وقال عراقجي، على هامش أعمال منتدى "حوار طهران" المنعقد اليوم الثلاثاء بالعاصمة الإيرانية، إنه بعد تنفيذ المرحلة الخامسة "لم تعد هناك مرحلة أخرى"، مؤكدا أنه "لن تكون هناك أي قيود في تخصيب اليورانيوم"، عازيا مستوى التخصيب "إلى احتياجات البلاد وقرار هيئة الطاقة الذرية" الإيرانية.
وأضاف عراقجي أن واشنطن بانسحابها من الاتفاق النووي قد أخلت بالتوازن في هذا الاتفاق، مشيرا إلى أن بلاده بتقليص تعهداتها قد حققت "توازنا معقولا" بالاتفاق.
وأكد المسؤول الإيراني أن طهران "ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، معلنا عن استعدادها للعودة إلى تنفيذ كافة التعهدات "إذا ما حققت الأطراف الأخرى مطالبنا ونفذت التزاماتها".
واستكمل عراقجي أن "هناك إمكانية لبقاء الاتفاق النووي شرط أن تريد الأطراف الأخرى ذلك".
وعن تهديدات أوروبا بتفعيل آلية "فض النزاع"، التي من شأنها أن تعيد الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن وتفرض بموجبه مجددا العقوبات الأممية على طهران، قال عراقجي إن ذلك "يخلق ظروفا ستسرع نهاية الاتفاق النووي". ودعا الأطراف الأوروبية إلى "التعامل بحكمة وتجنب زيادة التوترات".
وكانت الحكومة الإيرانية قد أعلنت، الأحد، المرحلة الخامسة و"النهائية" من تقليص تعهداتها النووية عشية انتهاء مهلة الـ60 يوماً الرابعة، التي كانت طهران قد منحتها سابقاً للأطراف الأوروبية للوفاء بتعهداتها الاقتصادية لدعم موقفها في مواجهة العقوبات الأميركية.
وأكدت الحكومة الإيرانية، في بيانٍ، أنها خلال هذه المرحلة، ستوقف الالتزام بالقيد الوارد في الاتفاق النووي حول عدد أجهزة الطرد المركزي الـ5060، المسموح باستخدامها وفق الاتفاق. وكانت طهران تستخدم قبل التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، نحو 19 ألف جهاز للطرد المركزي.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدت الحكومة الإيرانية على أنه بهذه الخطوة، تكون قد كسرت كافة القيود التي فرضت على برنامجها النووي "في المجال العملياتي"، أي في مجالات كمية تخصيب اليورانيوم ومستوى التخصيب وإنتاج اليورانيوم المخصب والتطوير والبحث النووي. وأشارت إلى أن البرنامج النووي الإيراني سيتقدم "وفقاً لاحتياجات البلاد الفنية"، ما يعني أن الاتفاق النووي الذي فرض قيوداً صارمة على هذا البرنامج، لم يعد له دورٌ في رسم ملامحه ومستقبله.
وتعليقاً على إعلان طهران خطواتها خلال المرحلة الخامسة من تقليص التعهدات، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الإثنين، عن "أسفه العميق"، مضيفاً في تغريدة على "تويتر"، أن "التطبيق الكامل للاتفاق حول النووي من قبل الجميع يعد اليوم أهمّ من أي وقت مضى، من أجل الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي".
Twitter Post
|
وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إيران، في بيان مشترك، الإثنين، بـ"التخلي عن أي أعمال عنف أو نشاط نووي"، داعيا إياها إلى العودة عن "أي خطوات تتعارض مع بنود الاتفاق النووي".
كما أعلنت الدول الثلاث عن استعدادها للتواصل مع جميع الأطراف بغية وقف تصعيد التوتر وإعادة الاستقرار، معبرة عن قلقها "العميق" تجاه ما اعتبرته "الدور السلبي لإيران" في المنطقة وخاصة "فيلق القدس" الذي كان يترأسه قاسم سليماني، الذي اغتالته واشنطن في ضربة جوية.
إلى ذلك، عبرت الخارجية الألمانية عن موقفها من الإعلان النووي الأخير لإيران، معتبرة أنه "انتهاك آخر للاتفاق النووي".
من جهتها، علقت الخارجية الروسية على الخطوات "النووية" الإيرانية الجديدة، داعية الدول الأعضاء في الاتفاق النووي إلى "بذل جهود جادة للحفاظ على الاتفاق".
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الإثنين، أنها ستبلغ الدول الأعضاء بأي تطورات في إيران حسبما يقتضي الأمر. وقالت الوكالة في بيان، إن "مفتشي الوكالة يواصلون القيام بعمليات التحقق والمراقبة في البلاد"، لافتة إلى أن الوكالة "ستبقي الدول الأعضاء على اطلاع بشأن أي تطورات في هذا الصدد في حينه، وحسبما يقتضي الأمر".
يشار إلى أنّ المراحل الأربعة السابقة من تقليص تعهداتها النووية، قد طاولت رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3.76% وإنتاج المياه الثقيلة ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 4.5%، أي أكثر من 3.67%، المنصوص عليه في الاتفاق النووي، ورفع جميع القيود الزمنية الواردة في الاتفاق بشأن إجراء البحث والتطوير حول أجهزة الطرد المركزي، وتشغيل أجهزة متطورة جديدة وتفعيل منشأة "فوردو" النووية.