إيران ترفع درجة التحدي مع أميركا..وتحذّر: ردّنا على أي هجوم سيكون مدمراً

14 يوليو 2019
روحاني: الانتصار النهائي هو حليف الشعب الإيراني (Getty)
+ الخط -

فيما تتزايد التهديدات والضغوط الأميركية، وكان آخرها الحديث عن تشكيل تحالف عالمي لضمان أمن مضيق هرمز وباب المندب، في محاولة تهدف، على ما يبدو، إلى سحب ورقة قوة "هرمز" من طهران، التي تشرف قواتها المسلحة على هذا الممر الاستراتيجي، تتحدث السلطات الإيرانية عن "إخفاقات أميركية" منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018، مع تجديد التأكيد على رفض أي تفاوض معها، نافية صحة تقارير انتشرت أخيراً، قالت إن الإدارة الأميركية نقلت عبر موسكو رسالة إلى إيران لإجراء مفاوضات على مستوى وزراء الخارجية.

وفي تصريحات أوردها التلفزيون الإيراني، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأحد، من مدينة شيروان في محافظة "خراسان الشمالية" شمال شرقي إيران، إن "أميركا قد فشلت طيلة الـ14 شهراً (أي بعد الانسحاب من الاتفاق النووي) في كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدولية في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وفي إشارة إلى اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، والذي انعقد بطلب أميركي لمناقشة "انتهاكات إيران" للاتفاق النووي بتقليصها تعهداتها النووية، أكد روحاني أن نتائج هذا الاجتماع كانت لصالح بلاده وأظهرت "نجاح النظام والشعب في إيران"، قائلاً إن "جميع الدول ما عدا دولة أو دولتين دعمت إيران ولم تولِ أي اهتمام للمزاعم الأميركية".

وتابع روحاني أن "محكمة العدل الدولية حكمت ضد أميركا في المرحلة الأولى، بعد أن رفعنا شكوى ضدها"، وذلك في إشارة إلى حكم مبدئي أصدرته المحكمة، في الثالث عشر من فبراير/شباط الماضي، ينص على أن بإمكان إيران البدء في مساعيها لاستعادة مليارات الدولارات من الأصول المجمدة لدى واشنطن.

وأضاف روحاني أن بلاده تواجه صعوبات ومشاكل "لكننا لسنا محبطين"، قائلاً إنها "تحملت أقسى العقوبات التي تفرضها أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم".

ولتأكيده على قساوة العقوبات وشدتها، لفت الرئيس الإيراني إلى أنها "لو فرضت على أي شعب آخر لقضت عليه"، مضيفاً أن الشعب الإيراني "صمد بكل قوته أمام هذه العقوبات".

ورأى روحاني أن "الرأي العام العالمي يندد بأميركا، وهي هُزمت في أفغانستان والعراق وسورية واليمن"، مؤكداً أن "من يزعم أن الشعب الإيراني قد اهتز أمام الضغوط التي تمارس ضده فكلامه غير صحيح، وخاطئ وكاذب".

وفيما تثقل العقوبات الأميركية كاهل الاقتصاد الإيراني، مستهدفة جميع مفاصله وتسببت في ارتفاع هائل في الأسعار وتراجع غير مسبوق للعملة الإيرانية، أكد روحاني أنه على الرغم من هذه الضغوط الاقتصادية "انخفضت ديون إيران الخارجية وكذلك نسبة البطالة فيها خلال العام الماضي".

من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، اليوم في مؤتمر صحافي، أن بلاده "قد تجاوزت بالفعل الصدمة الأولى للعقوبات"، مشيراً إلى أن "أوضاعنا جيدة والهدوء يسود اليوم الأسواق الإيرانية والتضخم في تراجع".

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قد تراجع عن شروطه الـ12 للتفاوض مع إيران"، قائلاً إنه "اليوم بات يصرح فقط بأن إيران ينبغي ألا تنتج الأسلحة النووية، ونحن أكدنا مراراً أننا لسنا بصدد ذلك وأننا نعتبر إنتاجها وامتلاكها واستخدامها محرماً".

وحول مواصلة بريطانيا احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق، قال ربيعي إن إيران "تواصل إجراءاتها القانونية اللازمة للإفراج عن السفينة"، متوقعاً أن تفرج لندن عن الناقلة "لأن وجهتها ليست الوجهة التي أعلنتها بريطانيا".




