اتهام العبادي باستخدام تهمة "الفساد" بدل "4إرهاب" لتصفية الخصوم

21 أكتوبر 2015
اتهام العبادي بالسعي لتصفية الخصوم (Getty)
+ الخط -

أثار إصدار محكمة تحقيق النزاهة العراقيّة أوامر قبض بحق عدد من المسؤولين العراقيين بتهمة الفساد حفيظة بعض الكتل السياسية، ‏التي خشيت من إسقاط الخصوم والكتل السياسية من خلال التهمة، فيما حذّر مراقبون من أن تحل تهمة "الفساد" بدلاً من المادة "4 ‏إرهاب" التي استخدمت لتصفية الخصوم من قبل الحكومة السابقة.‏

وممّا يؤكّد تلك المخاوف أنّ مذكرات الاعتقال صدرت بحق مسؤولين من كتل معيّنة، فيما لم تصدر حتى الآن أيّ مذكرة اعتقال بحق ‏أيٍّ من كبار المتهمين بالفساد في العراق، والمنتمين إلى كتل سياسية كبيرة في العراق.‏

وأصدرت محكمة تحقيق النزاهة أوامر قبض بحق وزير التجارة المنتمي إلى ائتلاف الوطنيّة ملاس عبد الكريم، والمدراء العامين ‏لتجارة الحبوب، والتخطيط والمتابعة، والأسواق المركزية، والمواد الغذائية، والرقابة التجارية والمالية، إضافة إلى مدير قسم العقود ‏العامة.‏

وانتقدت النائبة عن ائتلاف الوطنية ميسون الدملوجي، "تجاهل الحكومة والمحاكم العراقية لكبار المفسدين في البلد، والذين تسببت ‏سرقاتهم بإفراغ خزينة الدولة".‏

وقالت الدملوجي لـ"العربي الجديد" إنّ "هناك استهدافاً سياسياً واضحاً من خلال صدور مذكرة الاستقدام ومنع وزير التجارة من ‏السفر"، مؤكدة أنّ "ائتلاف الوطنية لا يملك قوة تدافع عنه لذا يتم استهدافه".‏

ودعت رئيس الوزراء إلى "محاسبة الفاسدين في كل الكتل السياسية وعدم استثناء أيّة كتلة"، متسائلة "هل سيتم محاسبة الوزراء ‏والمسؤولين في دولة القانون والمجلس الأعلى والتيار الصدري، أم لهم حصانة من المساءلة؟"‏.

اقرأ أيضاً: اتفاق عراقي–أميركي: تكثيف ضربات التحالف مقابل منع التدخل الروسي

من جهته، عدّ الخبير السياسي، رعد رشيد، أنّ "العبادي لجأ اليوم لاستخدام تهمة الفساد بدلاً عن تهمة 4 إرهاب التي كان يستخدمها ‏سلفه نوري المالكي لتصفية خصومه".‏

وقال رشيد خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إنّ "حملة الإصلاحات ومحاربة الفساد، التي أطلقها رئيس الوزراء والتي وعد بتطبيقها لم ‏يتحقق منها شيء حتى الآن"، مبيناً أنّ "الطامة الكبرى تكمن بأنّ رؤوس الفساد ما زالوا يمارسون عملهم بشكل انسيابي على الرغم ‏من وجود الأدلة والبراهين على تورّطهم بملفات فساد مالي وإداري وهدر وسرقة أموال الدولة وعدم تأدية الواجب بشكل صحيح".‏

وأشار إلى أنّ "عدم الاقتراب من هؤلاء ومحاسبة المسؤولين في الكتل الأخرى التي لا تمتلك مافيات ولا مليشيات تحميها، يؤكّد ‏الاستهداف السياسي من خلال ملفات الفساد".‏

‏وأكّد أنّ "العبادي اليوم يحتاج إلى ضغط على الكتل السياسيّة التي تعارضه وتختلف معه بالرأي، حتى تقبل بأجندته وبسياسته، ‏خصوصاً مع الرفض الكبير من قبل تلك الكتل لانضمام العراق إلى التحالف الرباعي، الأمر الذي استدعى لجوء العبادي إلى ‏التصفيات والضغط على الخصوم من خلال تهمة الفساد بدلاً من تهمة 4 إرهاب".‏

وأضاف أنّ "لجوء العبادي إلى هذه الطريقة بالتعامل مع خصومه، سيضع وحدة العراق على المحك، ففي الوقت الذي انقسم فيه ‏العراقيون إلى معسكرين، أحدهما مع التحالف الرباعي والآخر مع التحالف الدولي، جاءت تصفيات العبادي لتعزّز ذلك الانشقاق".‏

ودعا العبادي إلى "العمل على كسب الخصوم والكتل السياسيّة من خلال زرع الثقة معها، وتنفيذ الاتفاقات السياسية، من أجل وحدة ‏العراق"، مؤكّداً أن "لا مصالحة وطنيّة في العراق من دون مصالحة بين الكتل السياسيّة".‏

يشار إلى أنّ مافيات الفساد العراقيّة مازالت تتمتّع بسلطة فوق سلطة القانون، لما لها من نفوذ وقوة ماليّة ومليشيات مسلحة، ما يحوّلها ‏إلى قوة محصنّة ضد أيّ مساءلة قانونية، وكان مصدر في السلطة القضائيّة العراقية قد كشف لـ"العربي الجديد"، أنّ أغلب القضاة ‏الذين كان من المفترض بهم متابعة ملفات الفساد في مؤسسات الدولة، تعرّضوا لتهديدات فرديّة وجماعيّة من مافيات تورطت في ‏ملفات فساد كبيرة جدّاً، مشيراً إلى أنّ التهديدات تنوعت ما بين التهديد بالقتل والخطف لهم ولعوائلهم، أو الإقالة من مناصبهم، وحتى ‏اتهامهم بملفات فساد.‏

اقرأ أيضاً: العراق: التحالف الوطني يلتفّ على قانون "الحرس الوطني"

المساهمون