وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في بيان نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، أن بلاده تندد بالهجمات على قنصليتها في كربلاء، مشيرا إلى أن طهران أبلغت الجانب العراقي "قلقها" تجاه هذه الأحداث، وطالبتها بـ"ضرورة تأمين أمن المقرات الدبلوماسية والقنصلية الإيرانية داخل العراق عملا بالمقررات والاتفاقيات الدولية".
وأكد موسوي أن السلطات الإيرانية دعت العراق إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة والمزيد من التدابير لحماية المقرات الدبلوماسية الإيرانية".
وكانت القنصلية الإيرانية في كربلاء تعرضت خلال الأيام الأخيرة إلى هجمات عدة من قبل المتظاهرين العراقيين، كان آخرها، أمس الإثنين، حيث حاصر المتظاهرون القنصلية رافعين على جدرانها العلم العراقي بعد إنزال الإيراني عنه، وسط هتافات مناوئة لإيران.
وتتهم تقارير إعلامية إيرانية، أنصار المرجع العراقي محمود الصرخي المعروف بعدائه لإيران بتنفيذ الهجمات على قنصليتها.
إيقاف الرحلات الجوية
وعلى صعيد متصل، نقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن رئيس نقابة شركات الطيران الإيرانية مقصود أسعدي ساماني، قوله إن هذه الشركات أوقفت رحلاتها إلى مدينتي النجف وبغداد، مشيرا إلى أن الرحلات إلى المدن العراقية التي تحتضن "العتبات المقدسة" قد تراجعت، ليتوقف الكثير منها.
وأضاف ساماني أن الرحلات التي تنظمها بعض الشركات حاليا، هي لإعادة المسافرين من مطار النجف، عازيا إيقاف الرحلات إلى طلب الخارجية من الإيرانيين بتجنب السفر إلى العراق حتى إشعار آخر.
وخلال الأسبوع الماضي، طلبت الخارجية الإيرانية من المواطنين الإيرانيين تجنب السفر إلى العراق في الظروف الراهنة، في تدبير يؤكد خطورة الأوضاع في الجارة الغربية لإيران إثر اشتداد حدة المظاهرات الشعبية، التي تتركز هذه المرة في المحافظات والمدن الجنوبية، وخصوصا تلك التي يقصدها الإيرانيون لزيارة المقامات الدينية.
ودعت الخارجية الإيرانية في بيان، الإيرانيين الراغبين في "زيارة العتبات المقدسة" لتأجيل سفرهم إلى العراق لأجل غير مسمى بسبب الاضطرابات التي يشهدها.
وعن موقفها من الأحداث الجارية في العراق، تعتبر إيران أن ما يجري فيه "فتنة أميركية سعودية إسرائيلية"، مشيرة إلى أنها تتابع "بدقة وحساسية بالغة" هذه التطورات.
واتهمت الرئاسة الإيرانية على لسان رئيس مكتبها، محمود واعظي، الأربعاء الماضي كلا من الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل ودولا إقليمية أخرى لم تسمها باستغلال الاحتجاجات المطلبية في العراق ولبنان، معلنة أن هذه القوى تركب الموجة عبر "توجيه المسار وضخ المال والسيطرة على الإعلام".
كما اتهم المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، أميركا والأجهزة الاستخبارية الغربية بـ"نشر الفوضى" في لبنان والعراق "بدعم مالي من الدول الرجعية في المنطقة"، بحسب تعبيره، موصيا من وصفهم بـ"الحريصين في العراق ولبنان على أن تكون أولويتهم هي معالجة اللأمن وأعمال الشغب".
واعتبر خامنئي أن "الناس (في العراق ولبنان) لهم مطالب محقة"، إلا أنه أكد في الوقت ذاته، أن هذه المطالب "تتحقق فقط عبر الأطر والهياكل القانونية"، مشيرا إلى أنه "إذا ما انهارت هذه الهياكل سيحدث فراغ ولا يمكن القيام بأي إجراء إيجابي".
وأضاف خامنئي أن "أكبر ضربة يوجهها الأعداء لأي بلد هي سلب أمنها"، قائلا إن "هذا ما بدأوا به في بعض دول المنطقة هذه الأيام لسلب الأمن"، في إشارة إلى الأوضاع في العراق ولبنان.