وصل وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، إلى العاصمة الإيرانية طهران، صباح اليوم الأربعاء، لبحث تطورات الوضع الإقليمي، وما آل إليه، إثر التصعيد بين طهران والرياض على خلفية قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، إبان اقتحام محتجين إيرانيين مبنى السفارة في العاصمة، وحرق أجزاء من القنصلية في مشهد، اعتراضاً على إعدام السعودية الشيخ نمر النمر.
وبعد لقاء ثنائي جمع الجعفري بنظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عقد الطرفان مؤتمراً صحافياً، أعرب خلاله الجعفري، عن مبادرة عراقية تهدف للعب دور الوسيط بين طهران والرياض، في محاولة للوقوف بوجه التصعيد والتوتر الذي ينعكس سلباً على الوضع الإقليمي برمته حسب رأيه.
وأضاف الجعفري أن للعراق علاقات جيدة مع إيران، ومع الدول العربية أيضاً، لذا قررت الخارجية العراقية التحرك نحو طهران في محاولة للتخفيف من التوتر، معرباً، أيضاً، عن إجرائه اتصالات عديدة مع أطراف عربية قبل وصوله طهران.
كما ندد الجعفري، بتنفيذ حكم الإعدام بحق النمر، قائلاً "إن المنطقة تمر بظروف حساسة، تتطلب مساعي دبلوماسية مكثفة لعدم جرها لأوضاع أكثر تعقيداً".
اقرأ أيضاً: الجعفري إلى طهران..للعب دور الوسيط في أزمة السعودية وإيران
من جهته قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إنه بحث ونظيره العراقي تطورات الوضع الإقليمي والتي ارتفعت حدتها بعد إعدام النمر، واصفاً تنفيذ الحكم بـ "العمل الذي لا يمكن تبريره على الإطلاق".
وتوجه ظريف بلومه للمملكة، "إنها خالفت مفاوضات إيران النووية مع الغرب، ووقفت ضد اتفاقها النووي"، معتبراً أنها "أخذت ذات الموقف الإسرائيلي".
هذا واعتبر ظريف، أن الرياض "ساهمت بالضغط على الشعب الإيراني، وأصرت على خفض أسعار النفط، وعلى الرغم من هذا لم تتخذ بلاده مواقف سلبية صارمة، ولكن السعودية أصرت على التصعيد" حسب تعبيره.
وأضاف ظريف في المؤتمر الصحافي ذاته، أنه "حان الوقت لإيقاف هذه السياسات". وأشار إلى أن بلاده "لا تريد زيادة التوتر في المنطقة، وأكدت رغبتها طيلة العامين الماضيين في التقارب مع دول الجوار، لكن المملكة رفضت ذلك" كما قال.
إلى ذلك، شجب وزير الخارجية الإيراني، اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية، وتعرضهم للقنصلية أيضاً. وقال بهذا الصدد، إنه "عمل غير مبرر على الإطلاق، والحكومة الإيرانية تعلم أن حماية الدبلوماسيين على أراضيها وظيفتها القانونية والشرعية، واتخذت بالفعل كل الإجراءات اللازمة لاحتواء الأمر ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفعلة، وعلى الرغم من هذا أصرت الرياض على سياسة التصعيد واتخذت قراراً قصير النظر" على حد تعبيره.
اقرأ أيضاً: قلق خارجي يرجّح عدم تصاعد التوتر السعودي الإيراني