وفي مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة المزمع عقدها الأحد في العاصمة اللبنانية، قال زكي إن المجتمعين سيبحثون 27 بنداً، منها أيضاً ما يتعلق بالكهرباء وإدارة النفايات الصلبة.
وعن مصير القرارات السابقة التي اتخذتها القمم الثلاث المشابهة التي عقدت في الكويت ومصر والسعودية، قال زكي إن "هذه قمم تتعلق بالعملية التنموية، وهي في الدول النامية عملية دائمة وصراع دائم مع موضوعات طويلة الأجل ومفتوحة عل كل شيء، وتحتاج إلى تخطيط وتمويل، وبعض هذه العناصر لا يُحسن استخدامه في بعض الدول، وفي حال اتخاذ قرار فإن تنفيذه لا يكون لحظياً ولا فورياً، بل يأخذ وقتاً".
وأضاف: "بعض الموضوعات المطروحة على طاولة القمة تحتاج إلى التمويل، وأحياناً هناك قصور في هذا الجانب، ونحتاج إلى مناقشة تمويل التنمية، وكيف يتم ذلك ومن أين"، مردفاً أن "مسار التنمية طويل الأجل، ولا يعني عدم التنفيذ الكامل لقرارات اتُخذت في الماضي أننا فشلنا... أنا ضد جلد الذات بشكل عام، وجلد الذات سهل".
فجوة تمويل الأنروا
وعن تمويل "الأنروا"، قال زكي إن "العرب وغير العرب تقدّموا جميعاً لسدّ الفجوة التي نتجت من وقف الولايات المتحدة تمويلها، وهذا أمر مهم جداً، والآن وضع الفجوة المالية مطمئن، لكن هل هو مستدام؟ سنرى"، مضيفاً أن التحدّي سيكون قائماً العام المقبل.
وعن دعم الاقتصاد الفلسطيني، قال زي إنه "بند مطروح، وهناك قرار إن شاء الله سيُعتمد، وفيه تفاصيل مهمة، وعند صدور القرارات سيكون قراراً مهما جداً".
إعمار سورية وعودتها
لدى سؤال عن عملية إعادة إعمار سورية، أكد زكي أن "الموضوع غير مطروح" على طاولة القمة يوم الأحد.
وعن إمكانية مشاركة سورية في القمة المقبلة، قال زكي: "سُئلت عن هذا قبل الآن. إن عودة سورية حتمية، وهي جملة واضحة لا لبس فيها، لأن ما حدث عام 2011 هو تعليق لمشاركة كافة الوفود السورية في منظومة الجامعة بالكامل".
بالتالي، أضاف زكي أن "العودة حتمية وهذا أمر طبيعي، لأن سورية لم تفقد مقعدها ولم تُطرد من الجامعة، بل حصل تعليق، لكن كما قلنا سابقاً إن التعليق تم بالتوافق وإنهاؤه يتم بالتوافق، فهل عناصر التوافق متوافرة أم لا؟ ليست لدي وسيلة للاطلاع على المستقبل، لكن أقيّم الوضع كما نراه حالياً، ونرى أن هذه العناصر لا تزال تحتاج إلى عمل".
وتابع قائلاً: "إذا كان الهدف العودة، فيحتاج الأمر إلى المزيد من العمل والحوار والتشاور حتى تصل الأمور إلى هذه الغاية".
إعادة إعمار العراق
عن إعادة إعمار ما دمرته الحرب في العراق، قال زكي إن "مسار إعادة الإعمار في العراق هو مسار ارتضى العراق أن يكون موازياً بالكامل، وهناك مؤتمر عُقد في الكويت لهذه الغاية، وكان هدفه استجلاب الأموال لدعم العراق في جهود إعادة الإعمار".
وأوضح أن ملف إعادة إعمار العراق ليس مطروحاً على هذه القمة في بيروت، لكنه استدرك قائلاً: "أعتقد لو الذاكرة لم تخني أنه في القمة العربية سيكون هناك بند حول هذا الأمر، لأن بنداً مشابهاً مطروح على الوزراء للنقاش".
الاقتصاد الرقمي
وعن البند المتعلق بالاقتصاد الرقمي، قال زكي إنه "مفهوم لا يزال في بدايته، وكون الدول العربية تلتفت إلى هذا المفهوم وتريد أن تواكبه، فهذا أمر جيد، وأمامنا فترة طويلة، لكن ثمة مراكز بدأت تشتغل في بعض الدول المهمة على الموضوع، وخلال سنة أو اثنتين سيكون لدينا كوادر تستطيع أن تدفع بهذا الملف إلى الأمام عربياً".
لبنان وخفض مستوى التمثيل
وفي رد على سؤال آخر، قال زكي: "أولاً، لبنان هو دولة مضيفة وليس محور القمة، فالقمة عربية، وثانياً هذه قمة عنوانها تنموية: اقتصادية واجتماعية، والجانب الاجتماعي يعني الشباب والمرأة والطفل والأسرة ومكافحة الفقر، فكلها من أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة لسنة 2030، وكل العالم قبلها ويعمل على تحقيقها، ونحن أسهامنا كعرب يتبلور بهذه القمة".
وسئل زكي عمّا إذا كانت الأمانة العامة قد استوضحت من الدول أسباب تخفيض تمثيلها في القمة، فقال للإعلاميين: "حتى لو كنت أعلم السبب فلن أقول لكم، لأن ليس كل ما يُعرف يُقال، لكن أي قمة تحتاج إلى أجواء، وقد يكون هناك أجواء إيجابية جاذبة، وقد لا يكون".
وتناول القمة على المستوى التنظيمي، قائلاً إن "لبنان قام بعمل يقترب من النموذجي، ووفر إمكانات هائلة، وعمل عملاً ممتازاً، وهيّأ كل الجو لمشاركة ناجحة وإيجابية من كل الوفود".