علّقت إيران، على التغييرات الأخيرة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقالت إنّها "ليست الأولى من نوعها"، مؤكدة أنّها تتابع عن كثب تحوّلات السياسات الأميركية إزاءها، وستتخذ مواقف حولها.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، خلال مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، أنّ تغيير وزير الخارجية الأميركي "لن يؤثر على جدول أعمال اجتماع اللجنة المشتركة في الاتفاق النووي، والذي سيُعقد يوم الجمعة المقبل"، وهو أحد الاجتماعات الدورية التي يعقدها ممثلون عن أطراف الاتفاق لبحث تطوراته.
وأعلن ترامب، أمس الثلاثاء، عبر تغريدة على "تويتر"، إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، من منصبه، واستبداله بمدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، مايك بومبيو.
كما أعلن ترامب أنّ نائبة مدير الاستخبارات المركزية، جينا هاسبل، ستصبح المديرة الجديدة للوكالة، لتكون أول امرأة تتقلد المنصب، فيما أصبح تيلرسون رسمياً الوزير الذي يقضي أقصر فترة في منصب الخارجية.
وكثرت التكهّنات منذ فترة عن إقالة تيلرسون، بسبب التنافر الذي بدا واضحاً منذ البداية بينه وبين ترامب.
وكانت بوادر التناقض قد بدأت تظهر مبكراً، سواء في ملف النووي الإيراني الذي طالب ترامب بإلغائه في البداية، ويدفع حالياً باتجاه إدخال تعديلات عليه، أو في اتفاقية المناخ، أو حصار قطر، وحتى كوريا الشمالية، والملف الروسي.
وتعليقاً على تصريحات ترامب حول الدور الإيراني، قال قاسمي، إنّه "لا يحق لأميركا التواجد في سورية، والحضور الإيراني هناك استشاري وحسب"، على حد زعمه.
وفيما يتعلّق بعملية "غصن الزيتون" التي تنفّذها تركيا بالتعاون مع "الجيش السوري الحر"، ضد المليشيات الكردية، في مدينة عفرين شمالي سورية، اعتبر قاسمي أنّ "تدخّل أي طرف خارجي من دون موافقة الحكومة السورية، أمر غير مشروع، كونه سيزيد من حالة النزاع".
وأشار قاسمي إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي يزور باكستان، سيتوجه إلى أذربيجان، اليوم الأربعاء، للمشاركة في اجتماع رباعي بين إيران وتركيا وجورجيا وأذربيجان، ومن ثم سيتوجه إلى أستانة في كازاخستان، للمشاركة في اجتماع، يوم الجمعة، بشأن سورية، بحضور نظيريه من تركيا وروسيا.
وعلّق المتحدث الإيراني، على المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، قائلاً إنّ "طهران ترحّب بأي إجراء من شأنه تحقيق الاستقرار الدولي والإقليمي"، معتبراً في الوقت عينه، أنّه "لا يمكن الوثوق في أميركا ولا في سياساتها".
في شأن آخر، أوضح قاسمي، أنّ مسؤولين من الخارجية الإيرانية، حضروا اجتماعاً مع أعضاء لجنة الأمن القومي في البرلمان، وبحثوا عدة عناوين ترتبط بالسياسة الخارجية، ومن بينها مسألة الاعتداء على السفارة الإيرانية في لندن.
وذكر كذلك أنّ التحقيقات لا تزال مستمرة حول هجوم فردي مسلح على مقر إقامة السفير الإيراني في فيينا، قائلاً إنّ الدوافع ليست معروفة بعد، لافتاً إلى وقوع حادثة ثالثة من ذات النوع، بعدما دخل أفراد إلى المقر السابق للسفارة الإيرانية في ألمانيا، وأخرجتهم الشرطة بعد أن تواصلت معها البعثة الدبلوماسية الإيرانية.
وتطرّق قاسمي، إلى زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، لطهران، قبل فترة وجيزة، ووصفها بـ"البنّاءة"، وأوضح أنّ "المسؤولين في إيران أوصلوا له وجهة نظرهم، بشكل صريح وشفاف، حول القضايا الخلافية التي أراد بحثها"، مؤكداً أنّ "الخلاف الذي دار الحديث عنه، لن يؤثر على برنامج الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لطهران"، والتي لم يحدد موعدها بعد.