مع موجة انتشار الكوليرا في العراق، يوضح الاختصاصي في الأمراض الوبائية الدكتور سلمان الراوي لـ"العربي الجديد"، أنّ "المناطق التي سُجّلت فيها إصابات، تعاني كلها من شحّ المياه الصالحة للشرب، وتعتمد على الآبار الارتوازية والمياه الملوّثة، نتيجة عدم تأهيل محطات تنقية المياه من جهة، ومن جهة أخرى تضرّر شبكات الصرف الصحي وانتشار المياه الآسنة في الأحياء السكنية". وأحياناً، تكون هذه الأنابيب قريبة من أنابيب مياه الشرب المتضررة، فتختلط المياه النقية بالمياه الآنسة.
ويطلب الراوي من المواطنين "الابتعاد فوراً عن الأطعمة المكشوفة والوجبات السريعة في المناطق الشعبية خصوصاً، وكذلك عدم شرب المياه غير المعقمة، والتوجّه من دون إبطاء إلى أقرب مستوصف صحي في حال الشعور بتغيّر مفاجئ في حرارة الجسم أو بإسهال غير طبيعي". ويشرح أنّ "خطر الكوليرا يكمن في فقدان الجسم للسوائل بسبب الإسهال الشديد والتقيؤ"، وينصح المصابين بشرب كميات كبيرة من السوائل.
وفي إطار التأهب الذي دعا إليه المعنيّون، بدأت المستشفيات والمراكز الطبية بنشر التعليمات الخاصة لكيفيّة الوقاية من الكوليرا وتجنّب الإصابة به، وذلك في حملة مكثفة تستهدف المواطنين كخطوة لمواجهته والقضاء عليه.
ويلفت المعاون الطبي حمزة الحسن الذي يعمل ضمن لجان التفتيش والمراقبة الصحية لمكافحة الكوليرا، إلى أنّ "التعليمات الصحية تطالب المواطنين باعتماد سلوكَين اثنَين: أوّلهما الامتناع نهائياً عن شرب المياه غير المعقمة وعدم تناول الأطعمة المكشوفة في المطاعم الشعبية أو التي تعرض على العربات المتنقلة الصغيرة في الحارات والأحياء السكنية، بالإضافة إلى تعقيم المياه بحبوب الكلور التي يمكن الحصول عليها من أقرب مركز طبي مجاناً. أما السلوك الثاني، فهو التوجه فوراً إلى أقرب مركز صحي في حال شعروا بتغير في درجات الحرارة أو التقيؤ والإسهال الشديد".
في السياق، دعت لجنة الصحة والبيئة النيابية إلى ضخّ كميات كافية من المياه وتفعيل عمل المجمّعات المائية. وهو ما رآه مهندسون دعوة متأخرة، إذ إن شبكات مياه الشرب والصرف الصحي تعاني من تلوّث وخلل كبير. وقد أسفر ذلك، في مناطق عديدة، عن وصول مياه غير معقمة، بالإضافة إلى اختلاط مياه الشرب بالمياه الآسنة في مناطق أخرى بسبب تضرّر أنابيب الصرف الصحي ونقل مياه الشرب وتهالك شبكات تنقية المياه ومحطاتها.
اقرأ أيضاً: الكوليرا تبلغ بغداد