ويصل جوبا، اليوم الثلاثاء، أعضاء مجلس الامن الدولي في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يلتقون خلالها بالمسؤولين الجنوبيين بينهم الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت، إلى جانب المعارضة بزعامة رياك مشار.
وتشهد دولة الجنوب منذ سبعة أشهر حرباً أهلية أدت لمقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وتشريد مليون ونصف مليون نسمة.
وتعد زيارة اعضاء مجلس الامن إلى جوبا، الاولى من نوعها منذ اندلاع النزاع بين الحكومة والمتمردين؛ وتأتي للوقوف على الاوضاع على الارض.
ورجح المحاضر في جامعة "هارفت" الاميركية والقيادي الجنوبي لوكا بيونق، أن يعمد مجلس الامن خلال زيارته الى جوبا واجتماعه المنتظر في نيروبي إلى ارسال رسائل محددة لطرفي النزاع (الحكومة والمعارضة) لحل الصراع عبر مهلة جديدة سيفرضها عليهما لوضع حد للاقتتال وتشكيل الحكومة الانتقالية، لاسيما بعد انقضاء مهلة الستين يوما التي حددتها "الايغاد" من دون التوصل لاتفاق. وأكد أن المجلس سيكون لديه رؤية واضحة بشأن فرض عقوبات على الطرفين في حال تعطيل المهلة الجديدة وخرق اتفاق النار وأشار الى أن رؤية بشأن العقوبات ستتبلور من خلال اجتماع نيروبي الذي سيضم مجلسي الامن الدولي والسلم الافريقي و"الايغاد".
وأوضح أنه "للمرة الأولى يكون لدى مجلس الامن اتفاق مجمع عليه لفرض عقوبات". وأضاف "أنه كان يفترض أن يأتوا وبجعبتهم العقوبات، الا أن روسيا طلبت التريث لحين الوقوف على الاوضاع على الارض".
وأكد بيونق، أن اجتماع نيروبي سيضع خلاله الإطار الزمني لتفعيل العقوبات عبر المواقف المحددة باعتبار أن هناك قناعة لدى المجتمع الدولي والاقليمي لضرورة إظهار صرامة أكبر لإجبار الفرقاء الجنوبيين على الحل السلمي. وتوقع أن تؤثر تلك الخطوات على سير المفاوضات الجارية في اديس ابابا وإحداث اختراق حولها. وشدد بيونق، على ضرورة أن يكون لمجلس الامن تصور محدد بشأن الحكومة الانتقالية باعتبارها تمثل المحك الرئيسي.
إلى ذلك، رفضت الخرطوم طلباً لمشار، بإقامة مخيمات للاجئين الجنوبيين الفارين من الحرب في الدولة الجديدة. وجددت تمسكها بالموقف السابق باعتبار الجنوبيين كمواطنين سودانيين واتاحة الفرصة امامهم لعودتهم لمناطقهم التي غادروها عقب الانفصال.
والتقى زعيم المتمردين، يوم الاثنين، النائب الاول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح، قبيل مغادرته للبلاد.
وفي تصريح صحافي قال مشار، إنه ناقش مع صالح، قضية اللاجئين الجنوبيين في الخرطوم. واقترح في ظل رفض الحكومة إقامة معسكرات ومع غياب المنظمات العالمية لتقديم الاغاثة إيجاد بديل من المنظمات الوطنية وأخرى من جانبهم "اي المعارضة" لإيصال الاغاثة للمواطنين الجنوبيين في السودان.
وأكد أنه طلب من السودان دعم موقفه التفاوضي والخاص بقصر المفاوضات بين الحكومة في جوبا والمتمردين من دون إشراك أصحاب المصلحة فيها مع استشارتهم فقط، وهو الامر الذي ترفضه وساطة "الايغاد" وتتمسك بإدارة التفاوض عبر مائدة مستديرة.