إنهم يكتبونني

24 مارس 2015

صلاح جاهين: القاهرة في اكتئاب والأُنس عنها غاب..

+ الخط -

ـ "وأنا، أيضاً، أرغب بأن أموت من أجل هذه البلاد، نعم من أجل هذه البلاد، من أجل الجبال والأنهار، من أجل الأرض والناس. نعم، من أجل البلاد. لكن، ليس من أجل الرئيس، ليس من أجل جنرالات البر والبحر، ليس من أجل الصناعيين ورجال البنوك الذين يريدون هذه الحرب. هؤلاء ليسوا بلادنا، لا يهمهم، أبداً، إن متّم أو عشتم أيها الشباب، ما هي الوطنية يا أصدقائي؟ هل هي محبة الحكومة؟ لا، إنها محبة البلاد، محبة أقرانكم من الرجال والنساء، وقد تستدعي تلك المحبة، تلك الوطنية، معارضة الحكومة... أقول لكم، أيها الشباب في كل مكان: ارفضوا الموت، ارفضوا القتل، إن كان لكم عقلكم، وإن كانت لكم إرادتكم، إن كنتم لا تريدون أن تكونوا عبيداً للسلطة، إن كنتم مؤمنين بالديمقراطية وبالحرية وبالسلام لكل البشر، ارفضوا، ارفضوا"
المؤرخ هاوارد زن من مسرحيته (إيمّا) عن المناضلة إيمّا غولدمان 
ـ "كيف يستطيع المرء أن يعرف بهاء شبابه وامتلاءه، إن كانت طاقاته مستهلكة في مكافحة أخطاء الآباء والأسلاف، وزيفهم؟ أعلى الشباب أن يهدر قوته في الفكاك من قبضة الموت؟ هل رسالة الشباب مقتصرة على التمرد والتدمير والاغتيال؟ ألا يُقدّم الشباب إلا للتضحية؟ ماذا عن أحلام الشباب؟ أمُقدّرٌ أن يُنظر إليها دوماً كحماقات؟ أتظل مسكونة بالسعالي وحدها؟ الأحلام هي براعم المخيلة وأغصانها الأولى، ولها الحق في أن تعيش حياة طاهرة أيضا. اخنقوا أو شوهوا أحلام الشباب، تُحطِّموا المبدع، وحيث لا شباب حقيقياً، فلا رجولة حقيقية...اليوم، كما هو الأمر بالأمس، لا يجد الشاب الذي يريد أن يعيش حياته الخاصة مكاناً يتوجه إليه، ومكاناً يحيا فيه شبابه، إلا إذا ارتد إلى شرنقته، وأغلق كل المنافذ ودفن نفسه حيّا".
هنري ميللر من كتابه الجميل (رامبو وزمن القتلة)، ترجمة سعدي يوسف
ـ "قال هيجل في تفكيره حول الهزل إن الدعابة الحقيقية لا يمكن تصورها من دون روح دعابة لا نهائية، اصغ جيدا، هذا ما قاله حرفيا: "روح دعابة لا نهائية"، وليس التهكم ولا الهجاء ولا السخرية، ومن أعالي روح الدعابة اللانهائية فقط، يمكنك أن تراقب تحتك غباوة الناس الأبدية، وتضحك منها".
ميلان كونديرا من رواية (حفلة التفاهة) ـ ترجمة معن عاقل
ـ "لا أحب أن أمثّل أحدا، ولا أستطيع أن أمثّل غير الزحام الذي يزدحم في نفسي، في فوضاه، وفي تناقضاته، حتى نفسي لا أدعي تمثيلها بقدر ما هي متحركة... من الضروري أن تعرفي، من دون أن تعترفي، أن الشاعر، وهو يكتب، لا يكتب لأحد أو إلى أحد، إن لا وعيه يُملي عليه، بحرية مطلقة، ما يختزنه من وعي. ليس هناك من صوت للجماعة، إلا إذا وجدت الجماعة صوتها الجماعي في صوت الفرد، إن ذلك التلاقي يتم بعد عملية الكتابة، فماذا يفعل الشاعر، حين يجد الناس في صوته الفردي مرايا صوتهم الجماعي؟ هل يحتج عليهم أم يحتفل؟ إني أحتفل حين أرى أن مجانيتي تحولت إلى ضرورة".
محمود درويش من حواره مع الصحفية اللبنانية، إيفانا مرشيليان، المنشور في كتابها (أنا الموقع أدناه)
ـ "قَدِّم روايتك للوقائع. أمر القاضي. وبيدين على ملامس الآلة الكاتبة، دوّن كاتب المحكمة أقوال المتهم، المعروف بلقب "البرغي" المقيم في مدينة ميلو، الراشد، الوضع الاجتماعي عازب، والمهنة عاطل عن العمل. المتهم لم ينكر مسؤوليته عن الجناية المنسوبة إليه. أجل، فهو قد خنق دجاجة ليست ملكا له، وقال متعللا: اضطررت إلى قتلها، فمنذ زمن وبطني الخاوي يصفر. ثم أضاف: لقد فعلت ذلك دفاعا عن النفس يا سيدي القاضي".  
إدواردو غاليانو من كتاب (أفواه الزمن)، ترجمة صالح علماني
ـ "القاهرة في اكتئاب والأُنس عنها غاب.. من عتمة تدخل لعتمة كإنها ف سرداب.. أو قرية مرمي عليها ضلّ هجّانة.. الحظر في المغربية بأمر مولانا.. ومصر في الليل بتولد والبوليس ع الباب..صبية ولّادة يابا ولحمها جلّاب.. طلع الصباح زغرطت في السكة فرحانة.. على كتفها مولودتها لسّه عريانة.. وف لحظة كانت جميع الدنيا دريانة.. على اسم مصر".
أبونا صلاح جاهين في مقطع من قصيدته (على اسم مصر)

 

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.