أعلنت السلطات الألمانية أن الشرطة ضبطت شاحنة فيها 19 لاجئا عالقين داخلها بينهم خمسة أطفال، مركونة في منطقة استراحة على الطريق السريع في بافاريا أمس الأحد.
وأوضحت أن اللاجئين داخل الشاحنة لم تتوفر لهم على مدى ساعات أية تدفئة، مشيرة إلى أن حرارة الطقس الخارجية تقارب 20 درجة تحت الصفر.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن المتحدث باسم الشرطة، راينر شاراف قوله: "كانت الشاحنة قادمة من إيطاليا وليس في حوزة هؤلاء المهاجرين أية أوراق ثبوتية"، لكن الشرطة تفترض أنهم من سورية والعراق وإيران. وبحسب ما تسرب من أقوال هؤلاء المهاجرين للشرطة فإنهم دفعوا للمهربين مبالغ تتراوح بين 500 و800 يورو للوصول إلى ألمانيا وتقديم اللجوء فيها.
كما أشاروا إلى أن "عطلا في محرك السيارة أوقفها تماما بالقرب من رانينبورغ (في منطقة بافاريا جنوب ألمانيا)، وبعد بضع ساعات تركها سائقها واختفى" وفق صحيفة "أوغوسبورغ ألغاماينن".
وأعلنت أمس صحيفة "فيلت أم سونتاغ" الألمانية أن "زيادة ملحوظة تشهدها عمليات تهريب المهاجرين من شمال أفريقيا"، كما ذهبت إلى القول إنه "رغم إغلاق طريق البلقان إلا أن آلاف اللاجئين ما يزالون يتخذونه مسارا للتهريب نحو الشمال". ونقلت عن السلطات الرسمية إحصاءها 100 ألف مهاجر غير شرعي دخلوا تهريبا العام الماضي.
وبحسب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا تشير الصحيفة إلى إعادة "801 شخص من المهاجرين غير الشرعيين من اليونان نحو تركيا بحسب قائمة حصلت عليها الصحيفة من المفوضية الأوروبية".
ووفقا للاتفاق استقبلت ألمانيا 1060 طالب لجوء، تلتها فرنسا التي استقبلت 438، وهولندا 409 أشخاص من سورية.
وسجلت ألمانيا 320 ألف طلب لجوء على أراضيها مع نهاية عام 2016، وهو انخفاض كبير عما كان الأمر عليه في عام 2015. وتأتي هذه الأرقام رغم إغلاق الحدود وتشديد الرقابة وخصوصا على الحدود النمساوية.
ويطالب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، ضمن حملته الانتخابية للعام الحالي، السلطات الألمانية "بإعادة فتح ملفات كل اللاجئين الذين دخلوا ألمانيا، خصوصا بعيد هجوم الشاحنة على سوق الميلاد في برلين الشهر الماضي".
ووفقا لما تنقله "فيلت أم سونتاغ" عن مصادر رسمية فإن "مشكلة تعانيها وكالة حراسة الحدود الأوروبية فرونتيكس في وقف تدفق المهاجرين من شمال أفريقيا، الذي ازدهر مساره في تهريب البشر بدل طريق البلقان".
وتبرز الصحيفة توقيف 12270 مهاجرا غير شرعي شكل المصريون نسبة 16 في المائة منهم، لافتة إلى ازدياد نسبة القادمين من الجزائر بنسبة 260 في المائة، ومن تونس بنسبة 78 في المائة، ومن ليبيا 19 في المائة.
ووفقا لتقرير "فيلت"، ونقلا عن وزارة الداخلية الألمانية، فإن السلطات الألمانية أوقفت العام الماضي 900 شخص بتهمة تهريب البشر.
وتحاول السلطات الألمانية مكافحة تهريب البشر مقابل مبالغ مالية، والمخاطر التي تودي بحياة الباحثين عن الهجرة، خصوصا عبر مسار البحر الأبيض المتوسط. ومن بين الموقوفين 72 من سورية، و70 من بولندا، و57 من العراق والرقم ذاته من ألمانيا، و56 من روسيا.
وتمر عمليات التهريب إلى ألمانيا عبر الحدود النمساوية، كما تبين أن الشاحنة المضبوطة أمس كانت في طريقها من النمسا إلى الداخل الألماني رغم تشديد مراقبة الحدود.
وتعتبر السلطات الألمانية أن أرقام الموقوفين بتهمة تهريب البشر العام الماضي أقل بكثير منها في عام 2015، الذي شهد توقيف 3370 شخصا وجهت لهم تهم الاتجار بتهريب البشر للتكسب المالي، مع ما حمله ذلك من مخاطر على حياة الناس".