اتهمت اللجنة العراقية العليا لإغاثة النازحين حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزارة المالية بالوقوف وراء تدهور أوضاع ملايين النازحين الذين يعيشون حياة مزرية وصعبة.
وأعلن المتحدث باسم اللجنة، عبد القادر سعدي لـ"العربي الجديد" أن اللجنة قد تضطر إلى إيقاف عملها، نتيجة عدم وفاء الحكومة بالتزاماتها في تقديم المساعدات المالية والغذائية والصحية للنازحين، مشيراً إلى أن وزارة المالية لم تصرف سوى مائة وخمسين مليار دينار من المبلغ المخصص للجنة، ضمن الموازنة المالية للعام الحالي، والبالغ تريليوناً وأربعمائة مليون دينار، ما سيدفع اللجنة إلى التوقف عن تقديم منحة المليون دينار للنازحين، والمواد الغذائية وكافة المتطلبات المتعلقة بالجوانب الطبية والخدمية وسبل الإيواء.
وأضاف سعدي أن الحكومة أبدت عجزها في احتواء أزمة النازحين، في ما يتعلق بالجوانب الإنسانية والخدمية والأمنية، وأن عجزها وتصرفاتها هذه تجاه ملف النازحين أحرجت اللجنة ودفعتها لأن تكون مكتوفة الأيدي في جهودها، التي تهدف إلى تقليل معاناتهم اليومية.
وشهد العراق أكبر موجة نزوح في تاريخه، وذلك بعد سيطرة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مدن شمال وغرب البلاد.
اقرأ أيضاً: ثلاثة ملايين ونصف مليون نازح في العراق
إلى ذلك، وصفت وزارة الهجرة والمهجرين أوضاع العوائل النازحة في العاصمة بغداد بـ "المزرية"، وأنهم يعيشون في مدارس وجوامع ويفتقرون إلى الطعام الكافي.
وأكد المدير العام لدائرة شؤون الفروع في الوزارة، ستار نوروز، في حديث لـ"العربي الجديد" أن الوزارة ستقوم بتشكيل فرق من خلال فروعها الموجودة في المحافظات التي احتضنت نازحي الأنبار، لكي توزع المساعدات المالية والغذائية بشكل مباشر عليها، مضيفا أن هذه المساعدات غير كافية بطبيعة الحال، ولكنها ستسهم بشكل بسيط في حل بعض المشاكل والمعوقات التي تواجهها العوائل النازحة.
وفي المقابل، قرر مجلس محافظة بابل في جلسة سرية، منع دخول مزيد من العوائل النازحة إلى المحافظة، بسبب قلة المخصصات المالية، كما قرر المجلس إصدار بطاقة موحدة للنازح لإتاحة الفرصة لرصد تحركاته.
وقال عضو المجلس علي جاسم السلطاني لـ"العربي الجديد" إن هذا القرار جاء من أجل دفع أبناء المنطقة الغربية إلى القتال والدفاع عن أراضيهم ضد مسلحي تنظيم داعش، مشيرا إلى أن المجلس وجّه مديرية النازحين في شرطة بابل بتحشيد الشباب بين 17 إلى 45 سنة، لغرض تدريبهم وإرسالهم إلى محافظاتهم للقتال.
وأوضح السلطاني أن بابل استوعبت 13403 عائلات، أي ما يزيد على 61 ألف نسمة، وقال إن هذا لا يمكن أن تتحمله محافظة بإمكاناتها المتواضعة.
اقرأ أيضاً: نزوح عكسي لأهالي الأنبار من بغداد بسبب التضييق الحكومي