كشف مسؤول عسكري عراقي عن موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي، على تنفيذ فرقة المهام الأميركية الخاصة عمليات إنزال جوي في مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، شمال وغرب البلاد، لتحرير رهائن أو استهداف قيادات الصف الأول في التنظيم. ويؤكد المسؤول "وجود 18 معتقلاً من عناصر داعش في قبضة الجيش الأميركي، أمسكهم خلال ثلاث عمليات إنزال سابقة نفذها في شمال العراق".
ويشير ضابط عراقي في قيادة العمليات المشتركة لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "على هامش زيارة لجنة عسكرية لمتابعة الملف الأمني بمحافظة ديالى، شرقي العراق، فإن رئيس الحكومة وافق على عمليات إنزال للقوات الأميركية، بمشاركة القوات العراقية والبشمركة".
ويضيف أن "عمليات الإنزال التي تحقق ثلاث منها حتى الآن في القاطع الشمالي من العراق، أصابت معاقل داعش المحصّنة، وأسهمت في بث القلق في صفوف قادتها، حتى في أكثر المدن التي يعتبرها محصّنة".
وحول سبب تركز عمليات الإنزال الثلاث في الحويجة والرياض وربيعة، بمحافظتي الموصل وكركوك، يقول "إن العمليات تُجرى بوساطة مروحيات الأباتشي، التي لا قدرة لها على التحليق مسافات طويلة خارج المحور الشمالي، مثل غرب العراق في محافظة الأنبار، لكن بالتأكيد ستكون هناك عمليات، وداعش نفسه يخشى ذلك. لذلك أقدم أخيراً على تفجير منازل ومبانٍ في الشريط الحدودي العراقي بين البوكمال والأنبار، خشية مباغتته. وأراد أن تكون المناطق المحيطة بمقرّاته أو ساحات وجوده، مفتوحة لتجنّب عنصر المباغتة".
اقرأ أيضاً: العراق مسرح لـ14 جيشاً أجنبياً... إحصاء بالأرقام والانتشار والتجهيزات
في سياق مواز، وصف رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، القيادي في مليشيا "الحشد الشعبي" حاكم الزاملي، عملية إنزال الحويجة بـ"المشبوهة". ويستغرب في بيان أن "قيام هذه القوات بالتعاون مع الأكراد برفع العلم العراقي في عملياتهم، كأنما هي دلالة على مشروعية عملياتهم". ويلفت إلى أن "هذه المهمة جرت من دون إخطار القوات الأمنية العراقية، الموجودة في المنطقة، ونشكّ بوجود أهداف ونوايا معيّنة للقوات الأميركية في هذه المنطقة". وتعارض قيادات "التحالف الوطني" المقرّب من إيران، اتساع العمليات العسكرية الأميركية في العراق، وترى أن "عمليات الإنزال مقدّمة لما هو أكثر".
ويصف القيادي في "التحالف" رسول الطائي، عملية الإنزال الجوي الأميركية الأخيرة في الرياض (55 كيلومتراً جنوب غرب كركوك)، بأنها لـ"حماية الوثائق وقيادات عصابات داعش الإرهابية". ويذكر الطائي في بيانٍ أن "عملية الإنزال الجوي الأخيرة للقوات الأميركية تأتي لحماية الوثائق والأدلة التي تمتلكها تلك العصابات وارتباطها بالدول". ويضيف أن "العملية ليست الأولى من نوعها، إذ سبقها عملية أخرى للقوات الأميركية في القضاء عينه".
واستغرب الطائي "صمت الحكومة من عمليات لقوات أجنبية على أرض العراق، ما يُعتبر انتهاكاً لسيادة العراق"، مطالباً العبادي بـ"الكشف عن أي اتفاقات مع الأميركيين بهذا الصدد، لكن رئيس الحكومة يلتزم الصمت إزاء عمليات الإنزال".
وقد نفّذت قوة أميركية خاصة، مع عناصر من البشمركة الكردية، عملية إنزال جوية في الحويجة، وتمكنت من إطلاق سراح رهائن وقتل عدد من عناصر التنظيم، في عملية استهدفت سجن تابع لـ"داعش" في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتعود مرة أخرى هذا الشهر، وتنفّذ عمليتي إنزال، الأولى استهدفت موقعا للتنظيم قرب مخازن الحبوب في ناحية ربيعة على الحدود العراقية السورية، أو ما تعرف بمنطقة السايلو، أسفرت عن تدمير موقع للتنظيم وإجباره على الابتعاد عن خط التماس مع البشمركة بنحو ستة كيلومترات. وتمّ تنفيذ عملية الإنزال الثانية بعد أيام في مبنى المعهد الفني التقني في الرياض، بمشاركة قوات التدخل السريع في الجيش العراقي.
وحققت العمليات الثلاث نجاحاً كبيراً وفقاً لمراقبين، على الرغم من مقتل وإصابة أربعة أميركيين، ومقتل وجرح 8 من عناصر البشمركة.
وبذلك تكون العمليات الثلاث بالعراق، وما سبقها من عملية إنزال استهدفت القيادي بتنظيم "داعش" أبو سياف، في دير الزور السورية، في 16 مايو/أيار الماضي، مقدمة لعمليات برية أميركية بغطاء عراقي، يُفسّر على أنه عملية جرٍّ تدريجية للقوات الأميركية إلى الوحل العراقي وقد يكون السوري أيضاً.
اقرأ أيضاً: إغلاق تركيا لمعبر حدودي يزيد متاعب كردستان العراق