27 سبتمبر 2018
إيران ترامب
ماذا سيفعل ترامب بإيران؟ كل المؤشرات تقول إنه يصعِّد ضد النظام الإيراني، بالضبط كما قال في أثناء معركته الانتخابية. ولقد جرى اعتبار أنها الراعي الأكبر للإرهاب، وجرى تهديدها على دورها في اليمن، حيث بات الحوثيون أداة إيرانية. ليبدو أنه يقلب السياسة الأميركية بعد سنوات ثمان من سياسةٍ ديمقراطيةٍ، كانت تشير إلى ميل أميركي شديد للتحالف مع إيران، وهو الأمر الذي أفضى إلى توقيع الاتفاق النووي الذي جرى اعتبار أنه يخدم إيران.
إذا كانت سياسة بوش الابن تقوم على "تقويض" النظام الإيراني، في سياق سياسة أميركا التي كانت تقوم على الهيمنة على العالم بالقوة، فقد أفضت الأزمة المالية سنة 2008، والتي أتت بباراك أوباما رئيساً نتيجة سياسته "الانكفائية"، والميل إلى إعطاء أولوية للوضع الاقتصادي المتدهور، إلى سياسة تفرض تغيير كلية المنظور الأميركي، والإستراتيجية الأميركية التي كان في محورها اعتبار الصين الخطر المركزي. لهذا، قامت سياسة أوباما على مبدأ "حصار الصين"، وهو الأمر الذي فرض ضرورة التحالف مع روسيا ومع إيران، لإكمال طوق الحصار. وعلى الرغم من أن "التقارب" مع كليهما لم يكن سهلاً، ومرّ بأزمات عويصة، إلا أن المسار العام ظلّ يقوم على التفاهم مع روسيا والتقارب مع إيران.
ولا شك في أن شعور إيران بضعف الوضع الأميركي كان يدفعها إلى محاولة الحصول على أقصى ما يمكن من التنازلات التي ربما كان الاتفاق النووي أهمها. كانت العنجهية الإيرانية عاليةً بما يكفي، والمسؤولون فيها يعلنون سيطرتهم على أربع عواصم عربية، ويؤكدون تدخلهم العسكري المباشر في أكثر من بلد.
الآن، يأتي ترامب بسياسة جديدة، يمكن القول إنها متشدّدة وهجومية، على الرغم من أن الصين ما زالت الخطر الممكن، وتبقى سياسة حصارها قائمة. وربما كان الأمر يتعلق الآن بتغيير النظام بدل التحالف معه، لكي يؤتى بنظام "موالٍ". هل هذا هو ما يعمل عليه ترامب؟ لم يكن موقف أوباما الميّال إلى التحالف مع إيران قائماً على القبول برؤيتها، ولا بالسماح لها أن تسيطر على "الشرق الأوسط"، خصوصاً على العراق الذي هو جزء من الخليج العربي الذي هو جزء من الأمن القومي الأميركي، حسب مبدأ كارتر لسنة 1980. ولا كان داعماً وجودها في سورية، حيث باعها لروسيا منذ بداية سنة 2012، وربما لاعب السعودية في اليمن من خلال "موقف ملتبس" من الحوثيين. فقد أراد تقليص نفوذ إيران في العواصم الأربع، وخصوصاً تهميش دورها في العراق، لأن البلد يجب أن يبقى تحت السيطرة الأميركية. ذلك كله مقابل التحالف معها، وأولاً فكّ الحصار الاقتصادي عليها، وتسهيل حصولها على أموال النفط، بعد أن اعتقد أنها يمكن أن تكون حليفاً يضمن حصار الصين، ويمنع وصولها إلى النفط.
لهذا، يبدو الخلاف هنا خلافاً في "التكتيك"، حيث هناك أولوية في ضمّ إيران للتحالف الأميركي، وربما بعد تعثّر سياسة أوباما الإيرانية، أو نتيجة الإحساس بتعنّتها، كان ليس من بدٍّ في الانتقال إلى الصدام معها. فأميركا تريد إيران، لكنها تريدها ضمن حدودٍ "معقولة"، لكن إيران التي تشعر بتراجع الدور الأميركي تريد ما هو "غير معقول"، تريد أكثر مما تسمح لها حدود المصالح الأميركية.
