بعد عام على الكارثة التي حلت بإيزيديي العراق والفظائع التي ارتكبها تنظيم "داعش" في حقهم في محافظة نينوى، يعودون إلى الواجهة مجدداً. فقد أعلنت السلطات التركية عن اعتقال 250 لاجئاً إيزيدياً في ولاية إدرنة بالقرب من بوابة كابي كولة الحدودية التي تربط الأراضي التركية بالبلغارية خلال محاولتهم الهجرة بشكل غير قانوني، وأعادتهم إلى مخيم تابع للحكومة التركية في ولاية ماردين جنوب شرق البلاد.
تشكل هذه المجموعة جزءاً من 450 لاجئاً إيزيدياً غادروا مخيم اللاجئين في ولاية ديار بكر نحو الأراضي البلغارية، بعد شائعات أكدت بأن الحكومة البلغارية تعرف أوضاعهم ومعاناتهم وستسمح لهم بالمرور باتجاه دول الاتحاد الأوروبي.
لم تنجح جميع محاولات مسؤولي بلدية دياربكر ومسؤولي المخيم في الولاية وحتى بعض الموظفين في السفارة البلغارية في أنقرة والأمم المتحدة في إقناع اللاجئين بعدم صحة هذه المعلومات. وبينما تمكنت قوات الدرك التركية من منع عدد من الحافلات التي أقلت الإيزيديين من دياربكر، استطاعت خمس حافلات الوصول إلى الحدود التركية - البلغارية، لتعمل لاحقاً على إعادتها.
يضمّ مخيم اللاجئين في دياربكر نحو 5 آلاف لاجئ إيزيدي. وعلى الرغم من الأخبار الكثيرة التي تصل إلى المخيم عن لاجئين يفقدون حياتهم في رحلة العبور باتجاه أوروبا، فإنّ الإيزيديين يبدون مصرّين تماماً على تلك الرحلة بالرغم من مخاطرها. فهم من جهة لا يريدون البقاء في المخيمات، ومن جهة أخرى لا يريدون العودة إلى العراق.
وعن ذلك، يقول فاروق سالم، وهو أحد لاجئي المخيم، لـ "العربي الجديد: "الجميع مصرون على الرحيل، بالرغم من عدم وجود حافلات تقلهم.. تضطر العائلات للسير على الأقدام لمسافة تصل إلى 40 كيلومتراً إلى أقرب محطة للباصات في دياربكر، فقط لأنّ الحياة لم تعد تحتمل هنا، ولا يبدو هناك أيّ أمل في عودة قريبة إلى منازلنا في العراق".
في يونيو/ حزيران 2014 تمكن تنظيم "داعش" من السيطرة على مناطق واسعة من شمال العراق، من بينها قضاء سنجار حيث تعيش الأقلية الإيزيدية. أدى ذلك إلى لجوء نحو 30 ألف إيزيدي عراقي إلى الأراضي التركية. وبعد ذلك تمكن نحو 20 ألفاً منهم من الهجرة إلى أوروبا أو العودة إلى العراق. فبقي نحو 10 آلاف إيزيدي في الأراضي التركية يبحثون عن طريق للجوء إلى أوروبا.
من جهته، يقول اللاجئ حكمت عدي لـ "العربي الجديد": "لقد أنقذونا من سنجار وجلبونا إلى المخيم، وما زالوا يعتنون بنا منذ قرابة عام. لن ننسى لطف الأتراك، لكن العالم نسينا، لا أحد يساعدنا. نريد أن نذهب إلى أوروبا كي نبدأ حياتنا مجدداً. يئسنا من العودة إلى منازلنا، وحياة الخيمة لم تعد تحتمل، بعد أن عانينا الكثير".
