العيد، أو المزاج العام للشارع؛ ففيما رأى معارضو الانقلاب في المحروسة مصر فرصة للخروج إلى الساحات والاحتجاج على طريقتهم، وجد آخرون في الجوامع مكاناً للدعاية الانتخابية لمرشحيهم. أما في سورية، التي شهدت ثورة شعبية، حوّلها نظام بشار الأسد إلى حرب أهلية بغرض إجهاضها، فقد خرج الأخير إلى أحد جوامع العاصمة لأداء الصلاة، فيما انصرف "شيخ بلاطه" إلى مهاجمة "المؤامرة" الكونية.

احتجاجات.. ودعاية انتخابية بساحات مصر

وشهد عدد من ساحات صلاة العيد في مصر تظاهرات احتجاجية لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، معربين عن آمالهم في عودته للحكم في العيد المقبل، فيما انتشرت دعاية للانتخابات البرلمانية المقبلة، من قبل مرشحين في عدد من المحافظات.

وحمل الأطفال بعض الهدايا التي وزّعت في بعض ساحات العيد في مصر، من بينها بالونات عليها شعارات رابعة وصور لمرسي، فيما حمل آخرون في ساحات أخرى هدايا عليها صور لمرشحين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي لا يعترف بها "التحالف الوطني لدعم الشرعية" في إطار رفضه للسلطات الحالية.

وفي أكبر ساحات الصلاة بالقاهرة، في مسجد مصطفى محمود، أجرى عدد من المرشحين الذين يعتزمون خوض الانتخابات المقبلة، دعاية انتخابية، من خلال توزيع منشورات على المصلين تحمل تعريفاً لهم.

فيما وزع البعض الهدايا بالقرب من مسجد مصطفى محمود مطبوعاً عليها صور المرشحين. وعقب أداء الصلاة تحدث عدد من الأشخاص عن الانتخابات المقبلة، وكيف أنّهم يعدّون برنامجاً انتخابياً يخدم الأهالي والمواطنين، بينما نظم أنصار مرسي عدداً من المسيرات عقب الصلاة، خرجت من مساجد كبرى بالقاهرة والجيزة، رافعين لافتات وصوراً لمرسي، وعليها شارات رابعة.

وفي السويس، تحولت ساحات الصلاة إلى حلبة منافسة انتخابية بين مرشحين يعتزمون خوض الانتخابات من خلال توزيع هدايا دوّنوا عليها أسماءهم.

وفي القليوبية، قام عدد من المرشحين المحتملين للبرلمان، بتوزيع هدايا طبعوا عليها أسماءهم، لتعريف المواطنين بهم، وسط غياب لأنصار "الإخوان المسلمين" في ساحات الصلاة التي نظمتها وزارة الأوقاف.

وفي محافظة الإسكندرية، خرجت عدّة مسيرات مؤيدة لمرسي، ردّد المتظاهرون خلالها تكبيرات العيد، وهتافات أخرى مناهضة لـ"الانقلاب العسكري"، رافعين لافتات مكتوباً عليها "عيد مصر.. يوم النصر"، و"ليس العيد لمن لبس جديد.. بل العيد لمن مات شهيد".

ونشبت اشتباكات بين أنصار لحزب النور السلفي (المؤيد للسلطات) وأنصار مرسي بمنطقة أبو سليمان عقب الصلاة، الأمر الذى انتهى باشتباك الطرفين والتراشق بالحجارة قبل أن يتفرقا.

ورفع الأطفال البالونات التي تحمل صور مرسي وصور "الشهداء والمعتقلين"، إلى جانب ارتداء الأطفال تيجان رأس ضمن هدايا تحمل شعارات رابعة وصور مرسي.

وعلى غرار الاسكندرية، شهدت محافظة المنيا خروج مسيرات لأنصار مرسي من عدة مساجد رفعوا خلالها شارات رابعة العدوية وصور مرسي مصحوبة بالتكبير والتهليل والهتافات المناهضة للجيش والشرطة. وأعرب المصلون عن آمالهم في أن "يكون العيد المقبل عودة مرسي إلى الحكم مرة أخرى".

