إيلان هاليفي.. رهاب الإسلام وشبح الإسلاموية

06 أكتوبر 2017
(إيلان هاليفي)
+ الخط -

تعكس أطروحات الباحث والصحافي الفرنسي الراحل، من أصل فلسطيني يهودي، إيلان هاليفي (1943 – 2013)، قراءات معمّقة لتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وفي تفكيكه للصهيونية، هو الذي كان يرى نفسه طوال حياته "فلسطينياً مقاوماً" لكلّ أشكال الاستعمار والعنصرية.

بعد رحيله بعامين، نُشر كتابه "رهاب الإسلام ورهاب اليهودية: الصورة في المرآة" بتقديم من الصحافي الفرنسي آلان غريش، والذي صدرت ترجمته مؤخّراً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" ضمن سلسلة "ترجمان"، ونقلته إلى العربية الباحثة والمترجمة اللبنانية سناء الصاروط.

يدعو صاحب "المسألة اليهودية" (1981) في مؤلّفه، إلى "إعادة التفكير في رهاب الإسلام من زاوية القرابة بينه وبين رهاب اليهودية، من منطلق العجز عن مقاربة رهاب الإسلام الحالي مقاربة حقيقية من دون المرور، ولو مواربة، بمعاداة السامية؛ فرهاب الإسلام هو انمساخ متأخر لها وتحوّل وراثي استعماري"، بحسب بيان المركز.

ينقسم الكتاب إلى اثني عشر فصلاً؛ الأول "شبح يلاحق قريتنا، إنه شبح الإسلاموية"، وفيه يرى هاليفي أن الإسلاموية المتمثلة بالإرهاب هي عدو بلا وجه، "على صورة هؤلاء الرجال المتخفين وراء قناع الذين يظهرون ويعرضون أنفسهم أمام كاميرات وسائل الإعلام التابعة لأعدائهم المفترضين".

في الفصل الثاني، "المكان الذي نتكلم منه"، يقول المؤلّف "من تاريخي الشخصي، بوصفي طفلاً يهودياً من الناحية الإدارية في فرنسا المحتلة، وبوصفي مراهقاً في فرنسا المتوّرطة في حروبها الاستعمارية، ومن ثم بوصفي شرقياً في "إسرائيل"، وأخيراً فلسطينياً، وكان هذا بالتأكيد خياري، لكن أيضاً، ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً، وعبر تجربتي التي اكتسبتها، أقول إن الشر المطلق، الجريمة ضد الفكر البشري وضد البشرية بشكل قاطع، هو العنصرية".

"عن العنصرية" عنوان الفصل الثالث الذي يبتدئ من "عنصرية اللغة التي تصل إلى تجريد الآخر من إنسانيته، ويصبح استبعاده شرعياً، وكذلك إخضاعه وقمعه، وأخيراً قتله، ما أدى إلى أكبر الجرائم في تاريخ الإنسانية"، ويعرص في الفصل الرابع ملامح مناهضة العنصرية في فرنسا، أما الخامس فحمل عنوان "أساطير وساميّة ومعاداة للساميّة".

ينتقل صاحب "رسالة من رام الله" (2003)، في الفصل السادس إلى الحديث عن الاعتراف رسمياً في مؤتمر دوربان، في 2001، لأول مرة في القانون الدولي، بأن رهاب الإسلام شكل من أشكال العنصرية، بالتحديد إلى جانب معاداة السامية، ويتطرّق في السابع "معاينة الإسلامويات من جديد"، إلى دخول البُعد الإسلامي في لعبة السياسة والجيوسياسة الإقليمية والعالمية.

ينظر هاليفي في الفصل الثامن "عرض الأمثلة والأمثلة المضادة" إلى حالتين خاصتين في الحركات السياسية التي تستند إلى الإسلام: "حزب الله" و"حماس"، وفي التاسع "أعداء أعدائي السابقين" يتطرّق إلى التحالفات النفعية المتعلقة بالحركات السياسية الإسلاموية، ليعود في الفصل العاشر "محاكم التفتيش الجديدة" إلى الصدام الأميركي–الإسلاموي، ومركزية "إسرائيل" في هذا التصادم.

يحمل الفصل الحادي عشر عنوان "من أجل عدم انحياز جديد"، ليُختم الكتاب بالفصل الثاني عشر "معجم الجهل الإسلاموفوبي"، وفيه يعرّف هاليفي بمفاهيم متعلقة بالإسلاموية، منها: الجهاد، والشهيد، والشريعة، والحجاب وعدم التسامح والحرية والعنف والإرهاب.

المساهمون