اجتماع قبلي في أفغانستان لبحث المصالحة... و"طالبان": مسرحية

29 ابريل 2019
سيستمر الاجتماع 4 أيام (Getty)
+ الخط -
انطلقت اليوم الإثنين، في العاصمة الأفغانية كابول أعمال الاجتماع القبلي المكبّر المعروف محليا بـ "لويا جرغه" بشأن المصالحة الأفغانية، والتي ستستمر لمدة أربعة أيام لمناقشة المصالحة. وقد عين القائد عبد الرب رسول سياف رئيسا للاجتماع.

وافتتحت أعمال الاجتماع بكلمة لرئيس اللجنة المخولة بتنظيم الاجتماع، وهو مستشار الرئيس الأفغاني في شؤون المصالحة محمد عمر داود زاي، أوضح من خلالها آلية العمل ومعلومات مهمة حول الاجتماع وأهداف انعقاده.

عقب ذلك، ألقى الرئيس الأفغاني أشرف غني كلمته أمام أعضاء الاجتماع الذين يصل عددهم إلى ثلاثة آلاف ومائتي شخص من مختلف أقاليم البلاد.

وقال الرئيس الأفغاني إن هذا الاجتماع عقد "لأن الشعب الأفغاني برمته يتطلع إلى نجاح جهود المصالحة ووقف حمام الدم في البلاد، وإن الحكومة الأفغانية مصممة على أن تسمع ما يقوله الشعب وأن يتم العمل لما يتطلع إليه".

وذكر غني أن حكومته تعمل منذ البداية لإنجاح المصالحة الشاملة، "وهي قد أثبتت ذلك من خلال المصالحة مع الحزب الإسلامي، وهي تعمل الآن من أجل إنجاح جهود المصالحة مع طالبان".

كما شدد الرئيس الأفغاني على أن الحكومة "فتحت الأبواب في وجه طالبان، وهي مستعدة لأن تتفاوض معها بدون قيد وشرط، ولكنها لن تقبل أي مصالحة أجنبية لأن المصالحة تتعلق بالأفغان".

وأشار غني إلى أن حكومته أزالت جميع العقبات الموجودة في وجه الحوار مع طالبان، واقترحت أن تفتح لها المكتب الرسمي في أي مكان هي ترغب فيه.

وفي ما يتعلق بعدم مشاركة العديد من السياسيين في الاجتماع، قال الرئيس الأفغاني إنه لا يتحدث بشأنهم وإنه يطلب من ممثلي الشعب أن يقضوا في حقهم.

من جانبه، قال رئيس الاجتماع عبد الرب رسول سياف إن الاجتماع "مهم جدا وإننا نرسم خلال الأيام الأربعة الخطوط الحُمر للمصالحة مع طالبان في ضوء الشريعة ودستور البلاد".

كما وجه سياف رسالة إلى دول الجوار قائلا: "إني أقول لكم إن أفغانستان الآمنة في صالحكم جميعا، وإن النار الموجودة في بلادنا قد تصل إلى جميع البلاد وستحرق الجميع إذا لم يتم احتواؤها في الوقت الراهن".

وبشأن حقوق النساء، قال سياف إن أي مصالحة "لن تقضي على ما أحرزته بلادنا خلال 18 عاما الماضية من الإنجازات"، لافتا إلى أن جميع القرارات "ستكون في ضوء الشريعة الإسلامية ودستور البلاد".


"طالبان": مسرحية

وكانت حركة طالبان قد طلبت في بيان، أمس الأحد من الشعب الأفغاني عدم المشاركة، قائلة إن ما تقوم به الحكومة الأفغانية من عقد اجتماع "قبلي مزور هو محاولة بائسة من أجل تضليل الشعب".

وأضاف البيان أن حركة طالبان، التي ترفع لواء المقاومة ضد القوات الأجنبية، تطلب من جميع أطياف الشعب من السياسيين وغيرهم أن يقاطعوا هذا الاجتماع، "وهو في الحقيقة مؤامرة ضد الشعب، وبهذا ستذهب الحكومة الأفغانية نحو انزواء أكثر".

وأوضحت طالبان أنه في وقت بدأت الحوارَ بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية، كما بدأت تحركات من أجل الحوار الأفغاني الشامل تسعى الحكومة الأفغانية إلى أن تخلق عقبات في وجه المساعي الرامية إلى إنهاء الاحتلال والمصالحة الشاملة، "وبهذا ستخدع بعض أبناء الشعب وستستفيد من مشاعرهم"، مشيرة إلى أن الحكومة تسعى من خلال هذه الأعمال وباسم ترسيم الخطوط الحمر والخضر للمصالحة أن تضيع جميع الجهود الرامية إلى المصالحة.

كما قالت طالبان إنه "منذ 18 عاما مع الأسف الشديد يُستخدم هذا العرف الأفغاني الأصيل، وهو اجتماع رموز الشعب، من أجل مصالح المحتلين وهو يُستخدم مرة بعد أخرى من أجل مصالح غير أفغانية".

وخلص بيان طالبان إلى أن الحركة "تؤمن بالحوار دوما مع الشعب الأفغاني ومع أطيافه المختلفة، ولكنها توضح في الوقت نفسه أن الاجتماع الحالي مسرحية تعقد بإشارة الأجانب ومن أجل مصالحهم، من هنا تعلن الحركة المقاطعة له وتطلب من الشعب أيضا أن يقاطعه".

يشار إلى أنه بجانب طالبان ثمة العديد من السياسيين الأفغان أيضا قاطعوا الاجتماع وأعلنوا عدم المشاركة فيه. من هؤلاء 12 مرشحا للرئاسة، منهم الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية عبد الله عبد الله، ومستشار الأمن القومي السابق محمد حنيف أتمر، وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، والرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي.

وفي وقت سابق أمس، قال مستشار الرئيس الأفغاني في الشؤون الشعبية والقبلية ضياء الحق أمرخيل، وهو نائب مسؤول الجنة المخولة بتنظيم وعقد الاجتماع، إن "مقاطعة هؤلاء لا تؤثر على مشروعية الاجتماع القبلي".

وذكر أمر خيل أن الحكومة لا تزال تسعى من أجل إقناع هؤلاء لأجل المشاركة في الاجتماع، الذي يهدف إلى تنسيق الجهود الرامية إلى المصالحة.

يشار إلى أن ثلاثة آلاف ومائتي شخص، بينهم الزعماء القبليون وعلماء الدين وسياسيون ونشطاء المجتمع المدني من كل أقاليم البلاد، قد حضروا كابول من أجل المشاركة في الاجتماع.

وبحسب اللجنة المخولة، فإن 30 في المائة من المشاركين في الاجتماع من النساء، وهو ما أشار إليه الرئيس الأفغاني في كلمته اليوم، معتبرا مشاركة النساء في القرارات المصيرية للبلاد من إنجازات حكومته.