إيران: العقوبات الأميركية ستدمر استقرار السوق النفطية

29 ابريل 2019
إيران تؤكد صعوبة تعويض غيابها عن أسواق النفط(فرانس برس)
+ الخط -
قال مسؤول إيراني كبير اليوم الإثنين إن العقوبات الأميركية على قطاع النفط الإيراني ستدمر استقرار أسواق الخام العالمية

وقال أمير حسين زماني نيا نائب وزير النفط الإيراني في تقرير نقله الموقع الإخباري للوزارة (شانا) إن "تلك العقوبات مثال على رد فعل أميركا المتنمر على تغيير توازن القوى في العالم"، مضيفاً أن العقوبات الأميركية تجعل الحياة أكثر صعوبة على المواطنين الإيرانيين، لكن إيران ستتجاوزها.

وأكد زماني نيا أن الدول الأخرى لن تستطيع أن تحل محل إيران في سوق النفط، متابعاً أن "الفكرة التي تتمثل في أن بعض الدول تستطيع سد نقص النفط الإيراني في السوق غير صحيحة من عدة أوجه، بما في ذلك النواحي الفنية والسياسية".

شح الخام الثقيل والمتوسط
ويضيف تشديد العقوبات الأميركية المزمع على النفط الإيراني في مايو/ أيار حلقة جديدة لسلسلة كبيرة من العوامل التي تكبح المعروض العالمي من الخام الثقيل والمتوسط، مما يدفع الأسعار للارتفاع بسبب شح الإمدادات ويحدث أزمة بين المشترين والبائعين.

تأتي القيود الجديدة على الصادرات الإيرانية لتضاف إلى حظر سابق فرضته واشنطن على الخام الفنزويلي ومعوقات في الإنتاج بأنغولا وهي منتج كبير آخر للخام الثقيل الذي تستخرج منه منتجات مكررة عالية الربحية مثل وقود الطائرات.

ويقول مسؤولون أميركيون إن إجمالي إمدادات النفط العالمية سيظل وفيراً رغم العقوبات، لا سيما في ضوء الزيادة الكبيرة في النفط الصخري الأميركي. لكن جانباً كبيراً من الإنتاج الوفير، والذي تقوده الولايات المتحدة والسعودية وروسيا، يتركز في الخامات الخفيفة.

وقالت مصادر إن شركة تسويق النفط العراقية (سومو) باعت هذا الشهر مليوني برميل من خام البصرة الثقيل إلى يونيبك الصينية بعلاوة تزيد على دولارين فوق سعر البيع الرسمي، وهو أعلى مستوى خلال أشهر.

وتسعى شركات التكرير أيضاً إلى شراء مزيد من الخام الثقيل منخفض الكبريت لإنتاج زيت الوقود منخفض الكبريت، قبيل تطبيق القواعد التنظيمية الجديدة لانبعاثات السفن في العام القادم.

وقال متعاملون إن الأسعار المعروضة لعدة أصناف من الخام الأنغولي، وهو بديل قريب من الخامين الإيراني والفنزويلي، بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وتردد أن شركة النفط الحكومية سون انجول باعت شحنة من الخام داليا، أحد خاماتها الثقيلة، خلال الأسبوع الماضي مقابل دولارين للبرميل فوق خام برنت المؤرخ، بزيادة سبعة دولارات عن مستواه قبل عامين. وعادة ما يتم تداول الخام بخصم قدره دولار واحد أو أكثر.

وفي حين يتأهب بعض العملاء للشراء بأسعار مرتفعة، يحجم آخرون عن الشراء. وقال مشتر محتمل "نقاومها قدر المستطاع".

تحذيرات بومبيو
من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الإثنين الدول والشركات من أنها سترتكب خطأ باهظاً إذا انتهكت العقوبات الأميركية باستيراد النفط الإيراني بعد يوم الأربعاء، الذي تنتهي فيه الإعفاءات الممنوحة لثمانية مستوردين.

وقال بومبيو إن الولايات المتحدة عكفت على إيجاد إمدادات نفط بديلة لتضمن توافر كميات كافية في سوق النفط العالمية مع انخفاض مشتريات النفط من إيران.


وأضاف "نحن على قناعة بأننا قادرون على ضمان تلقي السوق إمدادات كافية. نواصل العمل على ذلك. بالنسبة للشركات التي ستنتهك العقوبات... سنلاحقها وسنضمن محاسبتها على الانتهاكات التي ارتكبتها".

وبموجب قانون العقوبات الأميركي، يمكن منح مهلة لمستوردي النفط الإيراني ومن بينهم الصين والهند وتركيا قبل خفض مشترياتهم من النفط إلى الصفر، بما في ذلك إعفاء قصير الأمد، وأي إجراءات للإنهاء التدريجي ستكون مختلفة عن الإعفاءات البالغة مدتها 180 يوماً التي منحتها إدارة ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني للصين وسبعة مستوردين آخرين مقابل تقليص مشترياتهم من النفط الإيراني بشكل كبير، والتي سينتهي سريانها في مايو/ أيار.


(رويترز، العربي الجديد)
المساهمون