ائتلاف السيسي بالبرلمان يطيح نواب "مصرية الجزيرتين" من انتخابات اللجان

03 أكتوبر 2017
النظام المصري يكافئ أنصاره (فرانس برس)
+ الخط -



أطاح ائتلاف "دعم مصر"، ممثل الغالبية في البرلمان المصري، جميع النواب الذين سجلوا موقفاً معارضاً لاتفاقية التنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، من انتخابات رئاسة ووكالة لجان مجلس النواب، الموالي لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي جرت اليوم، الثلاثاء، تزامناً مع انعقاد الدور التشريعي الجديد.

وحصد الائتلاف، المشكّل بمعرفة الدائرة الموالية للسيسي، رئاسة 20 لجنة نوعية من إجمالي 25 لجنة بمجلس النواب، في الانتخابات التي أجريت على هيئات مكاتبها، اليوم الثلاثاء، مع منح رئاسة ثلاث لجان لحزب الأكثرية (المصريين الأحرار) ولجنتين لحزب الوفد، فيما جرى استبعاد 11 حزباً من "كعكة" لجان البرلمان، خلاف المستقلين.

وشملت قائمة الأحزاب المستبعدة كلاً من: حُماة الوطن (17 مقعداً)، والشعب الجمهوري (13 مقعداً)، والمؤتمر (12 نائباً)، والنور السلفي (12 مقعداً)، والمحافظين (6 مقاعد)، والحركة الوطنية (5 مقاعد)، والسلام الديمقراطي (5 مقاعد)، والمصري الديمقراطي (4 مقاعد)، ومصر بلدي (3 مقاعد)، ومصر الحديثة (3 مقاعد)، وحزب التجمع (مقعدان).

وأسقط ائتلاف الغالبية النائبة نشوى الديب (عضو بالائتلاف)، أمام النائب تامر عبد القادر، في الانتخابات التي جرت على وكالة لجنة الثقافة والإعلام، والنائب عمرو الجوهري أمام نائب رئيس الائتلاف، عمرو غلاب، على رئاسة لجنة الشؤون الاقتصادية، بعد حصول الأخير على 17 صوتاً مقابل 6 أصوات للأول.

كذلك حشد أعضاء الائتلاف لإسقاط عضوية أحمد بدوي من منصب وكيل لجنة الاتصالات، ومرتضى العربي من وكالة لجنة الثقافة والإعلام، لموقفهما المعلن برفض التنازل عن الجزيرتين، علاوة على انتقاد الأول قرار زيادة أسعار بطاقات شحن الهواتف المحمولة بنسبة 36 في المائة، ومطالبته باستدعاء وزير الاتصالات أمام البرلمان.

وأفسح الائتلاف المجال لرئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، علاء عابد، للفوز مجدداً برئاسة لجنة حقوق الإنسان، علماً أنه ضابط شرطة سبق اتهامه في وقائع تعذيب، وأسقط نائب حزب الوفد، طلعت السويدي، من رئاسة لجنة الطاقة، لصالح عضوه محمد رشوان، بعد حشد أعضائه من المنتمين للجان الأخرى لإسقاطه.

إلا أن الائتلاف فشل في تكرار الكرة مع النائب الوفدي أحمد السجيني، بعد الدفع بمرشح الائتلاف محمد الفيومي، في مواجهته على رئاسة لجنة الإدارة المحلية، وانضمام 13 عضواً جديداً إلى اللجنة في بداية دور الانعقاد، ليرتفع عدد أعضائها إلى 47 نائباً بدلاً من 34 عضواً، للتصويت لصالح الأخير، والذي خسر على الرغم من الحشد بواقع 20 صوتاً مقابل 26 صوتاً.

تدخل سافر

وتدخل رئيس البرلمان، علي عبد العال، بشكل سافر في العملية الانتخابية، إذ اجتمع بأعضاء لجنة الصحة، وطالبهم بعدم الترشح في مواجهة عضو ائتلاف الغالبية محمد العماري، لرئاسة اللجنة، ما أثار غضب رئيسها السابق، نائب حزب المؤتمر، مجدي مرشد، والذي كان يرغب في الترشح لرئاستها مجدداً.

