جدد المسؤولون الإيرانيون رفضهم التفتيش الدولي للمنشآت النووية الإيرانية، في وقت أعادوا فيه التأكيد على ضرورة التدخل الأممي في اليمن، هذه المواقف أتت خلال زيارة يجريها وزير الخارجية المجري، بيتر سييارتو، إلى طهران، حيث عرض مع المسؤولين الإيرانيين، تطورات المحادثات النووية بين طهران والغرب، فضلاً عن مجريات الأوضاع الإقليمية.
خلال اللقاء، أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنّ طهران لا تتقبل اليوم سياسة الضغط والعقوبات، لأنّها لن توصل لنتيجة بكل الأحوال، معتبراً أن جولات الحوار النووي حققت حتى الآن نتيجة جيدة، وهو ما انعكس إيجاباً على كل الأطراف، على حد تعبيره.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن روحاني قوله، إن وجود إرادة سياسية جدية من قبل المتفاوضين، هو الشرط الوحيد للتوصل لنتيجة، والإعلان عن اتفاق نووي نهائي في موعده المحدد مطلع يوليو/تموز المقبل، مضيفاً أن نشاط بلاده خاضع أساساً لرقابة "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، ومؤكداً أن تطوير البرنامج النووي السلمي مستمر.
كما ذكر روحاني خلال لقائه بضيفه المجري، أن الخطر الأبرز الذي يتهدد المنطقة الآن هو الإرهاب، قائلاً إن بعض الأطراف ظنت أن دعم التنظيمات الإرهابية يحقق لها أهدافها في المنطقة، لكن نار الإرهاب باتت تهديداً للكل اليوم. كما أعرب عن أن بلاده ترحب بالتعاون للقضاء على هذا التهديد، كما تشجع الخطوات الأوروبية التي تدعم الوقوف بشكل حقيقي بوجه الإرهاب.
وركز روحاني خلال اللقاء على ما يجري في اليمن أيضاً، مؤكداً أن بلاده ما زالت تدعم خيار الحوار وضرورة إيقاف الحرب هناك.
اقرأ أيضاً خامنئي: لا يمكن الوقوف في وجه إيران
من جهته، قال وزير الخارجية المجري بيتر سييارتو، إن طهران تستطيع لعب دور مؤثر في عدد من قضايا المنطقة، معتبراً أن الوضع في الشرق الأوسط بات مقلقاً، وأن حل أزمة البرنامج النووي الإيراني يستطيع أن يساعد في تحقيق أمن واستقرار المنطقة.
إلى ذلك، عقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مؤتمراً صحافياً مع نظيره المجري أكد فيه أنّ الخلاف النووي اليوم بين إيران والغرب يدور حول آلية الرقابة والتفتيش، إذ نقل إصرار بعض الأطراف على دخول المنشآت العسكرية الإيرانية، قائلاً إن التفتيش يخضع أساساً لقواعد وبنود محددة حتى في البروتوكول الإضافي من معاهدة الحد من الانتشار النووي، مؤكداً أن طهران لن ترضى بأي طلبات غير منطقية.
وقال ظريف، إن بلاده شفافة في التعامل مع الآخرين، ولن تقبل الضغط ولا تحميل وجهات النظر ولا المتطلبات المتزايدة، مشيراً إلى أن الطرف الأميركي يطرح وجهات نظر مختلفة على طاولة الحوار، فطالب بإقرار اتفاق محدد واضح المعالم، وأشار إلى أن زيادة المتطلبات هو ما يؤدي لعدم التوصل لاتفاق كما يعقد التفاوض ويطيل أمده.
وفي ما يتعلق بالتفتيش أيضاً، قال عضو الوفد المفاوض ومساعد وزير الخارجية الإيراني حميد بعيدي نجاد، إن بلاده لن تفتح منشآتها العسكرية أمام طالبي الدخول إليها، معتبراً أن إيران لا يمكن أن توافق على هذا الشرط في هذه الظروف الحساسة.
كما تحدث ظريف عن الأوضاع الإقليمية في مؤتمره الصحافي، فقال إن بلاده تحاور أطرافاً أوروبية حول الوضع في سورية والعراق واليمن، داعياً الأمم المتحدة للتدخل في اليمن، وتشكيل منطقة آمنة هناك، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لليمنيين، منتقداً من جديد عمليات التحالف العربي لضرب مواقع يمنية.
ولفت أيضاً، إلى أن بلاده لا تتدخل ولا تعمل على زعزعة الأوضاع، ولكن سياسة الحكومة الإيرانية الحالية هي مد اليد للآخرين، معتبراً أنّ حرب اليمن تناقض القوانين والأعراف الدولية وتنتهك حقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً: اتهامات لإيران بالوقوف وراء العنف الطائفي بالعراق