مرة جديدة انتقدت إيران، اليوم الإثنين، آلية المقاصة الخاصة التي وضعها الاتحاد الأوروبي لمساعدة إيران على تجاوز العقوبات الأميركية، باعتبارها "لا تفي بالغرض"، لكنها رحبت بها استراتيجياً كونها تبعد أقرب حلفاء الولايات المتحدة عنها في القضايا الاقتصادية.
فقُبيل مشاركته في الاجتماع الـ176 لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، المنعقد اليوم الإثنين في فيينا، تناول وزير النفط الإيراني، بيجن نامدار زنغنه، آلية "إنستكس" التي أعلنت الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، الجمعة، في ختام مباحثات فيينا بين إيران والمجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي، أنها دُشنت بالفعل للعمل التجاري مع طهران، وقال إنه "من دون إيداع عوائد صادرات النفط في إنستكس، تبقى هي آلية غير متجاوبة (مع مطالب إيران)".
وأضاف زنغنة أنه "من دون إيداع النقود في إنستكس، ومن خلال تحويل 3 أو 4 ملايين دولار أو يورور إليها، فإنها تبقى غير مجدية".
بدوره، أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، اليوم الإثنين، أن بلاده "لن تتراجع أمام أميركا"، وأن القناة المالية "إنستكس لها قيمة استراتيجية رغم أنها ليست ردا أوروبيا مناسبا" على مطالب إيران، إلا أنه أكد أن لها "قيمة استراتيجية لكونها تبعد أقرب حلفاء الولايات المتحدة عنها في القضايا الاقتصادية".
وفيما أشارت رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبية فيدريكا موغريني، اليوم الإثنين، إلى أن 7 دول أوروبية مستعدة للانخراط في "إنستكس" قريبا، قال ظريف خلال احتفالية بمناسبة اليوم الوطني للصناعة والمناجم في إيران، في طهران، إن الضغوط الاقتصادية الأميركية ضد بلاده تعود إلى "هزائم الولايات المتحدة أميركا المستمرة في المنطقة والعالم في مواجهة إيران".
وأضاف أن إيران من خلال الاتفاق النووي "تحررت من القيود التي فرضتها أميركا ولعبت دورا مهما في المنطقة والعالم"، مشيرا إلى أن ذلك أغضب واشنطن، مؤكداً أن واشنطن استخدمت الدولار في ضغوطها الاقتصادية على بلاده، وقال إن طهران تنوي إقصاء هذه العملة من تبادلاتها التجارية مع الخارج.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الخارجية، عباس موسوي، اليوم، أن "المباحثات بين إيران وأوروبا متواصلة بشأن إنستكس"، مشيرا إلى أن هذه القناة "لا تلبي مطالب الجمهورية الإسلامية، وقد نقلت رسالتنا بشأنها إلى أوروبا".
واستطرد قائلاً إن "هناك فرصة خلال الأيام المقبلة كي تنفذ أوروبا تعهداتها"، معرباً عن أمله في أن تقوم بخطوات أكثر عملية خلال المدة المتبقية من مهلة الستين يوماً، التي ستنتهي في السابع من الشهر الجاري.
تخفيض حصة الدولار في التجارة مع تركيا 35%
في السياق، أشار إلى أنه "تم خلال العام الماضي حذف الدولار من 35% من المبادلات التجارية بين إيران وتركيا وجرى إجراؤها بالعملات الوطنية".
كما لفت إلى أن دولا أخرى قررت حذف الدولار من علاقاتها التجارية الخارجية، مشيرا إلى أن "روسيا والصين قررتا أخيرا حذف الدولار، وأن ذلك يعني تراجع موقع هذه العملة في المعادلات الدولية".
وفيما تُظهر بيانات إيرانية أن "الحرب الاقتصادية الأميركية" تسببت بمشكلات كبيرة للاقتصاد والمواطنين في إيران، قال وزير الخارجية إن "أميركا ستُهزم في حربها الاقتصادية بجهد الصناعيين والمنتجين الإيرانيين".
كما أكد ظريف أن "إيران لن تتراجع أبدا أمام الإدارة الأميركية"، قائلاً إن "على العدو أن يعلم بأن لا يُهدد أي إيراني أبدا، وأن لا يتحدث مع الإيرانيين سوى بلغة الاحترام".