وهذه الجلسة العامة ستعقد بطلب من بريطانيا التي "ستطلع" مجلس الأمن على "الهجوم الذي وقع في سالزبري في 4 مارس/آذار" كما أوضح المصدر نفسه، بحسب "فرانس برس".
وتترأس رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، اليوم الأربعاء، اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، قبل أن تبت في مسألة فرض عقوبات على روسيا، في ظل غياب توضيحات من موسكو، حول تسمم سكريبال.
وكان سيرغي سكريبال (66 عاماً) وابنته يوليا (33 عاماً) تعرّضا للتسميم، بواسطة غاز أعصاب، في مدينة سالزبري، في جنوب غربي بريطانيا، في 4 مارس/آذار الحالي.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في وقت متأخر يوم السبت، أنّ آثاراً لغاز الأعصاب عُثر عليها في مطعم إيطالي تناول فيه سكريبال وجبة قبل أن يفقد الوعي، والغاز معروف باسم "نوفيتشوك" وهو سلاح طوره الاتحاد السوفييتي في نهاية الحرب الباردة.
وبعدما رأت أنّه "من المرجّح جداً" أن تكون روسيا "مسؤولة" عن حادث التسمم، أمهلت ماي موسكو، حتى منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، لتقديم ردّ أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
لكن السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفنكو، صرّح، بعد ظهر الثلاثاء، أنّ "روسيا لن ترد على الإنذار"، قبل أن "تتسلّم عينات من المادة الكيميائية" التي استخدمت. وبعدما أكّد "براءة" روسيا، قال إنّه اقترح على الحكومة البريطانية فتح "تحقيق مشترك"، وحذّر من أنّ موسكو سترد إذا اُتخذت إجراءات ضدها.
تضامن أوروبي
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، اليوم الأربعاء، في هلسنكي، أنّ روسيا تقف "على الأرجح" وراء تسميم سكريبال في بريطانيا.
وكتب توسك على حسابه على "تويتر"، على هامش زيارة رسمية إلى العاصمة الفنلندية "أعبّر عن تضامني الكامل مع رئيسة الوزراء (البريطانية) تيريزا ماي بعد الهجوم الوحشي الذي نفذ بإيحاء على الأرجح من موسكو".
— Donald Tusk (@eucopresident) March 14, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Donald Tusk (@eucopresident) March 14, 2018
|
ويأتي ذلك في فترة حساسة في العلاقات البريطانية ــ الأوروبية، حيث يخوض الطرفان مفاوضات "بريكست". لكن دعم بروكسل "ثابت"، بحسب ما قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية هانس تيمرمانس.
"تصرفات رعناء"
واليوم الأربعاء، أبلغت بريطانيا، مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بأنّ استخدام غاز للأعصاب من الدرجة التي تستخدم في المجال العسكري في محاولة لقتل سكريبال يُعدّ "انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي".
وقال السفير البريطاني جوليان بريثويت، للمجلس في جنيف، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ "المجلس والجمعية العامة للأمم المتحدة شجبا انتهاكات روسيا للقانون الدولي بأسلوب روتيني يثير القلق. إنّ تصرفاتها الرعناء تحقير لكل ما يمثّله هذا الكيان".
وقال جيسون ماك السكرتير الأول بالبعثة الأميركية في جنيف، أمام المجلس، إنّه "من أوكرانيا إلى سورية، والآن في بريطانيا، تواصل روسيا التصرف باعتبارها قوة غير مسؤولة تزعزع استقرار العالم وتتجاهل علناً سيادة الدول الأخرى وحياة المقيمين داخل حدود هذه الدول".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أكد، أمس الثلاثاء، أنّ على روسيا تقديم أجوبة "لا لبس فيها" في مسألة تسميم جاسوس روسي وابنته، وذلك إثر اتصال هاتفي بين ترامب ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي.
وقال البيت الأبيض، إنّ ترامب وماي "يعتبران أنّه لا بد من أن تكون هناك عواقب إزاء الذين يستخدمون هذه الأسلحة المشينة، في خرق فاضح للأعراف الدولية".
ويأتي التوتر في العلاقات بين بريطانيا وروسيا، قبل أيام على الانتخابات الرئاسية في روسيا التي ستجرى الأحد، ويرجّح فوز الرئيس فلاديمير بوتين فيها.