كذلك اجتمع عبد العال مع أعضاء لجنة الإسكان، والتي تشهد منافسة ساخنة في بداية كل دور انعقاد، لما تختص به من مناقشة تشريعات مهمة، في ضوء انتماء غالبية أعضائها إلى عالم التشييد والبناء، وطالب رئيسها الحالي، علاء والي، بعدم الترشح مجدداً، والتنازل لصالح مرشح الائتلاف، معتز محمود، وهو ما رضخ له الأول.

وقال بيان صادر عن اللجنة إن "الأعضاء المتنازعين على رئاسة اللجنة استجابوا لمطلب رئيس البرلمان، لما يتمتع به من حب واحترام له من جميع النواب"، مشيراً إلى اجتماع عبد العال مع المرشحين لرئاسة اللجنة، والاستجابة لتدخلات عبد العال، والتنازل لصالح محمود، والذي فاز عليه في دور الانعقاد الفائت بفارق صوت واحد.

ولم يدفع الائتلاف بمرشح أمام نائب حزب المصريين الأحرار، ضابط الشرطة السابق، هشام الشعيني، ليفوز برئاسة لجنة الزراعة بالتزكية، فيما أبقى على عدد كبير من نوابه في مناصبهم، بعد فوزهم بالتزكية، مثل همام العادلي في رئاسة لجنة الاقتراحات والشكاوى، وأحمد سمير في رئاسة لجنة الصناعة، وعبد الهادي القصبي في رئاسة لجنة التضامن الاجتماعي، وجبالي المراغي في رئاسة لجنة القوى العاملة.

وللسنة الثالثة على التوالي، يفوز نائب رئيس الائتلاف حسين عيسى، برئاسة لجنة الخطة والموازنة، ومدير الاستخبارات الحربية السابق كمال عامر، برئاسة لجنة الدفاع والأمن القومي، والقيادي بالائتلاف محمد علي يوسف، برئاسة لجنة المشروعات الصغيرة، مع الإبقاء على النائبين المعينين، بهاء الدين أبو شقة، وجمال شيحة، في رئاسة لجنتي الشؤون التشريعية والتعليم، على الترتيب.

وقايض "دعم مصر" حزب المصريين الأحرار بمنحه رئاسة لجنة العلاقات الخارجية لصالح نائب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، طارق رضوان، مقابل تنازل لواء الشرطة السابق، سعيد طعيمة، عن رئاسة لجنة النقل والمواصلات، لصالح عضو الائتلاف، هشام عبد الواحد، مع منح رئاسة لجنة الشؤون الأفريقية للنائب السيد فليفل، بدلاً من مصطفى الجندي، وكلاهما من المنتمين للائتلاف.

وتقدم النواب طلعت السويدي (حزب الوفد)، وعمرو أبو اليزيد (حزب الوفد)، ومي البطران (ائتلاف دعم مصر)، بطعون ثلاثة على نتائج انتخابات لجان الطاقة، والإسكان، والاتصالات، على الترتيب، إلى رئيس البرلمان، علي عبد العال، لما شاب تلك اللجان من تزوير، وعدم تطابق النتائج المعلنة مع أعداد النواب المسجلين في كشوف انتخابها.

وبلغ إجمالي المقاعد المتنافس عليها 100 مقعد، موزعة على 25 لجنة (رئيس، ووكيلان، وأمين سر)، لم تحظ منها النائبات سوى بـ10 مقاعد، تضمنت رئاسة لجنة وحيدة، ممثلة في لجنة السياحة والطيران المدني (سحر طلعت مصطفى/ دعم مصر)، علماً بأن البرلمان يضم 89 نائبة من مجموع 594 عضواً، بنسبة 15%.

ولطالما اتهمت الأذرع الإعلامية الموالية للسلطة العسكرية في مصر حزب الحرية والعدالة (جماعة الإخوان)، ممثل الأغلبية في برلمان 2012، بأن شعاره الرئيسي هو "المغالبة لا المشاركة"، على الرغم من عدم استحواذ الحزب إلا على ما يقابل مقاعده النيابية من مناصب، على نقيض ائتلاف الغالبية الحالي، المسمى "دعم مصر"، والذي استحوذ على 80 في المائة من لجان البرلمان، على الرغم من أنه لا يشكل سوى 58 في المائة من مقاعده.