اعتصم المئات من الكويتيين، اليوم الأربعاء، أمام مبنى السفارة الروسية في العاصمة الكويت احتجاجاً على الانتهاكات، التي يقوم بها النظام السوري والمليشيات الموالية لإيران بدعم جوي روسي في حق المدنيين في حلب.
وتداعت العشرات من التيارات السياسية من كافة الاتجاهات للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي وافقت عليها وزارة الداخلية وحرستها قوى الأمن والشرطة. وتبعت الوقفة الاحتجاجية مسيرة غاضبة من الحشود تطالب المجتمع الدولي بالتدخل وإنهاء العدوان الروسي الإيراني على الشعب السوري وإسقاط نظام بشار الأسد.
وتبعت الوقفة الاحتجاجية المرخصة مسيرة غاضبة باتجاه السفارة الروسية في محاولة من المحتجين لاقتحامها، لكن قوات الأمن منعت المحتجين من وصولها.
وأثناء الوقفة الاحتجاجية قال عضو البرلمان، وليد الطبطائي "حلب لم تسقط نحن الذين سقطنا، العرب سقطوا، المسلمون سقطوا، حكامنا سقطوا، حلب لم تسقط، ... نحن الذين استسلمنا ونحن الذين تخاذلنا، صمد أهل حلب أمام مليشيات بشار ومليشيات إيران ومليشيات روسيا".
وأضاف "سنمارس كافة أشكال الضغط في البرلمان لنصرة الشعب السوري والوقوف في وجه الغزاة المعتدين".
وقال ممثل "الحركة الدستورية الإسلامية" (حدس)، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، عبدالله فهاد العنزي، "استرجع مجلس الأمة هيبته ودافع عن قضاياه المصيرية ونصر أمته، حيث إن البرلمان الكويتي هو أول برلمان عربي يتداعى لنصرة حلب".
وأضاف "هذه التجمعات الشعبية هي للضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءاتها تجاه هذا النظام الفاشي المجرم".
وتابع "نحن نتشدق بأننا بلد الإنسانية فإذا كان هذا صحيحاً، فإنه يجب أن يفعل الجسر الجوي بين الكويت وحلب المنكوبة لإسعاف الجرحى وإيواء النازحين الذين شردتهم الهمجية الإيرانية".
من جهته، قال الباحث الإسلامي، محمد العوضي، إن "الشعوب بكت وأعطت وتبرعت وناضلت وتوسلت وفعلت كل ما تستطيع، السؤال هو أين دور الحكومات العربية؟"
وأضاف: "موضوع النصرة للشعب السوري حصر واختزل في بناء المخابز وتوزيع البطانيات وهذا أمر جيد، لكن هل هذه هي حقيقة النصرة، خصوصاً وأن أمم الأرض تداعت على الشعب السوري بأكمله".
ودعا إلى "أن تكون خطوات على الجانب السياسي، حيث تقوم التيارات الكبرى والبرلمانات في الضغط على الحكام والأنظمة والدول، فإذا لم تتحرك الحكومات فإن السكين ستأتي وتتطاير الرؤوس هنا في الشوارع في شوارعنا".
وقال السياسي والبرلماني السابق، أحمد الشحومي، "يجب أن نسمي الأمور بمسمياتها، نحن نواجه حرباً شرسة وشعواء من إيران وملاليها، وإننا إن لم نتحد ضد إيران فإنها ستمزقنا إرباً إرباً وسيغزوننا من جديد كما فعلوا في الثمانينات عندما كان (الرئيس العراقي السابق) صدام (حسين) يحاربهم".
وقامت العشرات من الجمعيات الخيرية الكويتية الرسمية وغير الرسمية بتنظيم حملات تبرعات لشراء أغذية ومواد تدفئة لصالح الشعب السوري النازح من حلب.
وفي المغرب، ترجم نشطاء من عدد من الأحزاب والتيارات السياسية والإسلامية بالبلاد، دعوات أطلقت، خلال الأيام القليلة الأخيرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع سكان حلب، إلى شعارات على أرض الواقع، من خلال وقفة رمزية نظموها، مساء الأربعاء، أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط.
ورفع ناشطون مغاربة شعارات تطالب بوقف المجازر الدموية التي ترتكب في حلب أمام أنظار العالم دون أن تقدم أية جهة على استنكار ما يجري من فظائع إنسانية، فيما عمد محتجون إلى وضع إشارات حمراء على أفواههم، في دلالة على صمت بلدان العالم حيال الدماء التي تسكب في حلب.
وهيمن الصمت على الوقفة التي حضرها ناشطون وحقوقيون ووجوه من التيار الإسلامي والسلفي، والذين طالبوا بالتضامن مع السوريين المحاصرين في حلب.
وقال القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، محمد بولوز، الذي حضر الوقفة الاحتجاجية، لـ"العربي الجديد"، إن الوقفة هي "مبادرة رمزية فقط من ناشطين شباب حز في قلوبهم ما يشاهدونه ويسمعونه يومياً من القنوات الإخبارية بشأن ما يقع لإخوانهم المسلمين في حلب".
وأبرز بولوز أن "الوقفة الاحتجاجية تعتبر بمثابة ردة فعل طبيعية هي أقل ما يمكن فعله من طرف هؤلاء الناشطين الذين يعبرون عن صوت الشعب المغربي الرافض للمجازر الدموية والفظائع الإنسانية التي تقع في حلب، بتواطؤ ومباركة رسمية للقوى الدولية".
وانتقد بولوز الدور الروسي في سورية، من خلال دعمه الواضح والفاضح للجيش السوري الذي يقصف يومياً أهالي حلب وغيرها من مناطق سورية، مشيراً إلى أن روسيا تجاوزت كل الحدود وخرقت كل المواثيق، وانتهكت حياة البشر، من خلال تحالفها مع قوات بشار الأسد.
وفي سياق متصل دعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في بيان اليوم، إلى "تكسير الصمت العربي والدولي الرسمي الذي نعتته بالمريب، وإيقاف سياسة الكيل بمكيالين، ورفع أي غطاء عن بشار الأسد ونظامه وأعوانه"، منتقدة "سياسة القتل والإبادة الجماعية التي خلفت الآلاف من الشهداء والمعطوبين واللاجئين من أبناء الشعب السوري".