لا تتوقف معاناة الإيزيديين عند ما تعرضوا له من فظائع على يد "داعش"، إذ يقول رجل الدين الإيزيدي شيخ خيري حكمت لـ "العربي الجديد": "الإيزيديون يبحثون عن العيش في مكان يحترم ديانتهم، ولا يتعرضون فيه لأي تمييز عنصري. وهذا لم يعد ممكناً في العراق، فإن سألت أي عراقي من البصرة (جنوب) إلى أربيل (شمال) ما هي الإيزيدية، لن يستطيع الإجابة، وبالرغم من ذلك، يطلقون علينا اسم الكفار". ويضيف: "إذا ذهبنا إلى أوروبا لن يعاقبنا أحد لأننا إيزيديون، لقد ولدنا كذلك، ونريد أن نحيا ونموت على هذا الدين".
تحاول جمعيات ومنظمات عديدة دفع الإيزيديين بعيداً عن فكرة الهجرة إلى أوروبا، وإعادتهم إلى مساكنهم ومناطق تواجدهم التاريخية. ومن بين الذين حاولوا عضوان في البرلمان التركي. لكنّ ردّ اللاجئين هو نفسه: "هل تستطيعون أن تضمنوا لنا عدم تعرضنا لمجازر أخرى؟"، و"إلى أين تريدوننا أن نعود، لم يبق شيء نعود إليه".
وعن ذلك، يؤكد منسق جمعية الثقافة الإيزيدية في أوروبا ومركزها ألمانيا، آزاد بارش الذي حاول إقناع الإيزيديين بالعودة، أنّهم ما زالوا تحت تأثير صدمة ما تعرضوا له من مجازر، كما أن العديد من مناطقهم ما زالت تحت سيطرة داعش أو غير آمنة مثل سنجار. كذلك يشير إلى أنّ بعض الأحزاب العراقية تضع العراقيل أمام الإيزيديين في سبيل دفعهم للهجرة.
يذكر أنّ العراق وسورية وتركيا تضمّ القسم الأكبر من الإيزيديين تاريخياً. كما تتواجد أعداد منهم في أرمينيا وجورجيا. وتعيش الأغلبية الساحقة من الإيزيديين في العراق، حيث يرتبطون دينياً بأرض لالش التي تعتبر قبلة لكل أبناء الديانة حول العالم. وكانت أعدادهم في محافظة نينوى تقدّر بنصف مليون نسمة.
إقرأ أيضاً: عودة مئات العائلات الإيزيدية العراقية من تركيا
تشكل هذه المجموعة جزءاً من 450 لاجئاً إيزيدياً غادروا مخيم اللاجئين في ولاية ديار بكر نحو الأراضي البلغارية، بعد شائعات أكدت بأن الحكومة البلغارية تعرف أوضاعهم ومعاناتهم وستسمح لهم بالمرور باتجاه دول الاتحاد الأوروبي.
لم تنجح جميع محاولات مسؤولي بلدية دياربكر ومسؤولي المخيم في الولاية وحتى بعض الموظفين في السفارة البلغارية في أنقرة والأمم المتحدة في إقناع اللاجئين بعدم صحة هذه المعلومات. وبينما تمكنت قوات الدرك التركية من منع عدد من الحافلات التي أقلت الإيزيديين من دياربكر، استطاعت خمس حافلات الوصول إلى الحدود التركية - البلغارية، لتعمل لاحقاً على إعادتها.
يضمّ مخيم اللاجئين في دياربكر نحو 5 آلاف لاجئ إيزيدي. وعلى الرغم من الأخبار الكثيرة التي تصل إلى المخيم عن لاجئين يفقدون حياتهم في رحلة العبور باتجاه أوروبا، فإنّ الإيزيديين يبدون مصرّين تماماً على تلك الرحلة بالرغم من مخاطرها. فهم من جهة لا يريدون البقاء في المخيمات، ومن جهة أخرى لا يريدون العودة إلى العراق.
