اتفاق إدلب والتحديات

05 أكتوبر 2018
+ الخط -
على الرغم من موافقة غالبية الأطراف على اتفاق إدلب في شمال سورية، إلا أنه يبقى يواجه تحديات كثيرة، نظرا لتعقد المسألة السورية، وكثرة الفاعلين الدوليين والإقليميين فيها.
وعلى الرغم من ذلك، وبلا شك، شكل اتفاق إدلب مخرجا لتجنيب المدينة معركةً كانت على وشك الحدوث. ومع بدء انسحاب فصيل فيلق الشام من المنطقة منزوعة السلاح، يبدو أنّ الاتفاق يسير على الرغم من التحديات، لكن جماعات متشددة ما زالت ترفض الانسحاب، مثل جماعة جيش العزة، ولذلك فإن اتفاق إدلب يصطدم بتحدياتٍ تبدو موجّهة للجانب التركي الذي ضمن الاتفاق أكثر من غيره، لأنّ تركيا تعتبر أحد أبرز اللاعبين في الشمال السوري، فنجاح الاتفاق مرهونٌ بخروج التنظيمات التي تصنف "إرهابية" من المنطقة العازلة، ولذا فإن تركيا اليوم أمام اختبار لإقناع المجموعات المتشدّدة بضرورة الخروج من المنطقة منزوعة السلاح.
يرى محللون سوريون كثيرون بأنّ هناك خلافا عميقا بين التنظيمات الموجودة في إدلب، وربما سيؤدي الخلاف بينهم إلى صراع دموي، لا سيما في ما يتعلق بمسألة عدم إقرارهم بالهزيمة في سورية، وانقسامهم حول اتفاق إدلب.
ما من شك أنه لا يمكن أن يخفى على أحد بأن اتفاق إدلب يواجه تحديا آخر، ويطفو على السطح، وهو رفض الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم أبرز فصائل المعارضة السورية في إدلب، أي وجود روسي في المنطقة العازلة. كما أنّه تبرز هناك تحديات أخرى كثيرة، منها الرفض الواسع في هيئة تحرير الشام تسليم مناطق تقع سيطرتها، على الرغم من الانقسام بين أجنحتها، فهناك أجنحة فيها تبدي موافقتها على اتفاق إدلب، بينما هناك أجنحة ترفض الاتفاق.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه اتفاق إدلب، فإن نجاحه مرهون بقدرة تركيا على إقناع الفصائل المتشددة لكي تخرج من المنطقة التي نص عليها الاتفاق.
FE5D330C-E1C8-4F26-B044-8CE0D3AA29EF
FE5D330C-E1C8-4F26-B044-8CE0D3AA29EF
عطا الله شاهين (فلسطين)
عطا الله شاهين (فلسطين)