حاولت قناة "إم تي في" اللبنانية أن تروج لمسلسل "الهيبة - العودة"، الذي سيعرض على شاشتها في رمضان، بطريقة مبتكرة، حيث قامت، بعرض تقرير إعلاني للمسلسل؛ تضمن لقاءات مع القائمين على العمل الذي نال شعبية واسعة في جزئه الأول، كما تضمّن مشهداً تمثيلياً يجمع فريق عمل "إم تي في" الميداني مع نجوم المسلسل.
يبدأ المشهد التمثيلي لحظة وصول فريق عمل "إم تي في" إلى مقهى "الهيبة" في الضيعة الجبلية اللبنانية التي يتم فيها تصوير المسلسل، وهناك يقوم الممثلون الذين يؤدون شخصيات رجال "جبل شيخ الجبل" بإيقاف سيارة "إم تي في" مستخدمين قوة السلاح، ليعتقلوا فريق التصوير ويجروهم بعنف إلى المكان الذي يقف فيه تيم حسن، "جبل"، وعبده شاهين، "شاهين"، اللذان يبدآن بالتحقيق معهم عن سبب وجودهم في هذا المكان، وسبب استخدام الكاميرا في أراضيهم، وعن الجهة التي يعملون لها، فتجيب المصورة: "نحن الإم تي في، لازم نهكله للهم؟"؛ فيستعير عبده شاهين عبارة "جبل" التي اشتهرت العام الماضي، ويقول: "أنتِ دايسة عبساط جبل شيخ الجبل، ما تهكليه للهم"، وينهي تيم حسن الإعلان بعبارة: "تابعونا على إم تي في"، ويطلق بعدها مشط رصاص حي في الهواء، ثم يقوم عبده شاهين بإهداء الجمهور رصاصة.
يعتبر مسلسل "الهيبة" الذي عرض السنة الماضية أحد أكثر المسلسلات إشكالية، حيث طاولته، العام الماضي، نسبة كبيرة من الانتقادات بسبب ترويجه للسلاح والعنف، وفي نفس الوقت حقق نسبة مشاهدة هي الأعلى بين الأعمال الدرامية السورية واللبنانية؛ ويبدو أن القائمين على العمل يحاولون استثمار هذا الجدل الذي رافق المسلسل في العام الماضي ليروجوا للجزء الثاني منه، الذي يفتقد لنجمته الأولى ندين نسيب نجيم، والذي لم يتمكن من جذب اهتمام الجمهور، و لاسيما أن الفكرة التي يقوم عليها الجزء الثاني من المسلسل لم تتمكن من جذب الجمهور، حيث إن نسبة كبيرة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي سخروا من عودة المسلسل بجزئه الثاني إلى الماضي، وعن قتل هذه الفكرة للتشويق في المسلسل الذي ينتمي لنمط "الأكشن"، إذ إننا نعرف مسبقاً مصير الشخصيات.
لهذه الأسباب، يحاول القائمون على العمل استثمار الجدل المحيط بالمسلسل، واستخدام العنف كنوع من الترويج، لضمان تحقيق نسبة عالية من المشاهدة؛ وأثار التقرير المزيد من الجدل، وذلك يبدو واضحاً من التعليقات على المنشور، حيث انقسم المعلقون ما بين منتقدين للمسلسل ولسياسته وما بين مدافعين عنه، حيث وصفه أحدهم بأنه "مسلسل ترويجي لزرع الإرهاب والقتل في عقول الشباب العربي"، بينما كتب آخر: "لمن يقول إن المسلسل يشجع على الإرهاب... ألا تتابعون الأفلام الأجنبية مليئة بالعنف والأكشن والرصاص والقتل والترهيب".
لكن المقارنة هنا، فعلياً، لا تبدو سليمة؛ فالأفلام في نهاية الأمر تُعرض وتوجّه لفئات عمرية معينة، ضمن سياقات محدّدة، لكن المسلسل، هنا، هو جزء من السباق الدرامي الرمضاني؛ حيث العائلة بجميع أعمار من فيها تجلس أمام التلفاز وتشاهده طوال الوقت. وعليه، فإن كثيراً من الفئات العمرية الحساسة معرّضة، في أي لحظة، لأن تشاهد هذا العمل، الذي يقوم إعلانه الترويجي على "إم تي في" على مشاهد استيهامية فعلياً، تختلق العنف، وتتعامل مع إطلاق النار، بالطريقة التشبيحية، على أنه أمر مسلٍّ وظريف، وما هو إلا استعراض يبتعد كلياً عن أي عمق فني.