وفرقت قوات الشرطة إحدى المسيرات في مدينة سمالوط،  بقنابل الغاز، وألقت القبض على أحد المتظاهرين، بحسب ما صرح مصدر أمني.

يأتي ذلك تلبية لدعوة أطلقها التحالف الداعم لمرسي، إلى بالبدء بأسبوع احتجاجي جديد اعتباراً من أمس الجمعة، تحت عنوان "الله أكبر.. عيدنا النصر".

وفي الشرقية، قامت قوات الأمن بفض مسيرة نظمها مؤيدون لمرسي، بالغاز المسيل للدموع، في مدينة الزقازيق عقب صلاة العيد، وألقت القبض على سبعة من المتظاهرين.

كذلك نظمت حركة "نساء ضد الانقلاب" في إحدى قرى مركز الزقازيق مسيرة نددوا خلالها بغلاء الأسعار، فيما نظم العشرات من أعضاء "حركة 6 أبريل" ـ جبهة أحمد ماهر، في الغربية، وقفة احتجاجية عقب صلاة العيد طالبوا فيها بالإفراج عن المعتقلين من النشطاء السياسيين وفي مقدمتهم أحمد دومة، الناشط السياسي البارز والمعتقل على ذمة قضية لأحداث تظاهر بدون ترخيص.

نظام سورية يهاجم "المؤامرة"

وفي سورية، شارك رئيس النظام في صلاة عيد الأضحى في جامع النعمان بن بشير الواقع في مشروع دمر شمال شرق دمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري.

وبث التلفزيون السوري صوراً للأسد وهو يدخل الجامع الواقع في حي مشروع دمر، الواقع على أطراف دمشق، وكان في استقباله مفتي سورية أحمد بدر الدين حسون، ووزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد.

وشارك في الصلاة التي أمّها مفتي دمشق وريفها الشيخ عدنان أفيوني، رئيس مجلس الشعب، محمد جهاد اللحام، ورئيس مجلس الوزراء، وائل الحلقي، وعدد من رجال الدين والمواطنين.

وقال أفيوني في كلمته التي ألقاها عقب صلاة العيد "ارتبط العيد بحياة الأمة بالفرح، لكن العيد ما دخل بيوتنا، لأن الغرب وأعوانه من العرب قرروا أن يجعلوا من بلدنا ساحة حرب تصفى فيه الحسابات وتنفذ فيه المصالح والأجندات".

وأضاف "إننا نتعهد بالحفاظ على بلادنا من مؤامرة كبيرة تستهدف من دوره ووجوده وصموده. نتعهد أن نحافظ على البلد من أن يتحوّل إلى ساحة حرب والحفاظ عليه من التمزيق والتقسيم، الذي رسمت خططه في البيت الأبيض وينفذ اليوم في شمال سورية وشرقها"، في إشارة إلى الضربات التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضدّ معاقل تنظيم "الدولة الاسلامية".

في الجزائر.. دعوة إلى وقف الاقتتال

وفي الجزائر، دعا خطيب عيد الأضحى، محمد إبراهيم ميقاتلي، الدول العربية التي تشهد اضطرابات على حدودها إلى تبني مشروع مصالحة داخلية لوقف الاحتقان والاقتتال.

وتحدث الإمام خلال احتفال رسمي احتضنه المسجد الكبير بحي الأبيار بأعالي العاصمة الجزائر، والذي يعد أحد أقدم مساجد البلاد، بحضور كل من رئيسي غرفتي البرلمان، رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، إلى جانب رئيس الوزراء عبد المالك سلال، والطاقم الحكومي وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية.

وغاب عن الاحتفال الرسمي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بسبب عدم تعافيه التام من وعكة صحية تعرّض لها نهاية أبريل/ نيسان 2013. ودعا مقاتلي "الدول العربية على حدود الجزائر إلى تبني مشروع السلم والمصالحة من أجل وقف العنف والاحتقان والاقتتال الذي تشهده".

المساهمون