نفي التفاوض

وفي وقت رفع روحاني نبرة التحدي في مواجهة السياسات الأميركية، جددت الخارجية الإيرانية التأكيد على رفض طهران "القاطع" لأي تفاوض مع واشنطن.

وتعليقاً على تقارير عن وجود رسالة أميركية لإيران عبر روسيا حول التفاوض على مستوى وزراء خارجية البلدين، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في تصريح مقتضب، صحة هذه التقارير، واصفا إياها بأنها "ملفقة".

وأضاف موسوي، على قناته عبر تطبيق "تليغرام"، أنه "رداً على سؤال للمراسلين حول مزاعم عن رسالة أميركية عبْر الروس للتفاوض مع إيران على مستوى وزراء الخارجية، ينفي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية صحة هذه التقارير الملفقة"، مؤكداً أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تجري أي تفاوض مع المسؤولين الأميركيين في أي مستوى".

يأتي هذا النفي الإيراني، في وقت توجه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أمس السبت، إلى نيويورك، بعد تراجع أميركي "مؤقت" عن فرض عقوبات عليه.

وقال موسوي، اليوم، إن ظريف في مسيرة رحلته "كانت له وقفة قصيرة في النرويج ليلتقي بوزيرة الخارجية النرويجية، إينى مارى إريكسين سورايدى، للتباحث حول العلاقات الثنائية والاتفاق النووي والقضايا الإقليمية".



الجيش الإيراني: هناك "مخططات شيطانية"

وعلى صعيد التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن، والذي يصعب التنبؤ بمآلاته إن كان ينتهي إلى مواجهة عسكرية بين الطرفين، على الرغم من تأكيداتهما بعدم وجود رغبة في ذلك، قال القائد العام للجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي، إن بلاده "لن تكون البادئة في أي حرب".

وفي الوقت ذاته، أضاف موسوي أنه في حال شُنت حرب على إيران "لن نعتمد الدفاع فحسب، بل قدرتنا الهجومية بعد بدء هجوم المعتدين، ستكون مدمرة تبعث على الندم".

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية، عن موسوي قوله، من مدينة تبريز شمال غربي إيران، إن "الظروف الحالية في العالم والمنطقة تفرض علينا أن نكون متأهبين أكثر من ذي قبل"، مشيراً إلى أن "أعداء الثورة لديهم مخططات شيطانية"، حسب وصفه.



"أنباء جيدة" عن الناقلة

وعلى صعيد أزمة ناقلة النفط الإيرانية، التي تحتجزها بريطانيا منذ الرابع من يوليو/تموز الحالي في مياه جبل طارق، توقع وزير النفط الإيراني، بيجن نامدار زنغنة، حدوث انفراجة في الأزمة، بالقول "ثمة أخبار جيدة عن الناقلة قريباً".

ونقل النائب الإيراني شهباز حسن بور، لنادي "المراسلين الشباب"، قول زنغنة، خلال اجتماعه اليوم مع كتلة "المستقلين" الأصولية في البرلمان الإيراني، إن "مباحثات جيدة" تجري حول احتجاز ناقلة النفط "غريس 1".

وأعرب وزير النفط الإيراني عن أمله في "أن نسمع أخباراً جيدة خلال الأيام المقبلة حول هذا الموضوع".

وكان قد جرى، أمس السبت، اتصال هاتفي بين وزيري خارجية بريطانيا وإيران، قال بعده جيريمي هنت، في تغريدة، إنه تحدّث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وطمأنه بأن ما يهم لندن هو وجهة ناقلة النفط "غريس 1"، وليس منشأ النفط الذي تحمله، مشيرة إلى أن ظريف أبلغه برغبة طهران في حل قضية الناقلة، وأنها لا تسعى إلى تصعيد الموقف.

وأعلن هنت استعداد لندن للإفراج عن الناقلة في حال قدمت طهران ضمانات أنها لا تنتهك العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سورية، وهو ما قد يشكل مخرجاً لإنهاء هذه الأزمة، خصوصاً أن طهران أكدت، خلال الأيام الماضية، على لسان أكثر من مسؤول لها، أن الناقلة لم تكن متجهة إلى سورية.

وثمة مؤشرات إيجابية عن احتمال انفراجة في هذه الأزمة، منها إفراج حكومة جبل طارق عن أفراد طاقم الناقلة المحتجزين، والاتصال الهاتفي بين هنت وظريف، وكذلك تصريحات وزير النفط الإيراني، اليوم الأحد.