وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الثلاثاء، للمشاركة في اجتماع الأمم المتحدة، لتوقيع اتفاقية مؤتمر باريس الصادرة عن قمة المناخ قبل مدة.
ونقلت المواقع الإيرانية أن ظريف سيلتقي نظيره الأميركي جون كيري، وسيبحث معه آليات تطبيق الاتفاق النووي الذي توصلت إليه بلاده مع الغرب شهر يوليو/تموز الفائت.
وقال ظريف للتلفزيون المحلي الإيراني، إنه سينقل لكيري خلال اجتماعهما هذا، ضرورة أن تطبق الولايات المتحدة الاتفاق النووي بالشكل الصحيح، وألا تشكل عائقاً أمام علاقات إيران مع دول الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أنه لقاؤهما الثنائي الأول منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ العملي شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
وأكد ظريف على أهمية هذا الاجتماع، فضلاً عن اجتماعات ولقاءات أخرى سيعقدها في نيويورك، قائلاً إن "بلاده ستتابع سياساتها الرامية للوقوف بوجه شيطنة إيران دولياً، ولإيقاف الضغوط المستمرة على البلاد رغم التوصل لاتفاق نووي".
وكانت مواقع إيرانية قد نقلت على لسان مسؤولين في وقت سابق، عدم رضاهم عن سير عملية تطبيق الاتفاق عملياً، وكان رئيس البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف، قد قال خلال زيارته لأميركا أيضاً قبل أيام، إن نظام بلاده المالي والمصرفي لم يتصل بعد بشبكة السوئيفت الدولية بالشكل المطلوب، فضلاً عن أن بعض المصارف الأوروبية الكبرى لم تستأنف علاقاتها مع طهران رغم إلغاء الحظر بموجب الاتفاق، واتهم مسؤولون إيرانيون الولايات المتحدة بعرقلة الأمور.
وعلق ظريف للتلفزيون الإيراني على الأمر، قائلاً، إنه سيعمل على حل هذه المسألة وستحرص بلاده ألا تقف واشنطن بوجه تطبيق الاتفاق، وبوجه العلاقات مع أوروبا، مضيفاً أن طهران لم تكن تريد أساساً فتح موضوع تطوير العلاقات الاقتصادية الإيرانية الأميركية، رغم أن البلاد لا ترى مانعاً في الأمر، لكن لدى الحكومة الأميركية مشكلات تتعلق بقرارات الكونغرس، حسب تعبيره.
في سياق متصل، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الاتفاق النووي حقق لإيران فوائد كثيرة، إذ استطاعت البلاد الاحتفاظ بالتكنولوجيا النووية بل وتصديرها للآخرين، كما استطاعت الاستفادة من تبعات إلغاء العقوبات، حسب قوله.
وأضاف روحاني في كلمته التي ألقاها اليوم، خلال زيارته لمدينة سمنان الإيرانية، أن البعض مازال يتساءل عن أهمية هذا الاتفاق، فضلاً عن اعتبارهم أنه لم يطبق ولم تحصد طهران نتائجه المطلوبة، مضيفاً أن عمر الاتفاق الحقيقي ثلاثة أشهر وحسب، وتحتاج البلاد لوقت أطول للمس النتائج برمتها، داعياً الداخل الإيراني للانسجام ولإدراك ما استطاع الاتفاق تحقيقه حتى اللحظة.
وأشار روحاني، إلى أن بلاده ستقف بوجه كل محاولات الضغط عليها، وهي المحاولات المستمرة منذ سنوات، وتجلت بفرض العقوبات، حسب رأيه، مؤكداً أن الحكومة ستحل كل المسائل المتعلقة بالاتفاق، فضلاً عن المسائل الأخرى المرتبطة بها إقليمياً ودولياً.