قالت السلطات الكندية، مساء أمس الاثنين- الثلاثاء، إنّ طالباً جامعياً كندياً-فرنسياً هو المشتبه به الوحيد في حادث إطلاق نار بمسجد في مدينة كيبيك، وإنّه تمّ توجيه الاتهام له بقتل ستة أشخاص عمداً.
وعرّفت وثائق قضائية المسلّح الذي نفّذ الهجوم على المصلين في صلاة العشاء، يوم الأحد الماضي، باسم ألكسندر بيسونت، وأظهرت الوثائق القضائية أنّه تمّ أيضاً توجيه الاتهام له بالشروع في قتل خمسة أشخاص.
وامتنعت الشرطة عن الحديث عن الدوافع المحتملة وراء إطلاق النار، في حين قال مصدر كندي مطلع على الوضع، لـ"رويترز"، "ينظرون إلى الحادث باعتباره نُفذ على يد مهاجم منفرد".
وقُتل ستة أشخاص على الأقل، وأصيب ثمانية آخرون بجروح في هجوم مسلح استهدف، مساء الأحد- الإثنين، مصلين في مسجد مدينة كيبيك، في شمال شرقي كندا.
وقالت الشرطة الكندية، إنّ "هناك مداهمات جارية، ونأمل الحصول على الدليل" الكافي لتوجيه تهمتي "الإرهاب" والنيل من الأمن القومي إلى الطالب.
من جهتها، أكدت جامعة "لافال" القريبة من المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك الذي تعرّض للهجوم إنّ "المشتبه به الذي اعتُقل لصلته بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي الاسلامي في كيبيك" هو أحد طلابها ويدرس في كلية العلوم الاجتماعية.
وتم توجيه الاتهام إلى الموقوف بعدما مثُل مساء الاثنين، أمام قاض، مخفوراً وقد ارتدى زياً أبيض.
وأعلن الدرك الملكي الكندي أنّ حوالى 80 شرطياً لا يزالون في الميدان يتابعون التحقيقات.
وكانت الشرطة أعلنت أنّ بيسيونيت نفسه اتصل بها بعد نصف ساعة من تنفيذه الهجوم لتسليم نفسه. ومن المقرّر أن يمثل المتهم مجدّداً أمام المحكمة في 21 فبراير/شباط، في جلسة يوجّه خلالها المدعي العام التهم رسمياً إليه.
وقالت المصادر الكندية، لـ"رويترز"، إنّ رجلاً من أصل مغربي كان قد اعتُقل بات يعتبر الآن شاهداً، برغم أنّ جنسيته لم تُعرف على الفور.
من جهة ثانية، أعلن المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك، أنّ القتلى الستة هم جميعاً كنديون مزدوجو الجنسية. وقال نائب رئيس المركز، محمد العبيدي، إنّ القتلى هم مغربي وجزائريان وتونسي وغينيان، تتراوح أعمارهم بين 39 و60 عاماً.
وبعد مرور 24 ساعة على المأساة، لا تزال أسئلة كثيرة بشأن الاعتداء من دون إجابات، ولا سيما تلك المتعلقة بالأسباب التي دفعت الشاب إلى إطلاق النار على المصلين في المسجد الواقع على بعد أقل من كيلومتر من منزله.
وبانتظار جلاء هذه الأسباب، فإنّ حسابات المتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أغلقت بعيد الهجوم، تشير إلى أنّه يعتنق أفكاراً قومية، ويؤيد مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إنّه غالباً ما أعاد نشر هذه المواقف على حساباته.
وفي واشنطن، قال مصدر مطلع في الحكومة الأميركية، لـ"رويترز"، إنّ خبراء أمن يميلون إلى وجهة النظر القائلة بأنّ المسلّح كان دافعه، على الأرجح، كراهية المسلمين.
ووصف رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الحادث بأنّه "هجوم إرهابي على المسلمين".
وجاء الهجوم عقب تصريحات لترودو قال فيها إنّ كندا سترحّب باللاجئين، وذلك رداً على قرار ترامب تعليق برنامج قبول اللاجئين، ومنع مواطني سبع دول يغلب على سكانها المسلمون من دخول الولايات المتحدة مؤقتاً، "لاعتبارات الأمن القومي".
وفي أعقاب الهجوم، نشرت الشرطة الكندية، دوريات عند المساجد والمدارس، في مناطق المسلمين في عدة مدن، حيث تمركزت عربات الشرطة أمام العديد من المساجد في مدينة كيبيك، وقام ضباط الشرطة بفحص بطاقات هوية الصحافيين الذين ينتظرون في الخارج.
وتم تطويق عدد من البنايات حول المركز الإسلامي الذي تعرّض للهجوم، ووقف ضباط الشرطة في الخارج يستجوبون المارة.
وقال مجدي دريدي، من فرع كيبيك في اتحاد مسلمي كندا، لـ"رويترز"، "كنا على اتصال بالشرطة طلباً لزيادة الحماية لكل المساجد في مدينة كيبيك. لا أعتقد أنّ هجوماً ثانياً سيحدث.. لكن علينا أن نطمئن أهلنا.. أن نُشعرهم بالأمان".
وتواصلت الشرطة الكندية وغيرها من أجهزة تنفيذ القانون مع الجماعات المسلمة، ودعت من لديهم مخاوف أمنية إلى الاتصال بالشرطة المحلية.
وقال الإمام عبد الحي باتيل، عضو المجلس الكندي للأمة، "حتى قبل أن تطلب الجالية، أصدر مكتب قائد شرطة تورونتو بالفعل بياناً بأنّ الدوريات حول المساجد زادت بسبب الواقعة".
واتصلت به أيضاً شرطة منطقة يورك إلى الشمال من تورونتو، لتقول إنّه يجري زيادة الدوريات. لكن آخرين قالوا إنّ تعزيز الوجود الظاهر للشرطة لن يهدئ بالضرورة مخاوف المسلمين الذين كثيراً ما توترت علاقتهم بأجهزة تنفيذ القانون. وقال مبين شيخ، الذي كان يتبنى في السابق آراء متطرفة قبل أن يتحول إلى مخبر للشرطة، وهو حالياً مستشار في الأمن القومي "هذه معضلة. أنت لا تريد هذا الوجود الظاهر للشرطة، لكن ربما يكون هذا هو الاتجاه الذي نمضي فيه".
وكان للهجوم تأثير على عمل الشرطة في الولايات المتحدة أيضاً. فقد قالت شرطة نيويورك، في بيان، إنّها أصدرت توجيهات باهتمام خاص بجميع المساجد وغيرها من دور العبادة في المدينة. وقال البيان إنّ قيادة الرد السريع المسلحة في نيويورك كلّفت بتوسيع تغطيتها عند مساجد بعينها.
وقالت شرطة شيكاغو، في تغريدة على "تويتر"، إنّها ستوفر "اهتماماً خاصاً بالمساجد والمناطق المحيطة بها" برغم عدم وجود تهديد معلوم.
— Chicago Police (@Chicago_Police) January 30, 2017
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
(رويترز، فرانس برس)