إيران متفائلة بـ"اتفاق نووي" ولقاء مرتقب بين ظريف وآشتون

18 اغسطس 2014
آشتون وظريف سيبحثان مجدداً الملف النووي (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أبدت طهران، تفاؤلها، حيال التوصل إلى اتفاق نووي في غضون أسابيع، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، اليوم الإثنين، عن مساعد وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد النووي المفاوض، مجيد تخت روانجي، قوله إنهم يتوقعون التوصل إلى اتفاق مع السداسية الدولية حول برنامج البلاد النووي بحلول الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

غير أنّ روانجي قال إنّ هذه المسألة متوقفة على توافق حسن نية الطرف الغربي في التعامل مع طهران، وتقديمه حلولاً عملية، ومراعاته الخطوط الحمر التي حدّدتها بلاده في وقت سابق، وفحواها أنّ طهران لن تقدّم تنازلات مصيرية فيها، وهو ما تم إبلاغه مجموعة دول (5+1) في وقت سابق، حسب تعبيره.

ولفت روانجي إلى إنّ طهران تتعاون بشفافية مع الغرب، ولكن لا يمكن أن تكون مرنة إلى حدّ بعيد، في وقت لا يبدي فيه الطرف الآخر الليونة ونية التوصل إلى اتفاق، عبر عدم طرح الحلول المنطقية، وهو ما شهده الجميع خلال السنوات الماضية التي فرض فيها حظر مشدد على القطاعات الاقتصادية الإيرانية، في محاولة إيقاف النشاط النووي الإيراني. حسب قوله.

وأضاف روانجي أن "الحديث في المفاوضات حول قضايا لا تتعلق بالنووي الإيراني هو ما يضيع الوقت"، مطالباً "الغرب بالتركيز على القضايا المفصلية والتي علقت في وقت سابق للتوصل إلى اتفاق".

يأتي تصريح روانجي هذا بعد زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، طهران أمس الأحد، والذي نقل خلالها إلى الإيرانيين شكوكه عن البعد العسكري للبرنامج النووي الإيراني. غير أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني نفى هذا الأمر، وأكّد أنّ بلاده لن تدخل في نقاش حول منظومتها الصاروخية التي لا ترتبط بالبرنامج النووي.

في هذه الأثناء، يُنتظر استئناف جولات التفاوض بين طهران والسداسية الدولية في سبتمبر/أيلول المقبل، بعد تمديد اتفاق جنيف الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أربعة أشهر أخرى. وجاء التمديد من فيينا التي استقبلت جولة المفاوضات السادسة في يوليو/تموز الماضي، وذلك بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي بسبب الخلافات حول بعض الملفات التي لا تزال عالقة بين طهران والآخرين.

وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قوله بأن لقاءً ثنائياً سيجمعه بوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قريباً، قبل استئناف جولات المفاوضات النووية بين إيران والسداسية الدولية المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل.

وأشار ظريف إلى أن بلاده ستشارك في اجتماعات ثنائية مع وفود دول 5+1 المفاوضة؛ لمحاولة تقليص الخلافات بينها إلى حين الجلوس إلى طاولة الحوار من جديد.

وأفاد نائب وزير الخارجية الإيراني والعضو في الوفد المفاوض، عباس عراقجي، لوكالة "أنباء فارس"، اليوم الإثنين، إنه من المحتمل أن تنعقد أولى هذه الجولات على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأضاف عراقجي أن بلاده تجري حالياً مباحثات ثنائية حول الملفات العالقة مع ممثلي بلدان "5+1" في سفاراتهم في طهران، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية التي لا يتواجد دبلوماسيون يمثلونها في إيران، وهو ما يرجح الاجتماع بالوفد الأميركي بشكل منفصل خارج البلاد.

وتتعلق أولى الخلافات بين إيران ودول مجموعة "5+1" بالإصرار الغربي على تخفيض إيران عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها وتبلغ عشرين ألف جهاز حسب تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وهي الأجهزة التي تسمح لها بتخصيب اليورانيوم بنسب عالية، مما يعني قدرة إيرانية على إنتاج سلاح نووي، وهو ما يقلق الغرب.

غير أنّ طهران تحدثت على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي، إنّها تحتاج أجهزة الطرد لتوليد 190 ألف سو (وهي الوحدة المتعلقة بقياس قدرة التخصيب)، وذلك من أجل تزويد مفاعلي بوشهر وطهران بالوقود النووي اللازم خلال السنوات الثماني القادمة، وهو ما يجعل هذه النقطة الخلافية عقدة شائكة، وهذا بسبب إصرار طهران على عدم تقديم تنازل في هذا الصدد.

وتقول إيران إنّها حققت إنجازاً بموجب اتفاق جنيف، عبر السماح لها باستمرار التخصيب بنسبة خمسة في المائة على الأراضي الإيرانية، مقابل تعليق العقوبات طول مدة التوافق التي تنتهي مع نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

وهنا تبرز النقطة الخلافية الثانية، والتي تتلخص بإصرار الفريق الإيراني على إلغاء الحظر بالكامل ودفعة واحدة بعد التوصل إلى اتفاق، فيما يصرّ الغرب، ولاسيما الولايات المتحدة على تعليق جزئي وإلغاء تدريجي لها إلى حين التوصل إلى ضمانات إيرانية تبدّد القلق الغربي، وهو ما تعتبره طهران إصراراً على عزلها ومنعها من امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، حسب تعبير مسؤوليها.