لقد بدأ أوباما الحرب ضد "داعش" في العراق، من أجل أن يعيد تثبيت وجود أميركا العسكري هناك، كما كان مقرّراً بعد الاحتلال. ولهذا، كانت "داعش" المشجب الذي جرى استغلاله من أجل ذلك. ويظهر ترامب الآن أكثر تشدّداً مع النظام العراقي، وربما يسعى إلى الضغط من أجل فرض نظام موالٍ تماماً، بدل موالاة إيران. لكن الأخطر من ذلك هو الاندفاع إلى حربٍ ضد إيران، فيبدو أن أميركا باتت معنية بتغيير النظام هناك، لكي تضمن استقرار الخليج، وحصار الصين.
إذا كانت سياسة بوش الابن تقوم على "تقويض" النظام الإيراني، في سياق سياسة أميركا التي كانت تقوم على الهيمنة على العالم بالقوة، فقد أفضت الأزمة المالية سنة 2008، والتي أتت بباراك أوباما رئيساً نتيجة سياسته "الانكفائية"، والميل إلى إعطاء أولوية للوضع الاقتصادي المتدهور، إلى سياسة تفرض تغيير كلية المنظور الأميركي، والإستراتيجية الأميركية التي كان في محورها اعتبار الصين الخطر المركزي. لهذا، قامت سياسة أوباما على مبدأ "حصار الصين"، وهو الأمر الذي فرض ضرورة التحالف مع روسيا ومع إيران، لإكمال طوق الحصار. وعلى الرغم من أن "التقارب" مع كليهما لم يكن سهلاً، ومرّ بأزمات عويصة، إلا أن المسار العام ظلّ يقوم على التفاهم مع روسيا والتقارب مع إيران.
ولا شك في أن شعور إيران بضعف الوضع الأميركي كان يدفعها إلى محاولة الحصول على أقصى ما يمكن من التنازلات التي ربما كان الاتفاق النووي أهمها. كانت العنجهية الإيرانية عاليةً بما يكفي، والمسؤولون فيها يعلنون سيطرتهم على أربع عواصم عربية، ويؤكدون تدخلهم العسكري المباشر في أكثر من بلد.
الآن، يأتي ترامب بسياسة جديدة، يمكن القول إنها متشدّدة وهجومية، على الرغم من أن الصين ما زالت الخطر الممكن، وتبقى سياسة حصارها قائمة. وربما كان الأمر يتعلق الآن بتغيير النظام بدل التحالف معه، لكي يؤتى بنظام "موالٍ". هل هذا هو ما يعمل عليه ترامب؟ لم يكن موقف أوباما الميّال إلى التحالف مع إيران قائماً على القبول برؤيتها، ولا بالسماح لها أن تسيطر على "الشرق الأوسط"، خصوصاً على العراق الذي هو جزء من الخليج العربي الذي هو جزء من الأمن القومي الأميركي، حسب مبدأ كارتر لسنة 1980. ولا كان داعماً وجودها في سورية، حيث باعها لروسيا منذ بداية سنة 2012، وربما لاعب السعودية في اليمن من خلال "موقف ملتبس" من الحوثيين. فقد أراد تقليص نفوذ إيران في العواصم الأربع، وخصوصاً تهميش دورها في العراق، لأن البلد يجب أن يبقى تحت السيطرة الأميركية. ذلك كله مقابل التحالف معها، وأولاً فكّ الحصار الاقتصادي عليها، وتسهيل حصولها على أموال النفط، بعد أن اعتقد أنها يمكن أن تكون حليفاً يضمن حصار الصين، ويمنع وصولها إلى النفط.
لهذا، يبدو الخلاف هنا خلافاً في "التكتيك"، حيث هناك أولوية في ضمّ إيران للتحالف الأميركي، وربما بعد تعثّر سياسة أوباما الإيرانية، أو نتيجة الإحساس بتعنّتها، كان ليس من بدٍّ في الانتقال إلى الصدام معها. فأميركا تريد إيران، لكنها تريدها ضمن حدودٍ "معقولة"، لكن إيران التي تشعر بتراجع الدور الأميركي تريد ما هو "غير معقول"، تريد أكثر مما تسمح لها حدود المصالح الأميركية.
لقد بدأ أوباما الحرب ضد "داعش" في العراق، من أجل أن يعيد تثبيت وجود أميركا العسكري هناك، كما كان مقرّراً بعد الاحتلال. ولهذا، كانت "داعش" المشجب الذي جرى استغلاله من أجل ذلك. ويظهر ترامب الآن أكثر تشدّداً مع النظام العراقي، وربما يسعى إلى الضغط من أجل فرض نظام موالٍ تماماً، بدل موالاة إيران. لكن الأخطر من ذلك هو الاندفاع إلى حربٍ ضد إيران، فيبدو أن أميركا باتت معنية بتغيير النظام هناك، لكي تضمن استقرار الخليج، وحصار الصين.