اتهمت جمعية حماية المستهلك في الجزائر بعض التجار بالتسبب في ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بشكل عشوائي، بعد الزيادات التي أقرتها الحكومة في أسعار المشتقات النفطية قبل أيام.
وقالت الجمعية في بيان لها إن بعض المتعاملين الاقتصاديين يستغلون الزيادات التي أقرها قانون المالية (الميزانية) لسنة 2016، ويمارسون سلوكات انتهازية ولا يراعون وضع القدرة الشرائية للمستهلك الجزائري.
وأشارت إلى أن هناك استغلالاً لما وصفته بـ"فوضى الأسعار" في ظل ما يُسمى بالسوق الحر وقانون العرض والطلب، لافتة إلى ضرورة أن تكون الزيادة في الأسعار مدروسة وموافقة لنسب التكلفة للمنتج أو الخدمة وفق الزيادة المطروحة في قانون المالية 2016.
وتقرر مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، رفع أسعار البنزين والديزل والغاز والكهرباء المحلية المدعمة، ويتضمن قانون ميزانية 2016 خفض الإنفاق 9% بعد زيادة الإنفاق الحكومي على مدى السنوات الأخيرة.
وقال خبراء اقتصاد إن زيادة أسعار الطاقة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بنسبة تصل إلى 10%، لكن جمعية حماية المستهلك، ذكرت "نلاحظ زيادات وصلت 100% بغير وجه حق".
في المقابل، قال الأمين العام للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين، صالح صويلح، إن المواد الغذائية الأساسية واسعة الاستهلاك لن تعرف أي ارتفاع في الأسعار.
وأضاف صويلح في تصريح للإذاعة الجزائرية يوم الجمعة الماضي، أن الخبز والحليب بالخصوص لن يعرفا أي ارتفاع في الأسعار السنة الجارية، مؤكداً أن الهيئة التي يرأسها رفعت مطلب الحفاظ على أسعار الخبز والحليب أمام رئيس الوزراء عبد المالك سلال خلال لقاء مع التجار بمقر الحكومة يوم الخميس الماضي.
ويأتي رفع أسعار الوقود من قبل الحكومة، في محاولة للتأقلم مع التراجع الحاد في إيرادات الطاقة في البلد المنتج للنفط عضو منظمة "أوبك". وتتوقع الحكومة تراجع إيرادات الطاقة 50% إلى 26 مليار دولار في 2016. وستكون الزيادات في أسعار الطاقة هي الأولى في أكثر من عشر سنوات.
ويختبر تراجع أسعار النفط العالمية النظام الاقتصادي الجزائري المعتمد على دخل الطاقة لتمويل برنامج ضخم للدعم الاجتماعي. وتشكل صادرات النفط والغاز 95% من الصادرات وتسهم بنسبة 60% من ميزانية الدولة.
وأعلنت الحكومة بالفعل إرجاء بعض مشاريع البنية التحتية. وقالت إنها ستصلح على مدى الأعوام القليلة المقبلة نظام الدعم الذي يكاد يشمل كل شيء من الطاقة والغاز إلى أسعار الغذاء.
اقرأ أيضاً:
أسعار النفط تجبر الجزائر على تجميد مشاريع استثمارية
أسعار النفط تجبر الجزائر على تجميد مشاريع استثمارية