وعن ذلك، يقول فاروق سالم، وهو أحد لاجئي المخيم، لـ "العربي الجديد: "الجميع مصرون على الرحيل، بالرغم من عدم وجود حافلات تقلهم.. تضطر العائلات للسير على الأقدام لمسافة تصل إلى 40 كيلومتراً إلى أقرب محطة للباصات في دياربكر، فقط لأنّ الحياة لم تعد تحتمل هنا، ولا يبدو هناك أيّ أمل في عودة قريبة إلى منازلنا في العراق".
في يونيو/ حزيران 2014 تمكن تنظيم "داعش" من السيطرة على مناطق واسعة من شمال العراق، من بينها قضاء سنجار حيث تعيش الأقلية الإيزيدية. أدى ذلك إلى لجوء نحو 30 ألف إيزيدي عراقي إلى الأراضي التركية. وبعد ذلك تمكن نحو 20 ألفاً منهم من الهجرة إلى أوروبا أو العودة إلى العراق. فبقي نحو 10 آلاف إيزيدي في الأراضي التركية يبحثون عن طريق للجوء إلى أوروبا.
من جهته، يقول اللاجئ حكمت عدي لـ "العربي الجديد": "لقد أنقذونا من سنجار وجلبونا إلى المخيم، وما زالوا يعتنون بنا منذ قرابة عام. لن ننسى لطف الأتراك، لكن العالم نسينا، لا أحد يساعدنا. نريد أن نذهب إلى أوروبا كي نبدأ حياتنا مجدداً. يئسنا من العودة إلى منازلنا، وحياة الخيمة لم تعد تحتمل، بعد أن عانينا الكثير".
لا تتوقف معاناة الإيزيديين عند ما تعرضوا له من فظائع على يد "داعش"، إذ يقول رجل الدين الإيزيدي شيخ خيري حكمت لـ "العربي الجديد": "الإيزيديون يبحثون عن العيش في مكان يحترم ديانتهم، ولا يتعرضون فيه لأي تمييز عنصري. وهذا لم يعد ممكناً في العراق، فإن سألت أي عراقي من البصرة (جنوب) إلى أربيل (شمال) ما هي الإيزيدية، لن يستطيع الإجابة، وبالرغم من ذلك، يطلقون علينا اسم الكفار". ويضيف: "إذا ذهبنا إلى أوروبا لن يعاقبنا أحد لأننا إيزيديون، لقد ولدنا كذلك، ونريد أن نحيا ونموت على هذا الدين".
تحاول جمعيات ومنظمات عديدة دفع الإيزيديين بعيداً عن فكرة الهجرة إلى أوروبا، وإعادتهم إلى مساكنهم ومناطق تواجدهم التاريخية. ومن بين الذين حاولوا عضوان في البرلمان التركي. لكنّ ردّ اللاجئين هو نفسه: "هل تستطيعون أن تضمنوا لنا عدم تعرضنا لمجازر أخرى؟"، و"إلى أين تريدوننا أن نعود، لم يبق شيء نعود إليه".
وعن ذلك، يؤكد منسق جمعية الثقافة الإيزيدية في أوروبا ومركزها ألمانيا، آزاد بارش الذي حاول إقناع الإيزيديين بالعودة، أنّهم ما زالوا تحت تأثير صدمة ما تعرضوا له من مجازر، كما أن العديد من مناطقهم ما زالت تحت سيطرة داعش أو غير آمنة مثل سنجار. كذلك يشير إلى أنّ بعض الأحزاب العراقية تضع العراقيل أمام الإيزيديين في سبيل دفعهم للهجرة.
يذكر أنّ العراق وسورية وتركيا تضمّ القسم الأكبر من الإيزيديين تاريخياً. كما تتواجد أعداد منهم في أرمينيا وجورجيا. وتعيش الأغلبية الساحقة من الإيزيديين في العراق، حيث يرتبطون دينياً بأرض لالش التي تعتبر قبلة لكل أبناء الديانة حول العالم. وكانت أعدادهم في محافظة نينوى تقدّر بنصف مليون نسمة.
إقرأ أيضاً: عودة مئات العائلات الإيزيدية العراقية من تركيا