تتوجه الأنظار يوماً بعد آخر إلى محاربة تنظيم "داعش" في دير الزور، والتي قد تكون آخر معاقله المأهولة في سورية، لا سيما أنّه يكاد أن يطرد من مدينة الرقة التي شكلت لأكثر من ثلاث سنوات "عاصمته" هناك.
وتتسابق مختلف القوى العسكرية والمسلحة للسيطرة على دير الزور، حيث تتمركز عمليات قوات النظام والمليشيات الإيرانية، و"حزب الله" اللبناني، وبدعم روسي، على محاور السخنة وطريق تدمر- دير الزور وجنوب الرقة.
في المقابل، يتحدّث التحالف الدولي ضدّ "داعش" بقيادة واشنطن، والداعم لفصائل مسلحة معارضة و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عن سعيه لطرد التنظيم من محافظة دير الزور، عبر محور البادية السورية، باتجاه البوكمال الواقعة في ريف الدير الشرقي، ومحور الشدادي بريف الحسكة المجاور لريف دير الزور.
ويعتمد التحالف في جزء من معركته ضد "داعش"، على توجيه الضربات المحددة، واستهداف تجمعات ومقرات للتنظيم عبر عمليات الإنزال الجوي، والتي كان آخرها، أول أمس الأربعاء، بحسب ما تكشف، اليوم الجمعة، مع عودة الإنترنت بعد انقطاع.
وأفاد الناشط الإعلامي عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، بأنّ "راصدين وثقوا عملية إنزال جوي حصلت، أول أمس الأربعاء، حيث قامت مروحيات تابعة لقوات التحالف الدولي بتنفيذ إنزال جوي على ناحية الصور، بعد استهداف مقر لعناصر تنظيم (داعش)، وقتل نحو 50 عنصراً منهم"، لافتاً إلى أنّ "الإنزال استمر لأكثر من 15 دقيقة، ولم تعرف نتائجه حتى اللحظة".
كما أشار هويدي إلى أنّ "طائرات حربية روسية شنّت، اليوم الجمعة، عدة غارات بالصواريخ الارتجاجية، مستهدفة قرية البغيلية غرباً، وغربي الموارد والبانوراما ومحيط اللواء 137 جنوباً، في حين قصفت إلى جانب طائرات النظام الحربية، قريتي الجفرة والمريعية، المتاخمتين لمطار ديرالزور العسكري، بينما قصفت طائرات النظام، الأراضي الزراعية في بلدة حطلة فوقاني بذات الريف الشرقي".
ودارت اشتباكات عنيفة بين تنظيم "داعش" وقوات النظام، في محيط اللواء 137 ومنطقة المقابر، وسط غارات جوية مماثلة وقصف مدفعي عنيف، طاول مناطق الاشتباكات، بحسب الهويدي.
وفي سياق آخر، لفت هويدي إلى أنّ تنظيم "داعش"، ما زال يضيق على الناس في دير الزور بتفاصيل حياتهم اليومية، مبيناً "قيام التنظيم باعتقال أربعة أشخاص مدنيين، بتهم مختلفة كإسبال الإزار وتطريف اللحية، وحكم عليهم بالسجن مدة 15 يوماً، والتعهد باتباع دورة شرعية بعد خروجهم".