إنهم يكتبونني

04 يناير 2015

طريق ...

+ الخط -

ـ "أشكّ فيمن أحب أكثر: أولئك الذين يقاومون، أو أولئك الذين يستسلمون؟ أعلم أنهم واحد، وأنهم هم أنفسهم. ثمة أمر أكيد، هو أن الله لا يريدنا أن نأتي إليه أبرياء، علينا أن نعرف الخطيئة والشر، أن نَضِلّ عن السبي، أن نتيه، أن نكون جريئين ومستميتين، علينا أن نقاوم، ما دمنا قادرين على المقاومة، حتى يكون استسلامنا كاملاً وقانطاً. امتيازنا، كأرواح حرة، أن ننتخب الله، مفتوحي العيون، متدفقي الأفئدة، برغبة أعظم من كل الرغبات، البريء! ليس عند الله من فائدة له، إنه الشخص الذي "يلعب بالفردوس إلى الأبد"، إن امتياز الإنسان هو أن يكون أكثر وعياً، أكثر إفعاماً بالمعرفة، أكثر إثقالاً بالذنب. ليس من أحد بلا ذنب، ومهما كانت درجة المرء، فإنه يواجه مسؤوليات جديدة، وخطايا جديدة، إن الله، بتحطيمه براءة الإنسان، يحوله إلى حليف قوي، لقد منحه قوة الاختيار من خلال العقل والإرادة، والإنسان في حكمته، يختار الله دائماً".
هنري ميللر من كتاب (رامبو وزمن القتلة)، ترجمة سعدي يوسف. 
ـ "لا أعرف متى بدأ هذا كله، كل ما يقال عن رؤية حياتك تومض أمام عينيك بينما تغفو، كأنما الرعب، أو فعل الغرق نفسه، يمكنه إيقاف الزمن، وتكثيفه على هذا النحو، واستحضار سني حياتك في لحظاتك الأخيرة البائسة... يرغب الناجون في جعلنا نصدق أن ثمة روعة ما هنا، بعض الحقيقة الصاعقة التي تخترق الماء، ضوء مطلق يسبق انطفاء جميع الأضواء، يسطع هائلاً في وجهك. لكن، إذا كان ثمّة ما سيومض أمام عينيك، بينما تغرق، فسيكون سمكةً على الأرجح، لطخة سريعة من الفضي الملوي تبتعد، لا علاقة لها بحياتك أو موتك، سيجرفك التيار، أو ستبتلعك البحيرة، بينما تغرق نحو فوضى القاع المعشوشبة، تاركاً وراءك شيئاً قد نسيته أصلاً: سطح الماء الذي الآن تجتاحه الغيوم الراحلة".
الشاعر الأميركي بيلي كولينز من ديوان (إوزة الشتاء تنبح في السماء)، ترجمة سامر أبو هواش.
ـ "يستحق الأمر أن تعيش طويلاً كفاية، لتتجاوز كل إحساس بالأسى قد تكون عشته، وهذا سبب آخر لكي تعتني بصحتك".
مارلين روبنسون من رواية (جلعاد)
ـ "عبثاً يصرخ أساتذة اليأس، فهم لن يجعلوا الحياة أبداً معاناة خالصة، ولكي نعاين مدى فداحة فرضيتهم هذه، يكفي أن يخرج المرء من بيته قليلاً، أن يسافر قليلاً، أن يفتح عينيه، فليذهبوا ليتحدثوا عن العدم إلى المعتاشين على القمامة في القاهرة، إلى الشباب الذين يتعلمون دروساً في كتابة السيناريو في أواغادوغو، إلى راقصات الهند الجميلات، إلى الصيادين في مارسيليا، إلى عازفي الكمان في أوركسترا شيكاغو الفيلهارمونية، إلى العائلات التي تتنزه بين القبور في مكسيكو، إلى بائعي الخضراوات في بكين، سيهزأون بكم، فلديهم ما يفعلونه خيراً من الاستماع إلى ندبكم، وهم يفعلون. إنها لا تعد ولا تحصى الظواهر التي تثبت فشل نظريات عشاق السواد. إن العدم، وإن بدا ذا سلطة مطلقة ولا نهائية على نحو مرعب، هو، في الحقيقة، شيء ضئيل وضيّق، بل سأقول ما هو أكثر: إن الحياة البشرية جديرة بأحكام أقل تسطيحاً من ثنائية: أمل /يأس، فهي في آن معاً، رائعة ومرعبة، مسلية وفظيعة، نبيلة وبذيئة، خير وشر، إنها معقّدة. وبالتالي، يتعذر توقعها، وهذا يجعلها مثيرةً للشغف، هذا هو شرط تفكيرنا والنبع الوحيد لضوئنا. الحياة ليست عبثية، ولا غير عبثية، إنها كائنة، وهي ما يصنعه الناس بها".
نانسي هيوستن من كتابها (أساتذة اليأس) 
ـ "على رغم خطورة ما يحدث أو بسببه أو بمعزل عنه ـ من يدري؟ـ بات من النادر العثور على شخص، على عقل، يملك نظرة متكاملة لما يحدث. إنه لأمر مأساوي، على رغم كل المعطيات المتوافرة المنتشرة في الوسائل الإعلامية على اختلاف أشكالها، ومباشرة بين الناس، يصعب إيجاد الشخص الذي يستطيع تكوين "نظرة متكاملة" لما يجري. هذه الضبابية المخيفة في النفوس، هذه الفوضى العقلية والشعورية، فوضى الرغبات والنزعات، التي يتعامل بها الناس مع مصيرهم ومآل حريتهم، هي نفسها التي يشوهون بها الطبيعة والمشاهد المحيطة بهم، تشويهاً نهائياً لا عودة عنه. وفي الحالتين، لا يعون ما يفعلون.. إن وطني شيئان: جمال الطبيعة والحرية، فإذا فُقدا، لا يعود لي وطن".
الروائي اللبناني أنطوان الدويهي من رواية (حامل الوردة الأرجوانية)

 

دلالات
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.