إلقاء القبض على دفعة جديدة من السودانيين في طريقهم للقتال بليبيا

19 يوليو 2020
اتهامات لقوات الدعم السريع بدعم عمليات إرسال مقاتلين لليبيا (الأناضول)
+ الخط -

تُحكِم السلطات السودانية هذه الأيام قبضتها على الحدود السودانية الليبية منعاً لتسلل مقاتلين إلى ليبيا، محاولة دحض أي اتهامات ضدها بدعم أي طرف من أطراف الصراع في البلد.

وخلال الأسابيع الماضية، كررت قوات الدعم السريع وجهاز المخابرات الوطني إعلاناتها عن اعتقال أشخاص في طريقهم لليبيا لغرض القتال فيها، وكان آخر تلك الإعلانات الجمعة الماضية باعتقال 160 شخصاً بينهم "سوريان" عند الشريط الحدودي مع ليبيا وهم في طريقهم إليها للعمل كمرتزقة هناك. 

وذكرت قوات الدعم السريع، في بيان لها، أن قوات مشتركة مكونة منها وقوات الشرطة والمخابرات تنتشر  في الشريط الحدودي مع ليبيا ألقت القبض على 160 شخصاً كانوا في طريقهم للعمل كمرتزقة في القتال الدائر بليبيا، دون أن تسمي الأطراف التي يرغبون في الانضمام لها.

 وتعهدت القوات بمواصلة مراقبة الحدود لمنع الانضمام للقتال في ليبيا وكذلك منعاً للهجرة غير الشرعية وجرائم الاتجار بالبشر والحد من نشاط المنظمات الإجرامية التي تحاول أن تنشط في عبور الحدود.  

وسبق للسودان أن أعلن في 28 يونيو/حزيران الماضي، إلقاء القبض على عدد 122 شخصاً متوجهين لليبيا لذات الغرض من بينهم 8 أطفال.

وتجد تلك العمليات السودانية ترحيباً لافتاً من حكومة الوفاق الليبية، التي أصدرت وزارة خارجيتها بياناً في وقت سابق، أشادت فيه بإعلان السودان إيقاف المسلحين الذين كانوا في طريقهم للقتال في ليبيا كمرتزقة، ضمن مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، حسب ما جاء في البيان.

 كما أشاد البيان بإحالة السلطات السودانية 240 آخرين للمحاكم السودانية في فبراير/شباط الماضي، ورأت تلك الخطوات مهمة وضرورية لوقف تجنيد مواطنين في قتال لا مصلحة لهم فيه، وندد البيان الليبي أيضاً بمحاولات عدد من الدول على رأسها الإمارات باستغلال الوضع الإنساني والمالي لبعض المواطنين السودانيين والزج بهم في أتون حرب لا علاقة لهم بها ،ولا تجلب لهم إلا الموت والهلاك.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أرغمت تحركات شعبية واحتجاجات أمام سفارة الإمارات بالخرطوم، شركة بلاك شيلد الإماراتية، على إعادة عشرات السودانيين الذين غررت بهم الشركة وخدعتهم بوجود وظائف لهم في الإمارات، قبل أن تنقلهم لقاعدة رأس لانوف بغرض المشاركة في القتال لجانب ميليشيات حفتر، لكن الشباب رفضوا ذلك وتحت ضغط أسرهم وتدخل الخارجية السودانية أعيدوا جميعاً للخرطوم ويواصلون معركة قانونية للحصول على تعويض من الشركة.

ومع تكرار الاتهامات لقوات الدعم السريع، التي يقودها  نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو بدعم عمليات إرسال المقاتلين إلى ليبيا، تنفي تلك القوات في أكثر من مرة تلك الاتهامات،وقال دقلو في حوار تلفزيوني إنهم لن يشاركوا في أي قتال بليبيا لأنه بلا شرعية دولية أو إقليمية بعكس الحرب في اليمن التي شاركوا فيها بغطاء إقليمي،كما أصدرت الخارجية السودانية أكثر من بيان ترد على ذات الاتهامات.

لكن ذلك لا ينفي وجود عمليات تجنيد على الحدود السودانية الليبية تتم لصالح حفتر بعيداً عن أعين الحكومة السودانية، طبقاً لمتابعين لملف التجنيد، مستشهدين بوجود آلاف السودانيين في صفوف القتال في ليبيا، بل إن بعضهم لقي حتفه بعد هزيمة حفتر الأخيرة ومنهم من حاول الفرار إلى السودان. ويشير متابعون لملف التجنيد أيضاً إلى أن حركات سودانية متمردة هي الأخرى تورطت في القتال الليبي.

المساهمون