اتهامات الفبركة تلاحق برامج الكاميرا الخفية في المغرب

13 مايو 2019
يعرض "مشيتي فيها" على القناة الثانية (يوتيوب)
+ الخط -
رغم مرور بضعة أيام فقط من شهر رمضان، انهمرت انتقادات العديد من المغاربة، على رأس القناتين الأولى والثانية، بسبب ما تم بثه وبرمجته من مواد رمضانية، خاصة برامج الكاميرا الخفية. ولم ينجُ من هذه الانتقادات، سوى مسلسلات اجتماعية درامية تقدّمها القناتان الرئيسيتان في البلاد. 

اعتبر ناشطون ومشاهدون في تعليقاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، أن برامج الكاميرا الخفية، سواء "مشيتي فيها" للقناة الثانية، أو "كاميرا فاشي" التي تبثها القناة الأولى، تتعمد استغباء المشاهد المغربي، من خلال استضافة أشخاص أو ممثلين يتم الاتفاق معهم مسبقاً حول سيناريو المقلب، ليكون المتفرج هو الضحية. وقال مشاهدون إن الحلقات التي ظهر فيها، الممثل مهدي تيكيتو أو الفنانة حنان الإبراهيمي، أو المقلب الذي تعرض له المطرب الشعبي عبد العزيز الستاتي، وآخرون أيضاً، بدت عليها مؤشرات "التكلف" والبعد عن العفوية، إلى حد ظهر في كثير من المشاهد أن البطل/ الضحية، يعرف مسبقاً المقلب الذي سيتعرض له.


ووصف عدد من المشاهدين مقالب الكاميرا الخفية بأنها ثقيلة وتبتعد عن خفة الدم. إذْ يتعمد القائمون على القنوات التلفزية المغربية إدراجها في وقت الذروة، وهو وقت إفطار رمضان، من أجل جذب أكبر عدد من المشاهدين. لكن دون أن يقابل ذلك أي إبداع في الفكرة والطرح، أو حتى تنوع في التقديم. ويقول في هذا الصدد، محمد مشروحي، وهو ناقد في الشأن التلفزيوني، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إن هناك استسهالاً كبيراً في إنتاج برامج الكاميرا الخفية بالمغرب. إذْ لا يتم الإعداد لهذه المواد الرمضانية بشكل يستوفي شروط الإبداع والجدة والرؤية التي تجعل المتفرج يبتسم، مع ضمان حد أدنى من الفرجة التي تحترم عقل المشاهد، وتثير أيضاً فضوله، وتخلق لديه الرغبة في متابعة البرنامج.

وتابع المتحدث ذاته، بأن برامج الكاميرا الخفية المتداولة في القنوات التلفزية خلال رمضان الحالي، وفي مواسم رمضان الماضية أيضاً بالمغرب، مليئة بالكلام والثرثرة، عوض التركيز على الموقف، كما هو جار في برامج الكاميرا الخفية في التلفزيونات الغربية، مضيفاً أن العديد من المشاهد بدت كأنها مفبركة، بدليل تصريحات سابقة لممثلين، اعترفوا أنهم شاركوا في كاميرا خفية مفبركة. نفس الانتقادات وجهها مشاهدون مغاربة إلى برامج توصف بالكوميدية، تمت برمجة أوقات عرضها في أوقات الذروة، إذْ اعتبروا أنها لا تمت إلى الكوميديا بشيء، وهو ما قال عنه الناقد المذكور إن "الأمر يتعلق بمجرد أعمال تم إعدادها بشكل سريع في تسابق مع الزمن، لتكون مبرمجة في رمضان، وهو ما أفقدها المهنية والنجاح المطلوب".

ويبدو أن النقطة المضيئة الوحيدة، حسب الكثير من المشاهدين المغاربة، في برامج رمضان لهذا العام، هي بعض المسلسلات الدرامية ذات الطابع الاجتماعي التي نالت استحسان الجمهور، من قبيل مسلسل "الزعيمة" الذي يستعرض مشاركة المرأة في الحياة السياسية، أو "الماضي لا يموت" الذي يستعرض أنماطاً بشرية مرتهنة بأحداث الماضي.

المساهمون