إنهم يكتبونني

29 يوليو 2015
+ الخط -
"لأول مرة يتساءل عما فات وعما هو آت، ويتذكر الأموات، ويتذكر الأولياء الذين عُمّروا ألف عام، والخراب الذي يعبث بالأقوياء، وأن الغدر ليس وقفا على ضعف النفس والرجال... وأن البيت يُجدّد، والخرابة تُعمّر لا الإنسان، وأن الطرب طلاء قصير الأجل فوق موال الفراق. وطوّق رأسه باللاسة وسألها: أتدرين ما هو الدعاء؟ ولما لم تجبه قال: أن يسبق الأجل خور الرجال".

نجيب محفوظ من (ملحمة الحرافيش)

ـ "إذا صِحتَ: إلى الأمام، فاشرح بوضوح تام الاتجاه الذي ينبغي أن ينتهجه المرء، ألا ترى معي أنك ما لم تحدد الاتجاه، ثم أطلقت هذه العبارة النارية ليسمعها في نفس اللحظة راهب وثوري، فسوف يسلك كل منهما اتجاها مغايرا تماما للآخر"

أنطون تشيكوف من (دفاتر سارية) ترجمة جولان حاجي

ـ "حتى متى لا نرى عدلاً نُسرّ به.. ولا نرى لولاة الحق أعوانا.. مستمسكين بحقٍ قائمين به.. إذا تلوّن أهل الجور ألوانا.. يا للرجاء لداء لا دواء له.. وقائدٍ ذي عمى يقتاد عميانا"

سليم بن يزيد العدوي

ـ "لحسن الحظ أنه توجد كلمات لكل شيء، لحسن الحظ أنه توجد كلمات ستقول دائما إن من يعطي يجب عليه أن يعطي بكلتا يديه، بحيث لا يحتفظ بشيء يخص شخصا آخر شرعا، مثلما أن اللطف يجب ألا يخجل من كونه لطفا، كذلك فإن العدل ينبغي ألا ينسى أنه قبل كل شيء، هو إعادة ملك إلى مالكه، إعادة الحق إلى صاحبه، كلمات كلها تبدأ بالحق الأساسي في العيش بكرامة، لو طلب مني أن أضع الإحسان واللطف والعدل، وفق ترتيب الأسبقية، لأعطيت المكان الأول للطف والثاني للعدل والثالث للإحسان، لأن اللطف يوزع العدل من تلقاء ذاته، ولأن منظومة العدل المنصفة تحتوي بداخلها ما يكفي من الإحسان، فالإحسان هو ما يتبقى عندما لا يوجد اللطف ولا العدل"

خوزيه ساراماجو من (المفكرة) ترجمة عدنان حسن

ـ "لم يتم إلغاء العبودية قط، بل توسعت لتشمل جميع الألوان"

تشارلز بوكوفسكي

ـ "لا يؤمننك شر الجاهل قرابة ولا جوار ولا إِلف، فإن أخوف ما يكون الإنسان لحرق النار أقرب ما يكون منها، وكذلك الجاهل إن جاورك أنصبك، وإن ناسبك جنى عليك، وإن ألفك حمَل عليك ما لا تطيق، وإن عاشرك آذاك وأخافك"

عبد الله بن المقفع من (الأدب الصغير)

ـ "إن الظلم مخرّب للعمران، وإن عائدة الخراب في العمران على الدولة بالفساد والانتقاض"

ابن خلدون في (المقدمة)

ـ "قصيدتي بالنسبة لي أهم شيء في الدنيا، إذا قلت غير هذا الكلام فسأكون دجالا ومهرجا، على شاكلة أنا أكتب من أجل الشعب ومن أجل الوطن، هذا كلام فارغ، أنا أكتب بالدرجة الأولى من أجلي ومن أجل سيكولوجيتي، من أجل أن أحافظ على عقلي وعلى توازني، أكتب لكي لا أُجنّ ولكي لا أنتحر. لا أحب جملا مثل "أفنى عمره في خدمة القصيدة"، أنا أفنيت عمري في خدمة القصيدة، ويبدو أن هذه القصيدة هامة للشعب والوطن، لكن: القصيدة أولا، ومن دون هذا، أشك في أن ينجح أديب أو شاعر أو فنان إذا لم يكن يملك ما أسميه أنا شيئا من الرهبنة، الراهب أو الراهبة يسلمان نفسيهما لله، الشاعر يجب أن يسلم نفسه للقصيدة... لا تؤاخذوني، ولكن الشاعر الذي لا يتعامل مع قصيدته على أنها أهم شيء في الكون أشك في صدقه، بصراحة، من يقول لي إن الوطن أهم من قصيدتي أقول له بارك الله فيك، لكني لا أصدق ذلك، وهذا قد يساء فهمه، ولكنه قد يُفهم أيضا. قد يُساء فهمه باعتباره نوعا من الأنانية أو الغرور، ولكن أبدا: أقولها بمنتهى التواضع والصدق والعفوية، ولدي إضافة: لو لم أكن هكذا لما احتضن الجمهور قصيدتي، وما أحبها، وأعتقد أن سر العلاقة الاستثنائية يكمن في هذا الإحساس: القصيدة أولا، القصيدة أولا، الوطن هناك من يقاتل من أجله ويحرره، والأسرة تعمل وتعيش، لكن القصيدة كائن خاص جدا، وإذا لم تتعامل معه بهذا التكريس وهذه الرهبنة الكاملة والمطلقة، فإنك تخون القصيدة، وتخون نفسك في نفس الوقت"

سميح القاسم من حوار مع مجلة الكرمل عدد ربيع ـ صيف 2012


اقرأ أيضا: هل سكان الفضاء مسلمون؟

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.