في خطابه بمناسبة عيد العمال اعتبر نور الدين الطبوبي، الأمين العام لـ"الاتحاد العام التونسي للشغل"، المنظمة النقابية الكبرى في تونس، أن الدولة أصبحت في حالة "شلل"، مطالباً بـ"ضخّ دماء جديدة في مفاصل الدولة".
وأكد الطبوبي، في اجتماع عمالي ضخم، اليوم الثلاثاء، أن "الاتحاد لن يغادر وثيقة قرطاج، بل إن أهم أسباب خلافه مع الحكومة هو عدم التزامها بوثيقة قرطاج"، مشيراً إلى أن "هناك أطرافاً تريد الالتفاف على الثورة، ولا بد من العمل من أجل استكمال مسارها"، مبيناً أن البلاد "تعيش حالة من الإحباط بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة وبسبب التجاذبات السياسية".
واعتبر بيان الاتحاد بمناسبة هذه الذكرى أن البلاد "تشهد أزمة سياسية عميقة وتعيش وضعاً اقتصادياً كارثياً خيّم بظلاله على الواقع الاجتماعي المتردّي"، مشيراً إلى أن "تزايد التجاذبات السياسية على خلفية الاستعداد للانتخابات البلدية وللمحطّات الانتخابية التالية (التشريعية والرئاسية)، جعل من هذه المحطّات الانتخابية محاولة لتثبيت المواقع والأقدام في السلطة واحتكار الحكم وتأبيد السلطان، بدل تخطّي المرحلة الانتقالية وتثبيت الديمقراطية وترسيخ مبدأ التداول".
وأكد البيان "غياب التصوّرات والبرامج والحلول والخطط، وفي ظل أداء حكومي متخبط ونقص كبير في الكفاءة مع تغليب المصلحة الشخصية والفئوية على المصلحة العامة"، معتبراً أنه آن الأوان لوضع حدّ لهذا الانزلاق والضغط من أجل تصحيح المسار السياسي وتوضيح أفقه، حماية للديمقراطية واستكمالاً لمسار بناء الهياكل والهيئات الدستورية.
وفي ما يتعلّق بالخلافات التي تشهدها المنظمة النقابية، وتلميحات جهات سياسية بأن الاتحاد خرج خاسراً من معركته مع الحكومة بخصوص أزمة التعليم، أكد الطبوبي أن الاتحاد "خرج منتصراً وسيظل منتصراً"، لافتاً إلى أن الاتحاد "لا يعرف التراجع والاستسلام، وبعض الأطراف تسعى إلى شيطنة المنظمة الشغيلة"، رافضاً التهجّم على المنظمة ورموزها.
وانطلقت أمس سلسلة المفاوضات بين الحكومة والاتحاد بخصوص مطالب المدرسين على أن تتواصل الأسبوع المقبل.
وجدّد الأمين العام للاتحاد تمسّك منظمته بالمؤسسات الوطنية، مؤكداً رفضه المساس بالمدرسة العمومية والصحة العمومية والنقل.
وأشار الطبوبي إلى أن الاتحاد يرفض "التفويت في السيادة الوطنية"، في إشارة إلى خضوع الحكومة لإملاءات صندوق النقد الدولي، وأن الاتحاد يعتبر أن "الأزمة الخانقة التي تمرّ بها البلاد تتعيّن مواجهتها بإجراءات عاجلة ودقيقة".
من جهة أخرى، اعتبر حسين العباسي، الأمين العام السابق للاتحاد، في تصريح لإذاعة شمس، أنه "لا بد من تغيير وضخّ دماء جديدة في الحكومة، لأنه تبين بالكاشف أن النتائج سلبية، وبالتالي تحتاج البلاد إلى من يُحرِك الدولاب الاقتصادي والسياسي"، مؤكداً أن حل الأزمة السياسية في تونس ينبغي أن يكون عاجلاً لا آجلاً، بحسب تعبيره.
وكان الطبوبي قد التقى أمس الإثنين كلاً من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ورئيس "حركة النهضة" راشد الغنوشي، وقد قال إثر لقائه بالسبسي إنه "لمس في اللقاء إرادة من الرئيس للإصلاح السياسي الذي ستكون له تداعيات على الجانب الاجتماعي والاقتصادي".
وأصدرت "حركة النهضة"، اليوم، بياناً ثمّنت فيه "جهود قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل في حلّ أزمة التعليم الثانوي والدور الوطني الذي تؤدّيه المنظمة الوطنية وبقية المنظمات الاجتماعية في الدفاع عن حقوق الشغالين وتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية".
ويأتي ذلك بعد الهجوم الذي شنه الطبوبي على نائب النهضة في البرلمان، حسين الجزيري، الذي اعتبر أن الحكومة انتصرت على الاتحاد في هذا الملف، ما يعني أنها لا تتبنّى ذلك الموقف.