يبدأ المشهد التمثيلي لحظة وصول فريق عمل "إم تي في" إلى مقهى "الهيبة" في الضيعة الجبلية اللبنانية التي يتم فيها تصوير المسلسل، وهناك يقوم الممثلون الذين يؤدون شخصيات رجال "جبل شيخ الجبل" بإيقاف سيارة "إم تي في" مستخدمين قوة السلاح، ليعتقلوا فريق التصوير ويجروهم بعنف إلى المكان الذي يقف فيه تيم حسن، "جبل"، وعبده شاهين، "شاهين"، اللذان يبدآن بالتحقيق معهم عن سبب وجودهم في هذا المكان، وسبب استخدام الكاميرا في أراضيهم، وعن الجهة التي يعملون لها، فتجيب المصورة: "نحن الإم تي في، لازم نهكله للهم؟"؛ فيستعير عبده شاهين عبارة "جبل" التي اشتهرت العام الماضي، ويقول: "أنتِ دايسة عبساط جبل شيخ الجبل، ما تهكليه للهم"، وينهي تيم حسن الإعلان بعبارة: "تابعونا على إم تي في"، ويطلق بعدها مشط رصاص حي في الهواء، ثم يقوم عبده شاهين بإهداء الجمهور رصاصة.
يعتبر مسلسل "الهيبة" الذي عرض السنة الماضية أحد أكثر المسلسلات إشكالية، حيث طاولته، العام الماضي، نسبة كبيرة من الانتقادات بسبب ترويجه للسلاح والعنف، وفي نفس الوقت حقق نسبة مشاهدة هي الأعلى بين الأعمال الدرامية السورية واللبنانية؛ ويبدو أن القائمين على العمل يحاولون استثمار هذا الجدل الذي رافق المسلسل في العام الماضي ليروجوا للجزء الثاني منه، الذي يفتقد لنجمته الأولى ندين نسيب نجيم، والذي لم يتمكن من جذب اهتمام الجمهور، و لاسيما أن الفكرة التي يقوم عليها الجزء الثاني من المسلسل لم تتمكن من جذب الجمهور، حيث إن نسبة كبيرة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي سخروا من عودة المسلسل بجزئه الثاني إلى الماضي، وعن قتل هذه الفكرة للتشويق في المسلسل الذي ينتمي لنمط "الأكشن"، إذ إننا نعرف مسبقاً مصير الشخصيات.
لهذه الأسباب، يحاول القائمون على العمل استثمار الجدل المحيط بالمسلسل، واستخدام العنف كنوع من الترويج، لضمان تحقيق نسبة عالية من المشاهدة؛ وأثار التقرير المزيد من الجدل، وذلك يبدو واضحاً من التعليقات على المنشور، حيث انقسم المعلقون ما بين منتقدين للمسلسل ولسياسته وما بين مدافعين عنه، حيث وصفه أحدهم بأنه "مسلسل ترويجي لزرع الإرهاب والقتل في عقول الشباب العربي"، بينما كتب آخر: "لمن يقول إن المسلسل يشجع على الإرهاب... ألا تتابعون الأفلام الأجنبية مليئة بالعنف والأكشن والرصاص والقتل والترهيب".
لكن المقارنة هنا، فعلياً، لا تبدو سليمة؛ فالأفلام في نهاية الأمر تُعرض وتوجّه لفئات عمرية معينة، ضمن سياقات محدّدة، لكن المسلسل، هنا، هو جزء من السباق الدرامي الرمضاني؛ حيث العائلة بجميع أعمار من فيها تجلس أمام التلفاز وتشاهده طوال الوقت. وعليه، فإن كثيراً من الفئات العمرية الحساسة معرّضة، في أي لحظة، لأن تشاهد هذا العمل، الذي يقوم إعلانه الترويجي على "إم تي في" على مشاهد استيهامية فعلياً، تختلق العنف، وتتعامل مع إطلاق النار، بالطريقة التشبيحية، على أنه أمر مسلٍّ وظريف، وما هو إلا استعراض يبتعد كلياً عن أي عمق فني.