إلغاء الموسم الكروي بسبب كورونا: هؤلاء أكبر المتضررين

23 ابريل 2020
من الصعب عدم تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنكليزي (Getty)
+ الخط -
توقفت بطولات كرة القدم حول العالم بسبب انتشار فيروس "كورونا"، كما تأجلت بطولات رياضية كبيرة كان من المفترض أن تكون ضيفاً مُميزاً هذا الصيف، ويُضاف إلى ذلك "شبح" إلغاء موسم كرة القدم في البطولات الأوروبية، رغم كل المؤشرات الإيجابية التي تؤكد أن الموسم سيستأنف ولن يتم إلغاؤه.

وفي هذا الإطار، يُهدد احتمال إلغاء الموسم في البطولات الأوروبية الوطنية لكرة القدم بسبب فيروس كورونا بالتسبب بخيبات أمل كبيرة لبعض الأندية التي كانت تنافس بقوة على اللقب المحلي أو تلك التي تواجه احتمال الخسارة، مروراً بالمتربصة بمراكز المسابقات القارية.

بدايةً من ليفربول على سبيل المثال، الذي كان يطمح للقب الدوري الانكليزي للمرة الأولى منذ عام 1990، ويتقدم على منافسه المباشر مانشستر سيتي بـ25 نقطة (ومباراة زائدة) بعد 29 مرحلة من أصل 38. كان النادي الأحمر قاب قوسين أو أدنى من حسم اللقب لصالحه، حين علقت منافسات الدوري الممتاز بسبب وباء "كورونا" في منتصف شهر مارس/ آذار.

وبات جمهور ليفربول يخشى أن يندثر الحلم الذي طال انتظاره، وهو الأمر الذي تناوله رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفيرين، في وقت سابق، عندما قال: "من المستحيل أن لا يكون ليفربول بطلاً. إذا لعبت المباريات، فمن شبه المؤكد أنه سيفوز باللقب. من الناحية النظرية لم يحصل على اللقب بعد، لكنه بالتأكيد قادر على ذلك، وفي حال تعذر لعب المباريات، سنحتاج إلى إيجاد طريقة ومفتاح يتم على أساسهما الإعلان عن النتائج وتحديد الفائزين. لا أرى أي سيناريو لا يكون فيه ليفربول بطلاً".


وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لا يحبذ إنهاء المواسم بشكل مبكر، بات احتمال إلغاء موسم 2019-2020 هاجساً مؤرقا للأندية الأوروبية، في ظل تواصل فرض الحجر المنزلي الصارم في العديد من دول القارة العجوز، كغيرها من دول العالم، في إطار مكافحة فيروس "كورونا".

وفي حال الإلغاء، فإن خيار اعتماد الترتيب الحالي كنتيجة نهائية للموسم، يتقدم على حساب الخيار الآخر الذي يعتمد سيناريو إلغاء جميع النتائج المسجلة لدى توقف الدوري. وفي مطلق الأحوال، أي خيارات يتم اللجوء إليها في هذا الشأن، ستكون لها تبعات رياضية كبيرة.


وداعاً لقب الدوري ووداعاً أوروبا

إذا كان الوضع في إنكلترا شبه محسوم في ظل الفارق الكبير لصالح ليفربول، مثله مثل فرنسا، حيث يتقدم باريس سان جيرمان على أقرب منافسيه مارسيليا بفارق 12 نقطة، فالمشهد مختلف في البطولات الأخرى.

في ألمانيا مثلاً، يحتل بوروسيا دورتموند المركز الثاني بفارق أربع نقاط فقط عن بايرن ميونخ المتصدر، في حين يتقدم برشلونة على غريمه التقليدي ريال مدريد بفارق نقطتين في إسبانيا. وفي إيطاليا، تبدو المنافسة مستمرة بين يوفنتوس المتصدر بفارق نقطة واحدة ولاتسيو الباحث عن لقب الدوري الذي لم يتوج به سوى مرتين في تاريخه الذي يعود للعام 1900.

ويعد رئيس نادي لاتسيو كلاوديو لوتيتو في مقدمة المطالبين باستئناف النشاط في إيطاليا، إحدى أكثر الدول تأثراً بالفيروس من حيث عدد الوفيات التي بلغت نحو 20 ألفاً، علماً أن إجراءات العزل المنزلي لمكافحة تفشي الفيروس ستبقى قائمة حتى الثالث من شهر مايو/ أيار على الأقل.

في المقابل، في حال إلغاء الموسم الكروي واعتماد الترتيب الحالي بصفة نهائية، فإن الأندية التي تحتل مراكز غير مؤهلة إلى المسابقات الأوروبية لكنها لا تزال تحتفظ بآمالها لتحقيق ذلك، ستكون في خانة الأندية الخاسرة أيضا. والأبرز في هذا الإطار، توتنهام الإنكليزي وصيف دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي (خسر أمام مواطنه ليفربول بهدفين نظيفين آنذاك)، الذي يحتل حالياً المركز الثامن أمام أرسنال الذي يواجه أيضا الحرمان من المشاركة القارية.

وسيغيب ليون الفرنسي، الذي يحتل المركز السابع حاليا، عن المسابقات القارية للمرة الأولى منذ عام 1995، ما سيكبده خسارة كبيرة، لا سيما من الناحية المالية. وكان رئيس ليون جان-ميشال أولاس من أبرز الداعين إلى "موسم أبيض" في فرنسا، أي إلغائه من دون احتساب النتائج، معتبرا أن ثمة شكوكا بالقدرة على استئنافه، ما يجعل "حظوظ إنهاء جميع المباريات ضعيفة".

في المقابل، فإن بعض الأندية التي لم تقدم عروضا جيدة في الجزء الأول من الدوري تجد نفسها في مراكز تتهددها بالهبوط، مثل بورنموث، الذي جمع العدد ذاته من النقاط مع واتفورد (أول الأندية غير الهابطة في الدوري الإنكليزي الممتاز)، لكنه يتخلف عنه بفارق الأهداف. في المقابل، يملك ريال مايوركا نقطة أقل من صاحب آخر المراكز غير المؤدية إلى الهبوط في إسبانيا، لكن قد يجد نفسه بين الأندية التي ستسقط إلى مصاف الدرجة الثانية.

لكن الخسارة لن تكون معنوية فقط، لأن الهبوط يعني خسائر مالية ضخمة قد تؤدي إلى اهتزاز أي فريق، وعليه لخص رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، الذي يعتبر ان الإلغاء ليس خياراً، الوضع بالقول "إن الأندية الإسبانية ستخسر ما مجموعه مليار يورو إذا لم نعاود اللعب".

فكيف ستذهب الأمور في الأسابيع القادمة وهل تعود كرة القدم مجدداً وتُنهي الاتحادات بطولاتها بشكل طبيعي في منتصف الصيف؟ ليبقى هذا السؤال رهن شيء واحد فقط هو مدى تخفيف الحكومات إجراءات الحد من انتشار فيروس "كورونا".

(فرانس برس)
المساهمون