كما نقل الكاتب نفسه عن مصدر إسرائيلي لم يسمّه أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي جادي إيزنكوت، أثنى على كلمة لجنرال سعودي، خصصها لمؤتمر في واشنطن، قائلاً "بدت كلمته كما لو كانت كلمتي".
وفي تحليل نشره موقع "ذا مونيتور"، اليوم بالنسخة العبرية، نقل كاسبيت عن محافل رسمية إسرائيلية قولها إنه من المستبعد أن توقع الرياض وتل أبيب على "اتفاق تاريخي"، كما فعل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات.
ونقل كاسبيت عن مصدر إسرائيلي توصيفه لما يقوم به بن سلمان: "بن سلمان يظهر جرأة منقطعة النظير لدرجة أن خطواته تبدو مغامرة أكثر من اللازم، فهو يتخذ قرارات كان ينظر إليها حتى وقت قريب على أنها مجنونة، وينسف الدبلوماسية السعودية"، مشددا على أن السياسات التي يتبناها "الثنائي" محمد بن زايد ومحمد بن سلمان تلقى اهتماما كبيرا وتحظى بمراقبة وثيقة في تل أبيب.
لكن المصدر أعرب عن عدم ثقته بالنتائج التي ستنتهي إليها السياسات التي يتبناها بن سلمان تحديدا، قائلا: " سيكون من المثير معرفة المآلات التي ستنتهي إليها هذه السياسات".
وأشار كاسبيت إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي جادي إيزنكوت بعد عودته من لقاء "رؤساء الأركان" الذي احتضنته العاصمة الأميركية واشنطن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توجه للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي رونين منلسيس، وطلب منه قبول الطلب الذي تقدم به موقع "إيلاف" السعودي لإجراء المقابلة معه وتحديد موعد قريب لها.
ونقل كاسبيت عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن إيزنكوت تحمس لإجراء المقابلة مع "إيلاف" بعد أن فوجئ بمضمون الكلمة التي ألقاها أحد الجنرالات السعوديين في المؤتمر (قيل إن رئيس الأركان السعودية لم يلق الكلمة لأنه لا يجيد الإنكليزية).
وحسب المصدر، فقد قال إيزنكوت لمنليس: "لقد جلست أثناء إلقاء الجنرال السعودي كلمته واستمعت للكلام الذي قاله. لقد بدت كلمته كما لو كانت كلمتي، هو ببساطة قرأ وجهة نظري".
وأعاد كاسبيت للأذهان أن الجنرال السعودي تطرق في كلمته لخطورة "التأثير الإيراني المتعاظم في الشرق الأوسط وتوسع المحور الشيعي من طهران مرورا ببغداد ودمشق وانتهاء ببيروت".
ونوه المصدر إلى أن إسرائيل عملت على توظيف المقابلة مع إيزنكوت لنقل رسائل محددة بشأن إيران وسورية وحزب الله، مشيرا إلى أن إسرائيل حصلت على ردود فعل سعودية غير مباشرة على المقابلة.
وأوضح كاسبيت أنه لم يكن من سبيل الصدفة أن تختار إسرائيل موقع "إيلاف" لنقل الرسائل التي أرادها إيزنكوت، مشيرا إلى أن مالك الموقع، عثمان العمير، يعد "من الأكثر قربا لدوائر صنع القرار في الرياض".
واعتبر كاسبيت أن المقابلة مع إيزنكوت تبشر بـ"بداية خروج الغرام الإسرائيلي السعودي للعلن، والذي ظل متخفيا وراء الكواليس لفترة طويلة". واعتبر أن الاختبار الرئيسي للعلاقة السعودية الإسرائيلية يتمثل في ما إذا كانت السعودية ستوافق على مشاركة إسرائيل في بطولة الشطرنج العالمية، التي ستنظم في الرياض قريبا، معتبرا أنه في حال وافقت السعودية على مشاركة إسرائيل فإن هذا يعد "خطوة جديدة في رقصة التانغو المتواصلة لزوجين لم يقررا بعد أي نمط علاقة تلك التي يريدان".
"استغلال خوف السعودية من إيران"
من جهته، دعا مستشرق إسرائيلي حكومة بنيامين نتنياهو لاستغلال خوف السعودية من إيران وحاجتها لدعم إسرائيل وإرغامها على تقديم تنازلات سياسية بعيدة المدى.
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم الثلاثاء، حث مردخاي كيدار، أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة "بار إيلان"، والعقيد المتقاعد في شعبة الاستخبارات العسكرية، تل أبيب على مطالبة صناع القرار في الرياض بـ "تدشين سفارة سعودية في القدس، اعتراف سعودي بإسرائيل كدولة يهودية، الاعتراف بحق اليهود في الاستيطان في أرجاء أرض إسرائيل، الفصل بين السلام مع السعودية والقضية الفلسطينية".
وأكد المستشرق الإسرائيلي أنه يتوجب إلزام السعودية بعدم التصويت ضد إسرائيل في المؤسسات الدولية، وتطبيع العلاقات بشكل كامل، وضمن ذلك تدشين علاقات تعليمية، فن، تجارة، صناعة، والقيام بأنشطة رياضية متبادلة يتم فيها رفع العلم وترديد النشيد الوطني الإسرائيلي.
وشدد كيدار على ضرورة أن تبدي حكومة تل أبيب الصبر والإصرار على موقفها هذا، مطالبا بأن تستخلص إسرائيل العبر من دلالات الآية 153 في سورة البقرة، ثاني سور القرآن، التي تضمن النصر في النهاية للطرف الذي يبدو جلدا في سعيه لتحقيق أهدافه.