انتقدت إيران، اليوم الثلاثاء، تصريحات وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، والذي أبرز اقتناع واشنطن بالوثائق الإسرائيلية، التي كشف عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مبرزة أن هذه التصريحات للطرفين، "متناقضة"، واصفة ما يجري بـ"مسرحية مضحكة ومخجلة".
وعلق وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف على تصريحات نظيره الأميركي، فشكك ظريف في تغريدة على "تويتر"، بمصداقية بومبيو معتبرا أن تصريحاته "متناقضة، إذ أن وزير الخارجية الأميركي أكد في 12 أبريل/نيسان أنه لا ضرورة للقلق من مسألة الانسحاب من الاتفاق، فإيران لم تكن تسعى للسلاح النووي لا قبل الاتفاق ولا بعده، وهو ذاته من يقول اليوم إنه حان الوقت لإعادة النظر في مسألة الثقة بإيران فيما يتعلق بالتخصيب"، حسب تعبير ظريف.
كما رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على الاتهامات الأخيرة التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي لطهران فيما يتعلق بتطويرها جانبا عسكريا في برنامجها النووي، فوصف قاسمي عرض نتنياهو بـ"المسرحية المضحكة والمخجلة"، معتبرا أن اتهاماته "كاذبة ولا أساس لها من الصحة".
وأضاف قاسمي أن نتنياهو "يروج لمعلومات غير صحيحة لا قيمة لها وبطريقة استعراضية مكررة"، معتبرا أن "الكيان الصهيوني يرتكب جرائم كبيرة، وعليه أن يعلم أن المجتمع الدولي قادر على التمييز بين الحقيقة والخداع".
وفي ذات السياق، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "عرض نتنياهو طفولي يدعو للاستهزاء، وهي ليست المرة الأولى التي يقوم بها بخطوة من هذا النوع، وهو ما فعلته جماعة مجاهدي خلق المعارضة في وقت سابق أيضا".
وفي تصريحات نقلها موقع قناة العالم الإيرانية، أضاف عراقجي أن نتنياهو يستخدم وثائق مزورة، قائلا "من المضحك القول إن لدى إيران مستندات موجودة في مخزن في طهران تثبت وجود أبعاد سرية لنشاطها النووي، فكيف يمكن لإيران أن تخبئ وثائق بهذا الحجم وهذه الأهمية في مخزن مهجور".
ورأى عراقجي أن إسرائيل "تسببت بإثارة شكوك غير مبررة في سنوات سابقة، لكن إيران تعاونت مع المجتمع الدولي لتبديدها، وكانت النتيجة الوصول للاتفاق النووي بتأكيد دولي على التزامها بتعهداتها"، معتبرا أن توقيت اتهامات نتنياهو يتزامن واقتراب موعد الإعلان عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتبط بالانسحاب من الاتفاق، وهو ما يعني أنها مجرد مسرحية متعمدة.
وأضاف "إيران مستعدة لكل السيناريوهات، فمن الواضح كم أن أميركا وإسرائيل والسعودية قلقة من اتفاقها النووي".
من جانبه، قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن "الصواريخ الإيرانية ثروة دفاعية ترفع مستوى قوة الردع ولن تتخلى عنها طهران"، مؤكدا أن القوات المسلحة ملتزمة بالمواثيق الدولية، وأسلحتها لا تخالفها، معتبرا أن مطلب بعض الأطراف المتعلق بتخلي إيران عن سلاحها "ضرب من الخيال وغير معقول"، على حد وصفه.
ونقلت وكالة فارس عن سلامي قوله كذلك إن لدى أميركا استراتيجية خاصة في الشرق الأوسط والمنطقة الخليجية، فتعمل واشنطن على إيجاد خلل في توازن القوى، لتبقى أكثر تأثيرا من الدول العربية، وهو ما يمنحها مبررا للحضور في المنطقة، قائلا إن "الولايات المتحدة ترى في إيران تهديدا لها، وتتهمها بدعم الإرهاب، بينما واشنطن هي الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية"، كما اتهمها بمحاولة ترهيب العرب من إيران وهو ما سيبرر بقاءها في الإقليم، مؤكدا أن "إيران لا تشكل تهديدا لأي طرف ولا تريد احتلال أي مكان".
أما رئيس مكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف فاعتبر أنه ليس لدى أي طرف القدرة على شن هجوم ضد بلاده، مبررا ذلك بامتلاكها لقدرة عسكرية مطورة محليا.
وكان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف قد وصف نتنياهو بـ"الراعي الكذاب"، في تغريدة له على تويتر، قائلا إنه لا يستطيع التوقف عن الكذب، فلم يتعظ من رسوماته التي عرضها أمام الأمم المتحدة، واصفا اتهاماته بالادعاءات القديمة، التي تصدت لها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكان نتنياهو قد اتهم إيران بنقل مواقعها النووية في العام الماضي لتخفي ما فيها من وثائق في مكان يقع جنوبي طهران، واتهمها بالحصول على كمية كبيرة من المواد النووية، فتصنع سلاحا نوويا ستضعه على صواريخها الباليستية القادرة على الوصول لتل أبيب والرياض وحتى موسكو، مؤكدا أن إسرائيل حصلت على أرشيف نووي إيراني.