وفازت إلهان بالانتخابات التمهيدية، للحزب الديمقراطي، عن ولاية مينيسوتا. وسيضفى فوز إلهان، ذات الأصول الصومالية على الكونغرس، لوناً مختلفاً خاصة أن نسبة النساء في الكونغرس لا تزال عند حدود الـ20 بالمائة ونسبة الأقليات لا تتجاوز الـ19 بالمائة.
ولدت عمر في الصومال، عام 1982، وأمضت أربع سنوات في مخيم للاجئين في كينيا، قبل مجيئها إلى الولايات المتحدة وهي تبلغ 12 عاماً. تعيش في ولاية مينيسوتا، منذ عقدين، وهي أم لثلاثة أبناء. في عام 2016، دخلت التاريخ كأول مشرّعة أميركية من أصل صومالي، عندما انتخبت عضواً بمجلس نواب ولاية مينيسوتا المحلي.
ولعّل فوز عمر يكتسب أهمية أكبر، في وقت عصيب يمرّ به خصوصاً الأميركيون المسلمون، بعدما واجهوا، خلال العامين الماضيين تصاعداً في جرائم الكراهية إثر انتخاب الرئيس دونالد ترامب، وكذلك وسط خطاب متزايد يعزز "الإسلاموفوبيا"، بعد قرار حظر السفر الذي أيّدته المحكمة العليا، على المسافرين من دول ذات أغلبية مسلمة.
تعرف عمر حجم هذه الضغوطات، لا سيما أنّها نفسها تعرّضت لمضايقات مماثلة، عندما واجهت في ديسمبر/كانون الأول 2016، تهديدات من سائق سيارة أجرة كانت تستقلها أثناء زيارة إلى العاصمة واشنطن، ضايقها حينذاك باستخدام لغة "مسيئة" و"معادية للإسلام"، كما قالت.
كتبت عمر وقتها على "فيسبوك": "ركبت سيارة أجرة ثم تعرّضت لسخرية وتهديدات مقيتة ومعادية للإسلام وضد المرأة هي الأسوأ على الإطلاق. سائق سيارة الأجرة ناداني بداعش وهدد بإزالة حجابي عن رأسي. لا يمكنني أن أفهم كيف أصبح الناس يتجرأون على إظهار كراهيتهم تجاه المسلمين".
وفي وقت لاحق، تقدمت بشكوى رسمية، حيث خلص قاض إداري في العاصمة إلى أنّ سائق سيارة الأجرة مذنب بتهم "التمييز" واستخدام "لغة مسيئة".
يُعرف عن عمر انتقادها أيضاً لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، حيث وصفت، في تغريدة، أخيراً"، الاحتلال بأنّه "نظام فصل عنصري إسرائيلي"، في وقت ترد فيه بشدة على اتهامات بمعاداة السامية، وتصف نقدها إسرائيل بأنّه "بعيد عن كراهية اليهود".
على الرغم من أنّها خدمت لفترة واحدة فقط في مجلس النواب المحلي، مع قليل من الإنجازات التشريعية تركّز في الغالب على الأقليات في ولاية مينيسوتا التي تستضيف ثلث الصوماليين الوافدين إلى الولايات المتحدة، (بلغ عددهم 25 ألفاً وفق آخر إحصاءات تعود إلى 2010) إلا أنّ عمر تعتبر فرداً ناشطاً يحظى بدعم الحركات الاجتماعية التي، ورغم توجهاتها المختلفة، تنادي بأهداف واحدة في القضايا الراهنة على الساحة في الولايات المتحدة.
خلال حملتها، ناشدت عمر دعم "الرعاية الطبية للجميع"، وإلغاء هيئة الإنفاذ لشؤون الهجرة والديوان بالولايات المتحدة المسؤولة عن تحقيقات الأمن الداخلي وعمليات الإنفاذ والترحيل للمهاجرين، وطالبت برفع الرسوم الدراسية، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً في الساعة.
هذه الشعارات التي رفعتها عمر، لقيت دعماً من ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز، الشابة (28 عاماً) ذات الأصول اللاتينية، التي فازت بالانتخابات التمهيدية لـ"الحزب الديمقراطي" عن الدائرة الـ14 في ولاية نيويورك، بعدما أطاحت النائب المخضرم في المجلس جو كراولي.
كما لقيت عمر دعماً من قبل حاكم مينيسوتا مارك دايتون، والجماعات الليبرالية.
خلال رحلتها للفوز، انضمت إلهان إلى حملة زميلتها رشيدة طليب قبل أيام من الانتخابات التمهيدية لمينيسوتا. وكتبت حينها على "تويتر"، "لقد بدأنا هذه الحملة لإثبات أنّ الناس مستعدون وراغبون في القتال من أجل أميركا التي تعمل من أجلنا جميعاً. فبالنسبة لكل موظف ومتطوع ومتبرع وناخب، هذا الفوز هو نصر لكم بقدر ما هو نصر لي".
وكانت تحدّثت على المسرح، أمام حشد من المناصرين، بعد الإعلان عن فوزها قائلة: "قبل عامين اجتمع العديد منا لصنع التاريخ بانتخابي إلى مجلس مينيسوتا. وأنا أكثر من متحمسة لأننا نجتمع هنا مرة أخرى لنصنع تاريخاً آخر، لأننا في طريقنا إلى واشنطن!".