إغوانا الإكوادور... آخر الديناصورات المحترمين

غواياكيل (الإكوادور)

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
18 أكتوبر 2018
9A008DFB-E272-4C35-8EA7-EFD821FB78C3
+ الخط -



تمثل الإغوانا العَظاية الضخمة أحد الرموز السياحية لمدينة غواياكيل العاصمة الاقتصادية لجمهورية الإكوادور.

وعلى خلاف بعض الثقافات التي استطابت لحم الإغوانا، أو تركتها وشأنها في غابتها، قررت غواياكيل منذ قرن أن تستأنس هذه السحلية البرية، وتجعلها جاراً أهلياً في حديقة عامة مفتوحة، تدعى حديقة سميناريو.

ولم يكن الأمر شاقاً. فماذا تريد الإغوانا سوى أشجار باسقة تتغذى على أوراقها، وتصعد إليها ببطء مع غياب الشمس، ونهاراً تهبط لتسلّم على الناس بهزّات رتيبة من رأسها، وتأخذ تموينها من الخس والموز.

لا تضطر الإغوانا إلى الخروج من حديقة مفتوحة بلا أسوار. فليس لديها ما يغري في الشوارع والحافلات والأبراج، بينما يزورها الوافدون لتحية هذه العظاية، الممثلة الشرعية الأخيرة للديناصورات الأجداد.



هي إما أن تكون جارة هنا، أو في أول منزل لها خارج غواياكيل، حيث المناطق الزراعية السهلية الشاسعة والغابات الاستوائية على الأنهار الكريمة.


هنا في الحديقة، ثمة باعة لمياه الشرب لا ينقص عددهم، ومصورون، وباعة أوراق اليانصيب، وذوو المهارات المسلية. أما باعة الخضروات الورقية والموز، فهؤلاء تحديداً يربطون رزقهم بنزول الإغوانا عن الأشجار نهاراً.

تعبر الإغوانا بين مرتادي الحديقة، من يتمشون ومن هم على مقاعدهم. بعضهم يلمس حراشفها بحذر، وبعضهم لديه من الإلفة معها ما يكفي لملاطفتها أكثر وإطعامها وانتظار أن تهز رؤوسها شاكرة.

في هذه المدينة المزدحمة بالحركة الصناعية والتجارية تبدو حديقة سميناريو المكان الاجتماعي العائلي والسياحي الذي يجد فيه المحليون والغرباء مع الإغوانا زمناً آخر غير ما تقوله ساعة العاصمة الاقتصادية اللاهثة.

دلالات

ذات صلة

الصورة
يخوض المهاجرون الموريتانيون طريقاً خطرة للوصول إلى أميركا

تحقيقات

يخوض موريتانيون غمار الهجرة غير النظامية ابتداء من نواكشوط مرورا بأميركا الجنوبية ثم الوسطى عابرين غابات ومستنقعات خطرة، بهدف بلوغ حلمهم في حياة كريمة وبحثاً عن أمل مفتقد في بلادهم يضحون من أجله بالغالي والنفيس
الصورة
العربي الجديد

رياضة

تحدث الخبير التحكيمي الخاص بـ"العربي الجديد"، جمال الشريف، في الحلقة الثالثة، عن الحكم الإيطالي، دانيلي أورساتو، الذي سيدير المواجهة الافتتاحية، التي ستجمع بين منتخب قطر ومنتخب الإكوادور، الأحد، في كأس العالم 2022.

الصورة
ثورة البركان تال في الفيليبين (تيد ألجيب/فرانس برس)

مجتمع

أوقفت السلطات الفيليبينية المدارس والشركات في العاصمة مانيلا، اليوم الاثنين، بعدما أطلق البركان "تال" سحباً من الرماد في أنحاء المدينة، وحذر خبراء الزلازل من احتمال ثوارنه في أي وقت متسبباً في أمواج مد عاتية (تسونامي).
الصورة
تماثيل الحرفيين في غواياكيل

منوعات

نحن مغرمون بالتهوين من شأن الحرفة. بل إن التراث البدوي يعلي من شأن الفارس الشهم الأصيل، الذي يقضي حياته وهو يعطي الحقوق ويسلبها ثم يتفرغ لإطلاق الحِكم، بينما يقبع مبيّض دِلال القهوة النحاسية في آخر مراتب التقدير.
المساهمون