إيران: نفوذ أقوى بالمنطقة لمواجهة القوى الكبرى وتحدي "داعش"

05 ديسمبر 2014
"إيران تدخل في حرب الاستخبارات أيضاً" (فرانس برس)
+ الخط -

ركزت بعض التصريحات العسكرية الإيرانية، الصادرة اليوم الجمعة، على ضرورة مواجهة ظاهرة الإرهاب التي تتفشى في المنطقة، واتّهم المسؤولون الإيرانيون كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأخرى، بإثارة البلبلة في المنطقة، فيما أكدوا أن الدور الإيراني في تعاظم، وهو الدور الذي وصل إلى العديد من الدول، واستطاع الوقوف بوجه هذه المخططات.

ورأى نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أنّ قوى الاستكبار تسعى لتسيير نظام يقوم على إخضاع الآخرين، معتبراً أن إيران اتّبعت سياسة تقوم على موازنة القوى الجيوسياسية، وهو ما جعلها مثالاً ناجحاً، لم تستطع تلك القوى الوقوف بوجه تمدّده في المنطقة.

ونقلت وكالة أنباء "فارس الإيرانية" عن سلامي قوله إنّ إيران فتحت حدوداً جديدة، إذ وصلت إلى شرق المتوسط، وشبه جزيرة الحجاز، وشمالي أفريقيا، فـ"حزب الله" في لبنان يقف ضد الكيان الصهيوني، وفصائل المقاومة الفلسطينية كذلك، فضلاً عمّا وصفها بالمقاومة في أفغانستان، وقوات التعبئة في كل من سورية والعراق، بالإضافة إلى أنصار الله في اليمن.

وأشار إلى أنّ هؤلاء يمثلون مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية، وهم مَن يقفون بوجه تلك المخططات، معتبراً أنّ القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، هي الوحيدة التي تزعج القوات الأميركية الموجودة في المياه الخليجية، لافتاً إلى أن السعي لعزل إيران دولياً، لم يعد يفلح في وقتٍ باتت فيه بلاده قاعدة مهمة للعب أدوار في القضايا الأصلية في المنطقة.

وأوضح سلامي أيضاً أن مَن كانوا ينوون تغيير النظام في سورية، فوجئوا بأنّ النظام هناك بات أقوى، فيما رأى أنّ التحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، بقيادة الولايات المتحدة، لا يستطيع تحقيق أي شيء، مؤكداً أنّ بلاده ستعمل على تطوير منظومتها العسكرية بشكلٍ دائمٍ، كاشفاً أنّ قدرة منظومتها الصاروخية باتت تضاهي تلك التي تمتلكها بقية دول العالم، فضلاً عن أن الطائرات من دون طيار، المصنعة محلياً، أصبحت قادرة على رصد مسافة تقدّر بـ3000 كيلومتر، وتستطيع إيصال المعلومات للمركز.

بدوره، رأى نائب قائد فيلق القدس في الحرس، إسماعيل قاني، أنّ الصواريخ التي بيد "حزب الله" تهدّد اسرائيل من جهةٍ، ومن جهةٍ ثانية تقف صواريخ فصائل المقاومة في غزة بالمرصاد لإسرائيل أيضاً، معتبراً أن كل هذا جاء تزامناً والتغييرات في المنطقة، وهو ما جعل الولايات المتحدة تعترف بالدور الإيراني.

أما نائب رئيس هيئة الأركان، مسعود جزائري، ولدى سؤاله في إحدى المقابلات التلفزيونية عمّا إذا كانت البلاد وجّهت ضربات جوية لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، بالتنسيق مع واشنطن، أكّد أنّ بلاده لن تتوانى عن حماية الشعبين العراقي والسوري في حربهما ضد الإرهاب، ولكنّها لن تتعاون مع الطرف المسبب والداعم للتنظيمات الإرهابية، تحت مسمى التحالف الدولي الذي وصفه بالخدعة، لا سيما أنّ بعض أجهزة الاستخبارات نقلت أنّ أميركا تساعد التنظيم بين الفينة والأخرى، وتمدّه بالسلاح.

إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء فارس عن وزير الاستخبارات، محمود علوي، قوله إن أجهزة الاستخبارات تلعب دوراً في الحرب الداخلية في العديد من البلدان، متّهماً الاستخبارات السعودية والأردنية والتركية، فضلاً عن الأميركية والإسرائيلية، بتخريب الأوضاع في سورية، مضيفاً في المقابل، أنّ إيران تدخل في حرب الاستخبارات أيضاً، إذ بات "حزب الله" قادراً على مواجهة "داعش" من خلال نظام استخباراتي متقدم.